الكاتب ناصر العمري : المسرح السعودي يقف بقوة وفي آخر عامين حصد أكثر من ٨٠ جائزة دولية
11-18-2017 03:49 مساءً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية أدار رئيس اللجنة الثقافية بنادي مكة الأدبي الأستاذ مشهور الحارثي الجلسة الحوارية التي احتضنتها قاعة المحاضرات بمركز حي الملك فهد ( الاسكان ) بمكة المكرمة والتي شارك فيها المؤلف والكاتب ناصر بن محمد العُمري .
حيث بدأ النقاش حول الحضور الخجول للمسرح في المناهج وغياب المرأة عن الخشبة في العروض المسرحية على غرار مايحدث في الاعمال الدرامية
كما انتقدت مايحدث من خروج عن النص في بعض العروض التجارية وبعض برامج الاستاند أب كوميدي يصل حد الإيحاءات الخادشة للحياء
كما أثبتت الجلسة الحوارية وجود جمهور مسرحي من أبناء مكة ينفرد بكونه جمهوراً نوعياً ومتعطشاً
وحريصاً على المشاركة في الفعل المسرحي وحراكاته المتنوعة معبراً عن تلك الفاعلية من خلال كم الأسئلة التي حملها لإثراء الجلسة
الجلسة التي حضرها مدير المركز الدكتور نجم الدين أنديجاني. والرئيس التنفيذي لمركز حي الإسكان محمد نصر الدين هوساوي
بدأت الجلسة بتقديم مديرها للضيف مستعرضاً سيرته المسرحية ثم تحدث الضيف عن المسرح السعودي منطلقاً من الصورة الذهنية عنه. قائلاً:
المسرح في المملكة العربية السعودية يأتي كأحد أبرز النشاطات الثقافية في المملكة ومع هذا فالصورة الذهنية عنه غير حقيقية حيث يعتقد البعض أنه متواري وضعيف الحضور وقليل التأثير.
مضيفاً : هذه الصورة مغلوطة تدحضها الوقائع
فالمسرح السعودي يقف بقوة وفي آخر عامين حصد أكثر من ٨٠ جائزة دولية
وبعض العروض أحدث إنقلاباً وشكل ثورة حقيقية في المهرجانات التي شارك بها وترك إنطباعاً ممتازاً لدى النقاد والمتابعين ونجوم المسرح العربي
ويرى ( العُمري) أن تلك الجوائز التي حصدها المسرح السعودي استحقاق ونتاج طبيعي لتلك الحركة الشبابية المؤمنة بدورها والمتنامية والتي تستمد قوتها مما تختزله من وعي مسرحي وإيمان بالمسرح وماتجده من دعم من القيادة .
مستشعرين التوجه نحو التنمية الثقافية الذي تقوده الحكومة من خلال الرؤية الوطنية ٢٠٣٠ والتي من أهم منطلقاتها صناعة مجتمع حيوي حيث المسرح أحد أهم صناع المجتمعات الحيوية على مر العصور .
( رحلة البدايات )
يرى ناصر العُمري أن المسرح السعودي حاضر منذ حين في المشهد عبر الأشكال المختلفة والظواهر كالحكواتي والسمّار والتقليد والطقوس وحتى المشاهد التمثيلية التي كانت تقدم في بعض القرى في مناسبات الزواج
كما يشير إلى أن بعض المصادر قالت أن هناك كتابات وعروض مسرحية في العهد العثماني.
وزاد : المصادر نفسها تقول أن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه حضر عرضاً مسرحياً بعنوان ( حوار بين جاهل ومتعلم ) عام ١٩٢٨هـ في القصيم
( ريادة مكة مسرحياً )
كما تحدث عن ريادة مكة مسرحياً من خلال تجربة الشيخ أحمد السباعي والإكراهات. التي أحاطت بها والآثار التي ترتبت على ذلك داعياً لقراءة آثار تلك المحطة التاريخية وانعكاساتها على صورة المسرح سلباً وما تركته في وعي المسرحيين من إصرار ، نرى أثره اليوم في الفعل المسرحي المتنامي .
( مهرجان الجنادرية المسرحي ودوره في التأسيس لفعل مسرحي ناضج )
يرى ناصر العُمرى أن وجود هذا المهرجان في الرياض منذ انطلاق مهرجان الجنادرية الوطني ساهم في الترسيخ لفعل مسرحي من خلال التواجد في ذلك العرس وأضاف لايمكن تجاهل دور ( محمد المنصور) في وجود المسرح السعودي في بداياته وحضوره ضمن نشاطات الجنادرية حيث كان المسرحيون ولازالوا يجدون فيه فرصة مواتية للتنافس وتبادل الخبرات والتحاور وتحريك ركود المسرح المحلي عبر دوراته المختلفة .
مؤكداً أن الطائف كان لها إسهامها في استعادة وهج هذا المنشط بعد توففه .
وأشار إلى وجود مهرجانات قوية مثل مهرجان الدمام المسرحي والذي يعد ثاني أكبر المهرجانات المحلية ، معرجاً على اشتغالات ( محترف كيف ) بقيادة المسرحي ياسر مدخلي
كتجربة تتميز بمنهجيتها مثمناً اختلافها بالجمع بين ممارسات عدة منها ماهو مسرحي ومنها مايستثمر الإعلامي والاجتماعي والبحثي والتدريبي لتحريك ركود المسرح .
( ورشة الطائف مشروع ثقافي)
أبدى ( الضيف ) إعجابه الشديد بما قدمته الورشة من اشتغالات مسرحية وعروض فكرية معتبراً تلك الورشة علامة بارزة بما قدمته من عطاء مسرحي راسخ وتوقف بالحديث عند بعض ماقدمته من عروض .
وعن دورها في استعادة نشاط المسرح السعودي وماتقدمه الطائف من خلال مسرح سوق عكاظ.
( المبتكر المسرحي فهد ردة الحارثي)
بدا واضحاً من خلال الجلسة أن ناصر العُمري ينظر إلى فهد الحارثي كأيقونة مسرحية مشدداً على نجاحه في خلق شكل مسرحي له ملامحه ( ذكي .. طريف ..مثقف )
مؤكداً أنه يحضر كنقطة فاصلة في تاريخ المسرح السعودي كونه وضع بصمة للمسرح السعودي
وصعد به إلى منصات التنويج ووصفه ب ( المبتكر المسرحي) بالنظر إلى توجهه نحو صناعة نصوص ( تفاعلية) مثل نص الفيسبوك
( مجموعة المسرح ثقافة منصة إثراء مسرحي)
وفي هذه الإضاءة أشار إلى (المسرح بوصفه فعل اجتماعي ) وكيف أن هذه المجموعة تحقق تلك الرؤية فغدت حاضنة تُفيد من المعطى التقني وتطبيق الواتس أب في خلق حالة مسرحية مدهشة ، ومن خلالها يلتقي المسرحيون العرب يومياً مستعرضين تجاربهم ويطرحون تساؤلاتهم وفق جدول معد سلفاً .
مستعرضاً أبرز برامجها مثل:
لقاء الشهر وبرنامج صورة وقراءة كتاب والمقال المسرحي وماتثيره تلك البرامج من حواريات مسرحية ونقاشات إثرائية تشبه مايحدث في الجلسات النقدية في المهرجانات المحلية والعربية
وجاءت الإضاءة الآخيرة حول العرض المسرحي (تشابك ) كنموذج للعروض المسرحية التي جمعت بين الاحترافية والجمالية الفنية ملقياً الضوء على ماقدمته من جماليات وماحققته من تميز وماقيل عنها من قبل بعض النقاد وعن المشاركين فيها
أما المداخلات فقد جاءت مكثفة لتصنع حواراً موازياً للجلسة وكشفت عن وجود تعطش لهذا الفن ، حيث قال :
-الشاب سليمان باناعمه : إنه يتأسى لعدم وجود حراك مسرحي في مدينته مشيراً إلى أنه يذهب إلى خارج مكة لكي يرى مسرحاً كلما كان هناك نشاط مسرحي
-أما صهيب الشريف فهو يرى أملاً قادماً
من خلال الرؤية الوطنية رغم عدم وجود فرع لجمعية الثقافة والفنون بمكة ، مشيراً إلى ان النشاطات الشبابية في مكة ينقصها الاهتمام بالمسرح
-من جانبه أشار الشاعر خالد قماش إلى الغياب التام للمرأة عن العروض المسرحية بعكس حضورها في الدراما السعودية ، متسائلاً عن رأي المحاضر في هذا الواقع وأسبابه ؟..
وفي تعليقه على هذا السؤال أشار (العُمري) إلى أنه ينظر لهذه المسألة
من زاوية فنية بحتة ( هل وجودها يضيف للعرض أم هو حضور للتواجد) ومشيراً إلى أن هناك عروض عالمية غابت عنها المرأة لعدم وجود ضرورة فنية تستدعي حضورها
وعن أسباب هذا الغياب أكد أن : صراع التيارات ألقى بظلاله على هذا الموضوع
وهو مادعى رئيس تحرير صحيفة مكة عبدالله الزهراني للتداخل بقوله : يتوجب على المسرحيين أن لايستفزوا الأطراف الأخرى بطرح وفرض مايتنافى مع توجهات المجتمع ومايؤمن به من قيم .
- عضو جمعية المسرحيين السعوديين محمد صدقة فأكد أن اشتغالات ورشة الطائف رغم جودتها الا أنها (حقيبة سفر) معدة للمشاركات الخارجية
وأضاف : هي عروض نخبة تبعد الجمهور عن المسرح أكثر مما تقربه منه كما أنها فشلت في خلق صف ثاني فوقعت في تكرار الأسماء.
كما انتقد(صدقة) بحدة مايحدث في بعض العروض والمسرح التجاري والاستاندأب كوميدي ومايتخللها من خدش للذوق العام وإيحاءات خارجة عن حدود الأدب
وجاء تعليق ( العُمري) في الرد عليه :
أن ورشة الطائف لها خطها الذي اشتغلت عليه ونجحت فيه وشكلت تواجدها من خلاله وأقنعت به بل ذهبت نحو الريادة .
مُشيراً إلى أن المملكة بمساحتها الجغرافية وتنوعها تستطيع صناعة تجارب متنوعة ومختلفة والمملكة أشبه بالناي حيث لكل جزء منه نغمته الخاصة وعليه أن يجدها عبر جهود مسرحييه .
( المسرح والمناهج )
وفي تساءل الدكتور سعيد الزهراني عن غياب مسرح الطفل وعن تواري دور المدرسة في ظل الكثير من المتغيرات التي أثرت على المسرح
العُمري في رده أكد أن المدرسة بكافة نشاطاتها وأساليبها تعاني من واقع يقصيها عن دورها مستشهداً بالاقبال على اللودو ستار وعلى البوكيمون بشكل يجعل أي نشاط آخر لايصمد أمام هذا الواقع ..
لكنه أشار إلى أن المسرح يستطيع احتواء مختلف الفنون وتسخيرها لمصلحته متى وجد من أبنائه من يستطيع إدماج التقنية ومعطياتها لصالح الفعل المسرحي .
لكنه عاد وحمل وكالة وزارة التعليم للمناهج مسؤولية عدم اعطاء المسرح مايستحقه من مساحات في موضوعات المقررات الدراسية للحديث عنه بتوسع كما يليق -بالسيد النبيل- على حد وصفه .
( الرقمنة والمسرح)
وفي سؤال من الشاب فيصل المطرفي عن تأثير ثورة الانترنت على المسرح وكيف تعامل المسرحيون معها ؛ أشار العُمري إلى أن شيوع الثقافة الإلكترونية جعل رواد المسرح يتجهون نحوها عبر نظريات وممارسات ونصوص اتخذت من هذا العالم ميدانا لها مشيرا إلى صدور كتاب عن مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي لأنطونيو بيتزو بعنوان ( المسرح والعالم الرقمي .. الممثلون والمشهد والجمهور) وتحدث فيه عن مسرح الحاسوب والممثل الرقمي والعرض الافتراضي مروراً بمسرح الانترنت وعروض الاونلاين و التجريب المسرحي الرقمي ومايعرف بالعرض الكوني ..
وأضاف هذا يؤكد أن المسرحيين يملكون القدرة على التناغم مع المتغير .
كما يؤكد أن هناك رهانات على تحولات في بنية العروض تستوعب هذا المتغير .
وفي ختام المداخلات قال الدكتور نجم الدين الانديجاني رئيس المركز :
اشكر الاستاذ ناصر على هذا الاثراء وحرصه على خلق حوارات حول المسرح .
مؤكداً أن هذه الجلسة كانت ثرية وعميقة
وأضاف شاركت في عرض مسرحي قديم حين كنت طالباً وكانت سعادتنا كبيرة ونحن نرتدي ملابس زاهية ونتحدث باللغة الفصحى وسط تفاعل الجمهور رغم ضعف الامكانيات البصرية .
وجاء تعليق المحاضر أن هذه المداخلة للدكتور نجم تختصر الحديث عن المسرح وتؤكد أن البقاء له .
فمن المؤكد أن الكثير مما جرى داخل الحياة المدرسية تم نسيانه ووحده المشهد المسرحي بقي خالداً في الذاكرة بتفاصيله .
واختتم اللقاء بتكريم المحاضر ومدير الأمسية ومنسق اللقاء الاستاذ علي الزهراني .
حيث بدأ النقاش حول الحضور الخجول للمسرح في المناهج وغياب المرأة عن الخشبة في العروض المسرحية على غرار مايحدث في الاعمال الدرامية
كما انتقدت مايحدث من خروج عن النص في بعض العروض التجارية وبعض برامج الاستاند أب كوميدي يصل حد الإيحاءات الخادشة للحياء
كما أثبتت الجلسة الحوارية وجود جمهور مسرحي من أبناء مكة ينفرد بكونه جمهوراً نوعياً ومتعطشاً
وحريصاً على المشاركة في الفعل المسرحي وحراكاته المتنوعة معبراً عن تلك الفاعلية من خلال كم الأسئلة التي حملها لإثراء الجلسة
الجلسة التي حضرها مدير المركز الدكتور نجم الدين أنديجاني. والرئيس التنفيذي لمركز حي الإسكان محمد نصر الدين هوساوي
بدأت الجلسة بتقديم مديرها للضيف مستعرضاً سيرته المسرحية ثم تحدث الضيف عن المسرح السعودي منطلقاً من الصورة الذهنية عنه. قائلاً:
المسرح في المملكة العربية السعودية يأتي كأحد أبرز النشاطات الثقافية في المملكة ومع هذا فالصورة الذهنية عنه غير حقيقية حيث يعتقد البعض أنه متواري وضعيف الحضور وقليل التأثير.
مضيفاً : هذه الصورة مغلوطة تدحضها الوقائع
فالمسرح السعودي يقف بقوة وفي آخر عامين حصد أكثر من ٨٠ جائزة دولية
وبعض العروض أحدث إنقلاباً وشكل ثورة حقيقية في المهرجانات التي شارك بها وترك إنطباعاً ممتازاً لدى النقاد والمتابعين ونجوم المسرح العربي
ويرى ( العُمري) أن تلك الجوائز التي حصدها المسرح السعودي استحقاق ونتاج طبيعي لتلك الحركة الشبابية المؤمنة بدورها والمتنامية والتي تستمد قوتها مما تختزله من وعي مسرحي وإيمان بالمسرح وماتجده من دعم من القيادة .
مستشعرين التوجه نحو التنمية الثقافية الذي تقوده الحكومة من خلال الرؤية الوطنية ٢٠٣٠ والتي من أهم منطلقاتها صناعة مجتمع حيوي حيث المسرح أحد أهم صناع المجتمعات الحيوية على مر العصور .
( رحلة البدايات )
يرى ناصر العُمري أن المسرح السعودي حاضر منذ حين في المشهد عبر الأشكال المختلفة والظواهر كالحكواتي والسمّار والتقليد والطقوس وحتى المشاهد التمثيلية التي كانت تقدم في بعض القرى في مناسبات الزواج
كما يشير إلى أن بعض المصادر قالت أن هناك كتابات وعروض مسرحية في العهد العثماني.
وزاد : المصادر نفسها تقول أن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه حضر عرضاً مسرحياً بعنوان ( حوار بين جاهل ومتعلم ) عام ١٩٢٨هـ في القصيم
( ريادة مكة مسرحياً )
كما تحدث عن ريادة مكة مسرحياً من خلال تجربة الشيخ أحمد السباعي والإكراهات. التي أحاطت بها والآثار التي ترتبت على ذلك داعياً لقراءة آثار تلك المحطة التاريخية وانعكاساتها على صورة المسرح سلباً وما تركته في وعي المسرحيين من إصرار ، نرى أثره اليوم في الفعل المسرحي المتنامي .
( مهرجان الجنادرية المسرحي ودوره في التأسيس لفعل مسرحي ناضج )
يرى ناصر العُمرى أن وجود هذا المهرجان في الرياض منذ انطلاق مهرجان الجنادرية الوطني ساهم في الترسيخ لفعل مسرحي من خلال التواجد في ذلك العرس وأضاف لايمكن تجاهل دور ( محمد المنصور) في وجود المسرح السعودي في بداياته وحضوره ضمن نشاطات الجنادرية حيث كان المسرحيون ولازالوا يجدون فيه فرصة مواتية للتنافس وتبادل الخبرات والتحاور وتحريك ركود المسرح المحلي عبر دوراته المختلفة .
مؤكداً أن الطائف كان لها إسهامها في استعادة وهج هذا المنشط بعد توففه .
وأشار إلى وجود مهرجانات قوية مثل مهرجان الدمام المسرحي والذي يعد ثاني أكبر المهرجانات المحلية ، معرجاً على اشتغالات ( محترف كيف ) بقيادة المسرحي ياسر مدخلي
كتجربة تتميز بمنهجيتها مثمناً اختلافها بالجمع بين ممارسات عدة منها ماهو مسرحي ومنها مايستثمر الإعلامي والاجتماعي والبحثي والتدريبي لتحريك ركود المسرح .
( ورشة الطائف مشروع ثقافي)
أبدى ( الضيف ) إعجابه الشديد بما قدمته الورشة من اشتغالات مسرحية وعروض فكرية معتبراً تلك الورشة علامة بارزة بما قدمته من عطاء مسرحي راسخ وتوقف بالحديث عند بعض ماقدمته من عروض .
وعن دورها في استعادة نشاط المسرح السعودي وماتقدمه الطائف من خلال مسرح سوق عكاظ.
( المبتكر المسرحي فهد ردة الحارثي)
بدا واضحاً من خلال الجلسة أن ناصر العُمري ينظر إلى فهد الحارثي كأيقونة مسرحية مشدداً على نجاحه في خلق شكل مسرحي له ملامحه ( ذكي .. طريف ..مثقف )
مؤكداً أنه يحضر كنقطة فاصلة في تاريخ المسرح السعودي كونه وضع بصمة للمسرح السعودي
وصعد به إلى منصات التنويج ووصفه ب ( المبتكر المسرحي) بالنظر إلى توجهه نحو صناعة نصوص ( تفاعلية) مثل نص الفيسبوك
( مجموعة المسرح ثقافة منصة إثراء مسرحي)
وفي هذه الإضاءة أشار إلى (المسرح بوصفه فعل اجتماعي ) وكيف أن هذه المجموعة تحقق تلك الرؤية فغدت حاضنة تُفيد من المعطى التقني وتطبيق الواتس أب في خلق حالة مسرحية مدهشة ، ومن خلالها يلتقي المسرحيون العرب يومياً مستعرضين تجاربهم ويطرحون تساؤلاتهم وفق جدول معد سلفاً .
مستعرضاً أبرز برامجها مثل:
لقاء الشهر وبرنامج صورة وقراءة كتاب والمقال المسرحي وماتثيره تلك البرامج من حواريات مسرحية ونقاشات إثرائية تشبه مايحدث في الجلسات النقدية في المهرجانات المحلية والعربية
وجاءت الإضاءة الآخيرة حول العرض المسرحي (تشابك ) كنموذج للعروض المسرحية التي جمعت بين الاحترافية والجمالية الفنية ملقياً الضوء على ماقدمته من جماليات وماحققته من تميز وماقيل عنها من قبل بعض النقاد وعن المشاركين فيها
أما المداخلات فقد جاءت مكثفة لتصنع حواراً موازياً للجلسة وكشفت عن وجود تعطش لهذا الفن ، حيث قال :
-الشاب سليمان باناعمه : إنه يتأسى لعدم وجود حراك مسرحي في مدينته مشيراً إلى أنه يذهب إلى خارج مكة لكي يرى مسرحاً كلما كان هناك نشاط مسرحي
-أما صهيب الشريف فهو يرى أملاً قادماً
من خلال الرؤية الوطنية رغم عدم وجود فرع لجمعية الثقافة والفنون بمكة ، مشيراً إلى ان النشاطات الشبابية في مكة ينقصها الاهتمام بالمسرح
-من جانبه أشار الشاعر خالد قماش إلى الغياب التام للمرأة عن العروض المسرحية بعكس حضورها في الدراما السعودية ، متسائلاً عن رأي المحاضر في هذا الواقع وأسبابه ؟..
وفي تعليقه على هذا السؤال أشار (العُمري) إلى أنه ينظر لهذه المسألة
من زاوية فنية بحتة ( هل وجودها يضيف للعرض أم هو حضور للتواجد) ومشيراً إلى أن هناك عروض عالمية غابت عنها المرأة لعدم وجود ضرورة فنية تستدعي حضورها
وعن أسباب هذا الغياب أكد أن : صراع التيارات ألقى بظلاله على هذا الموضوع
وهو مادعى رئيس تحرير صحيفة مكة عبدالله الزهراني للتداخل بقوله : يتوجب على المسرحيين أن لايستفزوا الأطراف الأخرى بطرح وفرض مايتنافى مع توجهات المجتمع ومايؤمن به من قيم .
- عضو جمعية المسرحيين السعوديين محمد صدقة فأكد أن اشتغالات ورشة الطائف رغم جودتها الا أنها (حقيبة سفر) معدة للمشاركات الخارجية
وأضاف : هي عروض نخبة تبعد الجمهور عن المسرح أكثر مما تقربه منه كما أنها فشلت في خلق صف ثاني فوقعت في تكرار الأسماء.
كما انتقد(صدقة) بحدة مايحدث في بعض العروض والمسرح التجاري والاستاندأب كوميدي ومايتخللها من خدش للذوق العام وإيحاءات خارجة عن حدود الأدب
وجاء تعليق ( العُمري) في الرد عليه :
أن ورشة الطائف لها خطها الذي اشتغلت عليه ونجحت فيه وشكلت تواجدها من خلاله وأقنعت به بل ذهبت نحو الريادة .
مُشيراً إلى أن المملكة بمساحتها الجغرافية وتنوعها تستطيع صناعة تجارب متنوعة ومختلفة والمملكة أشبه بالناي حيث لكل جزء منه نغمته الخاصة وعليه أن يجدها عبر جهود مسرحييه .
( المسرح والمناهج )
وفي تساءل الدكتور سعيد الزهراني عن غياب مسرح الطفل وعن تواري دور المدرسة في ظل الكثير من المتغيرات التي أثرت على المسرح
العُمري في رده أكد أن المدرسة بكافة نشاطاتها وأساليبها تعاني من واقع يقصيها عن دورها مستشهداً بالاقبال على اللودو ستار وعلى البوكيمون بشكل يجعل أي نشاط آخر لايصمد أمام هذا الواقع ..
لكنه أشار إلى أن المسرح يستطيع احتواء مختلف الفنون وتسخيرها لمصلحته متى وجد من أبنائه من يستطيع إدماج التقنية ومعطياتها لصالح الفعل المسرحي .
لكنه عاد وحمل وكالة وزارة التعليم للمناهج مسؤولية عدم اعطاء المسرح مايستحقه من مساحات في موضوعات المقررات الدراسية للحديث عنه بتوسع كما يليق -بالسيد النبيل- على حد وصفه .
( الرقمنة والمسرح)
وفي سؤال من الشاب فيصل المطرفي عن تأثير ثورة الانترنت على المسرح وكيف تعامل المسرحيون معها ؛ أشار العُمري إلى أن شيوع الثقافة الإلكترونية جعل رواد المسرح يتجهون نحوها عبر نظريات وممارسات ونصوص اتخذت من هذا العالم ميدانا لها مشيرا إلى صدور كتاب عن مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي لأنطونيو بيتزو بعنوان ( المسرح والعالم الرقمي .. الممثلون والمشهد والجمهور) وتحدث فيه عن مسرح الحاسوب والممثل الرقمي والعرض الافتراضي مروراً بمسرح الانترنت وعروض الاونلاين و التجريب المسرحي الرقمي ومايعرف بالعرض الكوني ..
وأضاف هذا يؤكد أن المسرحيين يملكون القدرة على التناغم مع المتغير .
كما يؤكد أن هناك رهانات على تحولات في بنية العروض تستوعب هذا المتغير .
وفي ختام المداخلات قال الدكتور نجم الدين الانديجاني رئيس المركز :
اشكر الاستاذ ناصر على هذا الاثراء وحرصه على خلق حوارات حول المسرح .
مؤكداً أن هذه الجلسة كانت ثرية وعميقة
وأضاف شاركت في عرض مسرحي قديم حين كنت طالباً وكانت سعادتنا كبيرة ونحن نرتدي ملابس زاهية ونتحدث باللغة الفصحى وسط تفاعل الجمهور رغم ضعف الامكانيات البصرية .
وجاء تعليق المحاضر أن هذه المداخلة للدكتور نجم تختصر الحديث عن المسرح وتؤكد أن البقاء له .
فمن المؤكد أن الكثير مما جرى داخل الحياة المدرسية تم نسيانه ووحده المشهد المسرحي بقي خالداً في الذاكرة بتفاصيله .
واختتم اللقاء بتكريم المحاضر ومدير الأمسية ومنسق اللقاء الاستاذ علي الزهراني .