سم طال عمرك *... لـ حصة العنزي
11-06-2019 08:22 مساءً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية روائح العطور تنتشر في المكان يراقصها العود الكمبودي بدخانه الكثيف ، أما رائحة القهوة العربية بالهيل والزعفران فقد فرضت نفسها هذه الليلة ، وأعلنت أنها الأقرب لقلوب الحاضرين ..
تُدار بينهم بالدلة العراقية ، يعقبها تمر الحلوة الحائلي المرصوص بآنية من فضة في وسطها زبدة بيضاء لذة لناظرين .
في صدر المجلس ، المكان المخصص لكبار أهل القرية وعِليتهم ، كان يجلس مختالا فخورا
واضعاً ساقاً فوق أخرى وقد أسند عباءته السوداء على ساعده ، مرتدياً نظارته الشمسية التي يستحيل أن ينزعها*في أي مناسبة كانت .
دنى منه المضيف ومدّ له فنجان القهوة بعد أن أحدث رنةً إيقاعية بضرب طرف الفنجان بفم الدلة ثم قال :
– سم طال عمرك .
تناوله بكل أنفة ، ارتشف القليل وبدأ ينظر بنصف عين للجالسين حوله ، والكل يتمنى أن يلتفت إليه*ليستقبله بابتسامة بلهاء يستجدي منه العطاء .
يصنفه أهل القرية بصاحب المهمات الصعبة وأن كلِمتهُ لا تُثنى*، يتسابقون في تقديم القرابين طمعًا في الهبات*، تُدار له الموائد ، ويُفرش له السجاد الأحمر .
قال احدهم للأخر:
ماكل هذا التعظيم لأبي زهرة ؟! ..
-اخفض صوتك يارجل وإلا نُبَّذت مكان قصيا
ضرب الرجل كفيه ببعضها متأسفاً علي هذا الحال
اعتدل أبو زهرة في جلسته فاستقامة الظهر من الأمور الصعبة التي يحاول أن يعتادها ..
رن هاتفه وهو يتبادل الحديث مع عمدة القرية أخرج الهاتف من جيبه بكل هوادة
نظر إلى الرقم فاضطرب .
سقط الفنجان من يده
توقف رنين الهاتف قبل أن يرد
قفز من مكانه وهرول صوب الباب
ترك عباءته رغم هتاف اللاحقين به
دخل الغرفة
نزع نظارته وارتدى ثوبه الرمادي القصير بعجل
تناول الدلة والفنجان وانطلق مسرعاً
مدّ الفنجان المملوء إلى ربعه بعد أن أحدث الرنة الإيقاعية المعتادة وقال :
"سم طال عمرك" .
بقلم / حصه العنزي
تُدار بينهم بالدلة العراقية ، يعقبها تمر الحلوة الحائلي المرصوص بآنية من فضة في وسطها زبدة بيضاء لذة لناظرين .
في صدر المجلس ، المكان المخصص لكبار أهل القرية وعِليتهم ، كان يجلس مختالا فخورا
واضعاً ساقاً فوق أخرى وقد أسند عباءته السوداء على ساعده ، مرتدياً نظارته الشمسية التي يستحيل أن ينزعها*في أي مناسبة كانت .
دنى منه المضيف ومدّ له فنجان القهوة بعد أن أحدث رنةً إيقاعية بضرب طرف الفنجان بفم الدلة ثم قال :
– سم طال عمرك .
تناوله بكل أنفة ، ارتشف القليل وبدأ ينظر بنصف عين للجالسين حوله ، والكل يتمنى أن يلتفت إليه*ليستقبله بابتسامة بلهاء يستجدي منه العطاء .
يصنفه أهل القرية بصاحب المهمات الصعبة وأن كلِمتهُ لا تُثنى*، يتسابقون في تقديم القرابين طمعًا في الهبات*، تُدار له الموائد ، ويُفرش له السجاد الأحمر .
قال احدهم للأخر:
ماكل هذا التعظيم لأبي زهرة ؟! ..
-اخفض صوتك يارجل وإلا نُبَّذت مكان قصيا
ضرب الرجل كفيه ببعضها متأسفاً علي هذا الحال
اعتدل أبو زهرة في جلسته فاستقامة الظهر من الأمور الصعبة التي يحاول أن يعتادها ..
رن هاتفه وهو يتبادل الحديث مع عمدة القرية أخرج الهاتف من جيبه بكل هوادة
نظر إلى الرقم فاضطرب .
سقط الفنجان من يده
توقف رنين الهاتف قبل أن يرد
قفز من مكانه وهرول صوب الباب
ترك عباءته رغم هتاف اللاحقين به
دخل الغرفة
نزع نظارته وارتدى ثوبه الرمادي القصير بعجل
تناول الدلة والفنجان وانطلق مسرعاً
مدّ الفنجان المملوء إلى ربعه بعد أن أحدث الرنة الإيقاعية المعتادة وقال :
"سم طال عمرك" .
بقلم / حصه العنزي