• ×
الجمعة 18 أبريل 2025 | 04-17-2025

في حوار ثري وفاخر مجموعة المسرح ثقافة تلتقي الدكتورة آمنه الربيع في برنامج ضيف الشهر

في حوار ثري وفاخر  مجموعة المسرح ثقافة تلتقي الدكتورة آمنه الربيع في برنامج ضيف الشهر
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية استضافت مجموعة المسرح ثقافة اليوم الثلاثاء
٢٨ نوفمبر ٢٠١٧ الدكتورة العمانية آمنه الربيع في برنامج ضيف الشهر .
شارك العديد من أعضاء المجموعة بأسئلة ثرية متنوعة وانتهى الحوار بشكر الضيفة وكتبت لها العديد من عبارات الشكر والشهادات المتنوعة


قدمت الدكتورة للحوار بكلمة استهلالية كتبت فيها : ؛ " مرحبا بكم وبأسئلتكم الثرية
في البدء أتقدم إلى مجموعة المسرح ثقافة بالشكر الجزيل لضيافتهم لي. وكلمة حق ينبغي قولها: أنه في ظل انحسار الاهتمام بالمسرح بسبب بعض السياسات، والموازنات الشحيحة وعطفا على تراجع أدوار بعض الوزارات والهيئات عن دعم المسرح والتعريف به كخط دفاع حيوي لقوة الثقافة الناعمة، واقتصار بعض الفضائيات على ترويج بعض الرموز، يطلع علينا جماعة (المسرح ثقافة) يحملون شعلة الأمل لإضاءة المناطق التي أوشكت أن تصاب بالعتمة. يحملون مشعل ثقافي يقرّبون به المسرح من المسرحيين، والثقافة من المسرح وهو جهد مؤسسة. أشد على أيديهم وأتمنى لهم التوفيق لصدق الرسالة التي يسعون إلى نشرها مؤكدون بلا شك، أن المسرح يملك قوة جذب لا طرد. لقد سعدت جدا بهذه الضيافة وممتنة لهم ولوقتهم ونبل أخلاقهم

تم توالت الأسئلة يديرها الكاتب المسرحي أ. ناصر العمري ، الذي تولى تقديم الأسئلة مرفقة بأسماء المشاركين

فكانت بداية الأسئلة من المسرحي
عزيز ريان من دولة المغرب حيث كتب :

- ما هي حالة المسرح بعمان؟-
- الكتابة المسرحية بعمان هل تبقى محسورة داخل المحلية ؟ ام ان القارىء العربي لا يطالع الا مايصل يديه؟
-ماهو مستوى الكتابة(النسوية) بالنص المسرحي؟ داخل العالم العربي؟
سؤال أخير: أريد ان اطالع نصا كاملا لك أين اجد نصوصك المسرحية كاملة؟

وقد جاءت الإجابة من الدكتورة آمنة :
الأخ عزيز ريان من المغرب الشقيق أهلا وسهلا بك.
١-المسرح بسلطنة عمان يمضي بهدوء نحو إثراء المشهد المسرحي في عمان والخليج والوطن العربي. وهو متأثر بحالات المد والجزر التي تتعرض لها الثقافة في الوطن العربي بوجه عام.
٢- على العكس. النصوص المكتوبة باللغة الفصحى تحلّق على ضفاف الوطن العربي. ربما القضايا المجتمعية الخاصة بالموروث الثقافي في السلطنة يجعلها محلية صرفة كاللهجات المتنوعة والأهازيج والفلكلور، لكن النصوص التي استطاع بعض المسرحيين تقديمها بلسان عربي فصيح لها من يعرفها.
أما مطالعة المتلقي العربي لما يصل إليه فهذه مشكلة نعاني منها على صعيد الانتشار، والبركة في المهرجانات التي لعبت دورا جيدا في تجسير الهوة.
هل تعرف من بعض سلبيات المسرح في المغرب أن يكتب المؤلف مسرحيته باللسان المغربي ثم لا يسعى إلى توثيق النص بالفصحى وهذا مشكل كبير. يعني النص ينتهي بانتهاء العرض
٣-حال الكتابة النسائية وليس (النسوية) عندي تحفظ على التوصيف- بالوطن العربي ينقصه توفر دراسات علمية رصينة تتتبع النتاج وتحلله بمناهج نقدية حديثة من دون التوقف عند عناوين براقة لا تقرأ المتن المسرحي المكتوب وتتشاكل معه.
٤- بعض نصوص موجودة على موقعي الشخصي www.amnahalrabee.com
وبعضها يمكن أن أزودك بها عبر البريد

ثم انتقلت الأسئلة إلى مشرفة المجموعة سماء الشريف التي قدمت نفسها بأنها غصن من أغصان مجموعة المسرح ثقافة ورئيسة الشبكة الإعلامية السعودية كتبت فيها :
تحية د. آمنة وجنائن ورد مبللة بماء المطر ترحيباً بتواجدك .. أسئلتي :

١- هل تمكنت المرأة من كسر التابو الذي سجنت فيه فترة طويلة ؟ وإلى أي مدى ؟ وهل في جوانب محددة أم بصورة عامة ؟..
٢- هل تملك المرأة نصوصاً جريئة بدرجة كافية لتناقش مشكلاتها أم أنها لازالت على استحياء ؟.. وهل تمكنت من التعبير عن مجتمعها وعصرها بدرجة كافية ؟
٣- قرأت قبلاً أن المعاناة وتجارب المرأة العربية وماتواجهه تتساوى " بمعنى أن الهم واحد ".. فهل نعمم تلك التجارب على الفكر والرؤية عند الكتابة أم هناك مخالفة وخصوصية وتمايز بين بيئة وأخرى ؟
٤-البعض يشترط التخصص المسرحي الأكاديمي عند المشتغلين بالمسرح ليجد مجالاً في رفض المسرحي غير المتخصص مارأيك في ذلك ؟
وكيف استفاد المسرحيون المتخصصون في العربية وآدابها من تخصصاتهم للكتابة والدراسة النقدية حول المسرح ؟ وإلى أي درجة تمكنوا من النجاح ؟

وأجابت الدكتورة عليها :
أرق التحايا يا أستاذة سماء الشريف. بالمناسبة أنت تحملين اسما لافتا للانتباه.

عندنا في السلطنة الأستاذ سماء عيسى وهو شاعر كبير ومهم. كتب للمسرح في بدايته.

١- لا بالطبع. التابوهات يصعب تحطيمها وكسرها، ولكن مشاكستها ومحاولة زحزحتها. وإذا انتهى التابو الاجتماعي حول الإنسان بصفة عامة لانتهى الأدب والسرد والحكي.
ومن ناحية مشرقة هناك نماذج نسائية كجليلة بكار ومجد قصص وغيرهن اقتحمن الإخراج وتناولن قضايا إنسانية مهمة. وغيرهن الكثير في الجزائر والمغرب والعراق.

٢- تملك المرأة نصوصا جريئة وعلى تماس مباشر بالذات والموضوع. مؤخرا في مهرجان الهيئة العربية لامسرح بالجزائر قدم المغرب عرضا مدهشا. (خريف) تناول المرض وتآكل الجسد الذي تتعرض له المرأة المصابة بالسرطان وتماهت الكتابة مع الداخل الذي بالوجدان الروحي ومع العلائق الاجتماعية.
الجرأة المقصود بها هنا، هي في ارتياد مواطن بالروح والذهن والعقل

تعبير المرأة عن مجتمعها وعصرها جاء متسقا مع تعبير المبدع وإن كان الكاتب هو الأكثر بروزا في المسرح. في دراما التلفزيون المرأة نالت انتشارا كبيرا لكن ما شاهدته من أعمال لا يعبر عن المجتمع والعصر وراهان المستقبل.

٣- التمايز بين البيئات واللهجات ثراء والتنوع كالاختلاف بين العناصر والألوان والكائنات. هذا ما يصنع الدهشة ويعمم الجمال.
مسألة الرؤية هي المحك. بمعنى على الكاتب أن يحدد موقفه ورأيه من اختياره الكتابة للمسرح؟ لماذا يكتب له ولا يكتب للرواية؟ ثم على الكاتب أن يوضح رؤيته من خلال نصه للمجتمع وقضاياه وهمومه وكذلك رؤيته للعالم وللغة التي يتواصل بها. هذه أعتقدها مرتكزات قد لا يهتم بها بعض الكتّاب ولكني أراها ندار تشكّل الرؤية والوعي.
٤- هناك وجهات نظر. والله يا عزيزتي شاهدنا مسرحيين غير أكاديميين ولكنهم قراء للمسرح من طراز رفيع يكتبون عن المسرح أفضل من أكاديميين يصففون كلمات من اتجاهات مسرحية ويكررونها على مسامعنا في المهرجانات والملتقيات. مع الأسف، دخل للحقل النقدي كل تاجر شنطة!

لكن علينا التوضيح للفرق الجمالي عند التلقي. المتلقي الذي أولاه آيزر وإيكو وكذلك بارت أهمية في تلقي العمل الفني، بوسعه أن يتداخل مع العمل الفني ويقول رأيه عن وعي ببعض الأسس.
من المهم أن نهتم بالمتلقي الذي يتذوق ويضيف للعمل من واقع خبرة مشاهداته.
لكن الناقد الأكاديمي مطلوب وجوده فهو لم يمت بتعبير رونان ماكدونالد! الناقد يكشف ما يضمر خلف الكلام والإشارات ويعطي العمل دلالة فنية ما.

ثم كان سؤال الدكتور محمود سعيد من جمهورية مصر العربية وسأل من خلاله عن :
تنوع الرؤي والمداخل الابداعيه والنقديه لدي د امنه الربيع ولكن تبقى صوره المرأه لديها شديده الخصوصيه حدثينا عن منظورك الابداعي في الكتابه المسرحيه للمراه ؟
وقد شكرت الدكتورة آمنة الناقد محمود سعيد ثم كتبت :
في البداية أقرّ مسألة مهمة، المرأة إنسان وهذا الإقرار لا يعطيها أي خصوصية في التكوين بل منبع خصوصيتها من مجمل الكيفية التي تنظر بها المرأة للأشياء. فالمرأة والرجل إنسان.
وتضيف :حينما أتناول وجود المرأة في الكتابة فأنا أتناوله من عدة رؤى متشابكة كحلقات البصل بتعبير جوليا كرستيفا في معرض حديثها عن علم النص والتناص.
من بين الرؤى، المرأة من حيث هي ذات وموضوع. أو من حيث هي جسد يتم تنميطه وفق شبكة من العلاقات المرتبطة بالسلطة.

هذه الرؤى أو الأبعاد آخذها على محمل الجد. في مسرحياتي ستشاهد نساء مختلفات يعبرن عن وسط اجتماعي مُتخم بالعلامات، والأيقونات. لعبت التصنيفات اللاثقافية التي وظفتها السلطة كالأمثال والحكم وحقرّت كينونة المرأة. تضافر مع هذا النشاط الإعلام الذي روج لنمط للمرأة على الآخر. في مسرحيتي (يوم الزينة) لباس المرأة وزينتها هما امتداد لذات المرأة في مسرحيتي السابقة (مدونة عشق ديك الجن).
أشتغلت فيها على عدد القطع التي تلبسها المرأة من مفهوم الستر والعادات والتقاليد والزينة وقد هالني الرقم.

وإذا كان الرجل والمرأة يتعرضان معا لجميع أنواع العنف المادي والرمزي ويمارس عليهما شتى وسائل القهر فلماذ يجري التمييز؟ لماذا تصبح المرأة هي الأبرز؟
جرى عبر العصور إحاطة الجسد البشري ومحاصرته وحساب خطوط عرضه وطوله وأنفاسه ليس تكريما له بل إمعانا في استعباده، وهذا الطرح سعيتُ لمعالجته دراميا في مسرحيتي (منتهى الحب منتهى القسوة) ويمكن القول، إن السلطة قد انتصرت وخسر الإنسان إنسانيته

السؤال الرابع كان لمشرفة المجموعة غادة كمال الاعلامية بإذاعة صوت العرب كتبت فيه :

تعددت إسهاماتك الادبيه ما بين القصه... والكتابه للمسرح ..والنقد المسرحي..أين تجد د. آمنه نفسها...وهل تطرقت إلى كتابه الروايه...؟

وقد اجابت الدكتورة عن السؤال مرحبة بالأستاذة غادة وأضافت : سؤالك إشكالي :

أولا دعيني أصحح لك معلومة. لم أجرّب كتابة القصة القصيرة وأزعم أن اسهاماتي متعددة بين فضائين: المسرح والنقد. وإذا عدت إلى سنوات مضت سأعترف أنني لم أنتبه لبعض خطواتي. فلم أطمح أن أكون كاتبة للمسرح ولا باحثة في شؤون النقد والأدب الحديث. وددت في الواقع أن أكون طبيبة نفسية أو إعلامية أو كاتبة لشيء آخر غير المسرح. لكن السنوات التي مضت عززت لدي اهتمامات متعددة وأظنها أنارت لي بعض المسارات ولهذا أجد نفسي اليوم كاتبة للمسرح وسأظل أدافع عن هذا الانتماء.
عندما يطفو السؤال على السطح، يغور في العمق. هناك سؤال نهرب منه وهناك محطات لم نتكلم عنها. هناك مرايا عاكسة لوجودنا وشغفنا بالأشياء. المسرح هو من يجيب عن هذه الأسئلة، هذا ما أعتقده على الأقل.

"المسرح مواجهة" العارفون بالمسرح يقصرون فعل المواجهة في جانب نضالي وسياسي، وهذه إحدى تحديات الكتابة للمسرح، أن تكتب وفي ذهنك قضية تريد الدفاع عنها. ما أربك هذا هو الوقوع في التعثر. تعثر المسرح عندما غاب البعد الجمالي الذي يترجم شعور "الأنا" من الداخل، فلم نتعرف على الإنسان من الداخل بل تعرفنا على همومه الاجتماعية والسياسية و...إلخ

في اختياري الكتابة للمسرح أجدني متفرّدة، التفرّد بمعنى لا وجود للرواية لتزاحم اختياري للمسرح. وحدها الموسيقى التي تبحث عن نقطة الصفر في المسرح.

بالنسبة إلى الرواية أظنني كتبت ذات يوم فصلا مجنونا بعنوان "عنزة تعزف على الكمنجة" وهو عنوان للوحة تأسرني للرسالم (مارك شاجال) الذي تشبه لوحاته لحنا شجيا من ألحان (شوبيرت) ويتقاطع اللحن بعجائبية مذهلة مع أغنية (لسيد درويش) المهم أن الفصل بعد نشره بالجريدة لاقى قبولا فأتبعته بالفصل الثاني، وفجأة توقفت إلى يومنا هذا.
لا أصلح لكتابة الرواية. هذا ما شعرت به واحترمته

السؤال الخامس للمسرحي السعودي (علي السعلي ) وقد جاء سؤاله على النحو التالي :
دكتورة مساؤك فرح وارتحال معرفي وثقافي ومسرحي أدبي نورتِ وأنرتِ مسرحنا ثقافة
حتما أن تبادل الثقافة فيما بين الفنون يعدّ أمرا مطلوبا ولكن نحتاج كشٓعْرة معاوية حذرين بين هذا وذاك ....
خضعت أنا شخصيا تجربة تحويل نصٍ شعري لحسن الزهراني بعنوان
" الأديب الغريب " إلى مسرحي ونجحت التجربة ولله الحمد والأستاذ ناصر العمري كان شاهدا عليها إخراجيا
السؤال هنا
( كيف نستطيع تحويل نص قصصي إلى مسرحي بكامل أدواته ، وكيف نحوِّل نصا مسرحيا إلى قصصي ؟ )

فأجابت الدكتورة : تهانينا على نجاح التجربة يا أستاذ علي. والعارف كما يقولون لا يُعرف. بما أنك حولت نصا شعريا إلى نص مسرحي، فلماذا لا تراكم على التجربة وتمضي؟ أنت لديك الأداة وينقص كما يبدو الرؤية.

من زاوية أخرى وفر علينا رشاد رشدي ولابوس إيجري مشقة العناء بتأليف كتاب يعلم فن كتابة المسرحية.

من واقع تجربتي المتواضعة ليس هناك أجوبة بسيطة وسريعة بل هناك رؤية شمولية للفن المسرحي والقصصي وهناك استراتيجية وتخطيط. وهذا الشيء توفره المختبرات والورش المستمرة.

وباختصار، عليك تفريغ القصة من عناصرها وأبعادها وتضع الأسئلة وتقترح الأجوبة المحتملة وهذا يجري تعليمه وتدريبه.
وختمت بالقول : (ليتني أملك عصا سحرية لأعطيك الكيفية على طبق من ذهب)

السؤال السادس كان من المسرحي العماني الزميل صلاح عبيد يقول فيه : في العام ٢٠٠٤م
بالمهرجان العماني الأول أخرجت نصك المسرحي الجسر ولم يجد القبول وعلى لسان مدير المسرح في تلك الفترة قال: النص غير مجاز
رغم ان المسرحية شاركت بالمهرجان الثالث لفرقة أخرى
هل لان الاداراة تغيرت ام ان هناك أسباب اخرى؟
وماهي اشكالية الرقابة هذا العام مع نصك الذي قدمته فرقة الدن؟
هل الإجراءات والآلية الحالية مناسبة لتطوير المسرح العماني وماهي نظرتك ان وجدت؟

أجابت د. آمنة عن هذا التساؤل بمايلي:

شكرا للأستاذ صلاح عبيد. حقيقة أن عدم تقبل الجمهور لمسرحية (الجسر) لا علاقة له بأن النص غير مجاز. وأضافت :شخصيا لم أشاهد العرض بسبب وفاة والدي في ذلك الوقت.
وأردفت : دعني أصحح لك هذه المعلومة، الجسر كانت الأوفر حظا في العروض من بين جميع مسرحياتي، فعرضت في المغرب وفي السلطنة ولندن والقاهرة.
والعرض الذي تتكلم عنه كان في سنة ٢٠٠٨م. وأما المهرجان العماني الأول فقدمنا مع فرقة (مسرح مسقط الحر ) مسرحية منتهى الحب منتهى القسوة ولاقت ترحيبا من الجمهور والنقاد معا، وشاركنا بها في سوريا وفي البحرين. وما زلت أتذكر شهادة الفنانة القديرة سميحة أيوب عن العرض.
وتوضح أنه (ربما حدث لديك إلتباس.)
أما هذا العام فالرقابة تعاملت مع مسرحيتي (المعراج) بآلة جزار. وأحتفظ بحق الرد الرسمي على الملاحظات التي كانت غير منطقية.
وأوضحت أن وجود الرقيب عبر التاريخ يعيدنا إلى مهنة (أفلاطون) غير الأخلاقية، وهي عمل أشبه بالمخابرات! أفلاطون رفض دخول الشعراء والفنانين إلى المدينة الفاضلة، ظنا منه أنهم يقلدون عالم المثل من الدرجة الثالثة، وهي منزلة وضيعة برأيه.
وبعض (خبراء) الرقابة في الوطن العربي يتفنون في هذا المجال، ليس في عمان وحدها بل في كل مكان.

وتطوير المسرح، يخضع كما تعرف لأمور كثيرة فنية وإدارية واجتماعية وحسب تقديري أن الأجيال القادمة ستغير من شكل المسرح الحالي.

السؤال السابع كان من المسرحي العماني خالد عمر الشنفري كتب فيه :
الدكتوره امنه الربيع اهلا وسهلا ..
هل ترين بان الكاتب العماني اصبح له الرياده ونصوصه بتتجه للخارج ام هي مجرد غلطات تميز بها عدد لا يذكر من المؤلفين
وهل البيئة الجغرافيا او مدينتك التي ترعرعتي بها هل لها الاثر الكبير بان تكوني الدكتوره امنه

وقد أجابت الدكتورة عن هذا السؤال بالقول:
أهلا أستاذ خالد. لا أفهم قصدك ( مجرد غلطات)!! لا شيء يحدث إعتباطيا في هذه الحياة. وبالطبع الكاتب العماني موجود في الساحة المسرحية خليجيا وعربيا. ومسألة الانتشار تعتمد على العلاقات، ومدى تقاطع بعض أفكار النص والفكرة مع بعض المخرجين، وأيضا قوة الفرق المسرحية وتاريخ تجربتها ومشاركاتها الخارجية. ربما عددنا ككتّاب مسرحيين قليل مقارنة ببعض الدول، والأهم هنا هو الكيف وليس الكم. أعتقد أن كل كاتب مسرحي عماني تميز بأسلوبه الخاص، ما يكتبه عماد الشنفري وبدر الحمداني ومحمد خلفان ومحمد المهندس وعبدالله البطاشي ومحمد سيف الرحبي وعزة القصابي وغيرهم يمكن أن يعطينا تنوعا واختلافا وتمايزا.
أما عن البيئة في ظفار فلا شك أنها قد أثرت على بعض مساراتي في الحياة، وأدين لمدرسة الرباط ولمنطقة لحصن بحارته ونخيله وسككه بالكثير من الامتنان.

السؤال الثامن : كان للأستاذة صفاء البيلي
من جمهورية مصر .. كتبت :
للدكتورة آمنة.. ما بين النقد والكتابة الابداعية سواء للمسرح او التليفزيون.. أين ترى آمنة نفسها؟
يوم الزينة.. نصك المسرحي.. ما الرسالة التي تودين ارسالها من خلاله؟
وما هو رايك في الدراماتورجيا .. والورش الكتابية التي تنتج عروضا وليس ورش التعليم ؟؟

وقد أجابت الدكتورة آمنه عن هذا السؤال بقولها : شكرا الصديقة المبدعة صفاء البيلي.
- يوم الزينة واسع الدلالات، وأهم ما يمكن الإشارة إليه إثارته لقضايا النساء العربيات العاملات في بلاد هاجرن إليها بقصد البحث عن فرصة للعمل وتأمين الحياة. وكذلك في المسرحية أستكمل مشوار كنت قد بدأته في مسرحية سابقة هي مدونة عشق ديك الجن حول توظيف السلطة للجسد.

-وفي إجابتها عن رأيها في الورش قالت :
في تقديري الحاجة إلى هذه الورش سيؤثر على المخرجات المطلوب توفرها كالثقافة المسرحية المستنيرة لدى الشباب أو من تدربهم هذه الورش. ومع الأسف أثبتت هذه الورش بعضها وليس كلها مدى الخواء الذي يتمتع به جيل من المسرحيين العرب. لذا لست معها ما لم تنتج معرفة.

وفي سؤال للدكتورة عن السؤال الذي تتمنى أن يسألها عنه أحد قالت :
هذا سؤال عميق وإن كنت أنا من يطرحه على نفسه؟ حسنا السؤال الإجمالي هو السؤال الذي يضم مجمل الأسئلة!
تمنيت السؤال الآتي: ما سر الموسيقى، والصوت والظل في مسرحياتي؟
ثم أجابت عن سؤالها موضحة :
هذه العناصر الأربعة أشبه بمكون مركزي في مسرحياتي. قد يطغى عنصر على الآخر كما في مسرحية البئر. كان للصوت صدى وكذلك الموسيقى وعلى وجه الخصوص موسيقى صوت الماء وشخشخة الأشجار في الطبيعة. أنا لم أتربى في بيئة قاحلة. لعبت في طفولتي بعض الأدوار الزراعية البسيطة وأظنني تأثرت بما التقطته وخزنته في ذاكرتي.

وإذا نظر الإنسان إلى داخله أو خارجه سيجد انعكاسه في ما حوله. هنا يلعب داخله الضوء والظل والحقيقة والوهم. فإذا أنصت لصوته الداخلي سيسمع ما لك يقله له إنسان ما في حياته.


وكان خاتمة اللقاء
سؤال عن تصورها للتغير الذي ستحدثه الأجيال القادمة في المسرح.


فأجابت :
في تقديري ما يحدث الآن ليس نهاية التاريخ بتعبير سعدالله ونوس، ولا نهاية اختبار الذات بوضعها على محك الاختيارات الصعبة. ظل جيلنا يكرر أسئلة الجيل الذي تلاه، حاملا حجارة سيزيف دون توقف ومراجعة. الجيل القادم بدأ يتكون من بعدنا، ولديه زوادة من المخترعات الذكية وغير الذكية. في ورقة بحثية قدمتها بعنوان (المسيرات والمجال العام في عُمان نحو مقاربة مدنية) أستعير هنا تعبير ل(هابرماس) عن المجال العام Public Sphere حيث اإذا اعتبرنا أن المسيرات حقل استثنائي لاختبار فرضيات الفعل الفرجوي والتواصلي بين الفاعلين والمنتجين للخطاب، فهذا الحقل المسرح قد جرّبه وشغله. جيل الشباب لا يفكرون بقضية الأمن أو بالسلام (على الأقل سياسيا) بل يشغلهم (الحرية والتعبير والاختلاف) فهل العلبة الإيطالية للمسرح قادرة وحدها على التواصل؟ أشك في ذلك، وهذا يعيدنا إلى أدوار المقاهي والفضاءات المفتوحة ولا ننسى (أرطو) ومناداته بالعودة إلى الشكل الأول للمسرح. هذه برأي أبرز الملامح، اختبار للذات ومساءلة السابق، والتمرد على الفضاء المغلق للمسرح التقليدي.



بعد ذلك أنهى أ. ناصر العمر بختام الحوار متمنياً للدكتور بالتوفيق والشكر وأعلن بدء مداخلات الأعضاء وشهاداتهم للضيفة .

image
image
image
image