• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

مجموعة المسرح ثقافة تناقش صورة الأسبوع .. مع د . محمود سعيد

مجموعة المسرح ثقافة تناقش صورة الأسبوع .. مع د . محمود سعيد
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية-سماء الشريف 
image

- قدم للصورة الناقد المصري د. محمود سعيد


المشاركون في المداخلات :


- مؤسس المجموعة الممثل والمخرج سامي الزهراني
- مشرفة المجموعة الإعلامية غادة كمال
- الإعلامية الكاتبة سماء الشريف رئيسة الشبكة الإعلامية السعودية
- المسرحية العراقيه هدى عامر
- الناقدة المصرية د.لمياء أنور


image

قدم الدكتور محمود سعيد في برنامج ( صورة ) ضمن أنشطة مجموعة المسرح ثقافة الأسبوعية صورة نادرة للفنان المسرحي ( أحمد عبدالحليم )
وكتب عنها أنها :


صورة شديدة الخصوصية لفنان شامل ممثل ومخرج وأستاذ أكاديمي لفن المسرح وهو أحمد عبدالحليم
-ممثلاً لدور عطيل في لندن عام ١٩٦٥
-في مسرحية "عطيل"
-من إخراج الإنجليزية الراحلة هيلين بولوك
-وهي أيضا ممثله ومخرجه كبيرة
- كان عمرها وقت إخراج المسرحيه ٦٥ عاماً " أي أنها كانت في مرحله التوهج والابتكار والإبداع " .

المسرحية برأي د. محمود :
نظرت من زوايا جديدة ومهمة بداية شخصية "ياجو" لم يكن رمزاً للشر فقط ، كما هو معهود ولكن كان إنساناً من لحم ودم بل هو جزء من عطيل ذاته ، عطيل الذي أبدع في أداءه أحمد عبد الحليم .
والذي اهتمت المخرجة بإبراز طباع الخير فيه والنبل ، مع تأكيد لعبة الغضب لديه .
هو غضب مثل غضب الحليم ، هو كثورة البحر وعنفه في لحظات الهياج .
وبين هذين الطرفين في شخصية عطيل وضعت المخرجة أساس الصراع من "ياجو" الذي تلاعب ب عطيل إلى ديدمونة التي لم تكن ضحية ساذجة بل إمرأه ناضجة ذات إراده ، تعصي والدها لإرضاء حبها ، بل ترتدي زي الحرب لتحارب مع عطيل .

- نحن أمام عطيل ديدمونة في تكامل وتوافق وتشابهه في المواقف بل إن التوافق انتقل بشتى شخوص المسرحية

- وكان الخروج عن التقليدية هو نهج العمل كله حيث الاهتمام بالطابع التشكيلي الرمزي البسيط .

- أما الرائع أحمد عبد الحليم فقد حافظ علي الدقة العالية لأبعاد الدور في لحظات الصفاء ، صفاء المغربي ذي النفس الكريمة ، ليناً في حركاته ، واثقاً في إيماءاته والفاظه ، وعلى العكس في لحظات الهياج لاحدّ لعنفه وانطلاقه ، ولم تضع منه عبارة واحدة

- وفي رأي أكثر من ناقد انجليزي لم تقع من أحمد عبد الحليم لفظة واحدة علي الارض خاصة أنه بمثل بالإنجليزية لكنه امتلك زمام اللغة بطلاقة .

من جانب آخر حدد د.محمود السبب في اختياره المتعمد لمثل تلك الصورة التي نقلها الدكتور "محمد عناني" في مجلة " المسرح المصرية " حين كان مراسلاً لها في لندن وهو يدرس في مرحلة الدكتوراة ، في وقت كان أحمد عبد الحليم هو الآخر يدرس المسرح هناك :
"أنهم تلاميذ في بداية العمر لكنهم أساتذة مارسوا الفن المسرحي بحب وعشق ودراسة ، ومارسوا شتى مفردات اللعبة المسرحية من كتابة وإخراج وتمثيل ونقد إلى أن وصل الواحد منهم إلى أكاديمية خاصة تمشي علي الأرض" .

- يختلف د. أحمد عبد الحليم.ممثلاً عنه مخرجاً اختلافاً واضحاً جداً ، عرف عنه أنه مخرجا أكثر منه ممثلا ، على الرغم من ممارسته التمثيل في المسرح والتليفزيون ، إلا أن المخرج تفوق كثيراً لديه ، ربما لأنه مارس الإخراج بشكل مستمر ومتواصل إلى قبل وفاته بعامين تقريباً فقد كانت آخر أعماله "بلقيس " لمحفوظ عبد الرحمن عام ٢٠١١ .

- أحمد عبد الحليم درس المسرح في أكثر من بلد عربي ، وظل في الكويت لمدة تقترب من ربع قرن درّس وعلم أجيالاً عديدة معظمهم أساتذة الآن ، كلٌ في بلده يحمل للراحل كل الحب والعرفان .

- لم ينضم عبدالحليم لفرقه انجليزية ، لكنه كان حديث التخرج من الرويال الأكاديمي وحاز في دبلوم التخرج على ميدالية شرفيه تحدثت عنها جريده التايمز وأغلب الظن أن اشتراكه في هذا العرض كان تقديراً لتفوقه ونبوغه لأنه بعدها جاء إلى مصر لينطلق في عالم الإخراج المسرحي .

- وقد كتب عنه العديد من الأساتذه منهم د حسن عطيه. د سيد علي. د عمرو دواره سمير حنفي محمود وأيضا خرج عدد بجريدة "مسرحنا" خاص له وهو العدد رقم ٣٢٥. بتاريخ أكتوبر ٢٠١٣ .

- وأبرز من تأثر به من مصر ماهر سليم و عمرو دواره و نادر صلاح الدين

وفيما إذا كان المسرحي أحمد عبدالحليم قد تأثر بالثقافة المسرحية الغربية يري د. محمود : أن التاثر بالثقافه المسرحيه الغربيه شيء أساسي لدى كل مسرحي عربي ، حيث تعلم الجميع قديماً وحديثاً عن الغرب ، سواء الكتب والدراسات أو علي أيدي اساتذة درسوا بالخارج ، لذا فالتأثر بالغرب أمر طبيعي ، لكن هذا لا يمنع أن أحمد
عبد الحليم حاول أن يضع لنفسه خطاً درامياً مميزاً صنع من خلاله اسمه .

على أن درجة التاثر شيء يصعب قياسه والعديد من المسرحبين ينكرونها ، لكن النقاد الخبثاء هم من يبحثون عن لعبة الأثر في الأسلوب والأدوات وطريقة العمل وهي متاثرة بشكل واضح ببريخت وغيره من عظماء المسرح العالمي .

والخط المسرحي شيء خاص بكل فنان ، في العالم العربي النرجسية عالية جداً وليس هناك من يقول أنه على خطى الرواد ، هو يحمل لهم الاحترام لكن دوما يقول أنا مختلف مع أن معظمهم بحاول أن ينسخ عمل الآخر وكثيراً في المهرجانات يكون بعض النسخ ، ولكن أيضا يوجد الأعمال الراقية شديدة الأهمية

الحكاية تتلخص في الاتجاه لكل مخرج ، بمعني أن هناك من يتجهه نحو مسرح الصورة وهناك لعبة العبث واخرى نحو الملحمية وأخرى نحو "بيتر بروك " وأخرى نحو "اوجستو بوال" وهكذا تتعدد المدارس الغربية ، لذا يتلون كل مخرج عربي بالطريقه الأقرب لديه ، لكن هذا لا يمنع أن المخرج العربي أيضا له أسلوبه ونجاحاته وأدواته المميزة التي قد تصل به إلى العالمية أيضا لكن ليس كثيراً .

يرى د. محمود سعيد أن : أحمد عبد الحليم هاديء الطباع ، قليل الكلام في الواقع والمسرح ، بمعنى أنه يلعب على المضمون والمباشر ، وقد شاهد له أكثر من عمل "الملك لير" أبرزها حيث وظف شتى مفردات اللعبة المسرحية بعناية من المخضرم يحي الفخراني إلى المهرج لطفي لبيب بكلمات الراحل أحمد فؤاد نجم مع سوسن بدر ورانيا فريد شوقي وريهام عبد الغفور وأشرف عبد الفغور وأحمد سلامه ، مؤكداً أن المهم أن عبدالحليم : ( يعرف ماذا يقول وكيفما يقول والوقت المناسب للقول )

وفيما إذا كان أحمد عبد الحليم قد صنع دويتو مع أحد الكتاب أو الفنانين .. يحدد د. محمود أنه تعاون مع السيد حافظ كثيراً بالكويت ، ومع محفوظ عبد الرحمن ، كما أنه تعاون مع زوجته عايده عبد العزيز قليلاً ، وقد هاجمته بشدة في مهرجان بالكويت وهما علي المنصة سوياً بهجوم نقدي مؤدب علمي ، لاختلاف في الرؤى الفنية حول عرض مسرحي عام ٢٠٠٧ بالكويت لم يعجبها وتحدثت بصراحة كعادتها ..
ومن الجائز أنه لم يتعاون معها كثيراً ، حتى لايتهم بالتحيز ، على الرغم من أنها فنانة قديرة

ومن جانب آخر فقد قضى تقريباً ربع قرن من عمره بالكويت وعايده عبد العزيز فنانة مسرحية مخضرمة هي "جوكاستا" المسرح العربي ، لكن يبدو أنها كانت تتعمد العمل بعيداً عن الزوج كي تتنوع أكثر ، بالإضافه إلى عملها في السينما والتلفزيون .

أما عن الجانب الإنساني عند أحمد عبدالحليم فقد كتب د. محمود عنه من خلال معرفته به كأكاديمي تعامل معه عن قرب وصفه أنه : الرجل الطيب والفنان الجميل والإنسان الأجمل ، كان إنساناً بما تحمل الكلمة من معان ٍ ، كريم في علمه ودودٌ إلى درجة كبيرة .

ثم يلخص الناقد الدكتور في نهاية تقديمه محدداً أن أحمد عبدالحليم فخر للعالم العربي كله وهذا ما دفعه لاتخاذه محوراً للحديث ، وقد مثل في أكثر من عمل لكنه انقطع كثيراً من أجل الاخراج .

- وما زال أحمد عبدالحليم في حاجة للدراسة والبحث المسرحي فقد أخرج أكثر من ٤٠ عملا مابين مصر والإمارات والكويت

- كما يحتاج للعديد من الجلسات والأبحاث العلمية والرؤى النقدية التي تطرح أسلوبه في الإخراج والتمثيل والتدريس وفي مجموعة المسرح ثقافة أكثر من عضو تتلمذ على يديه أو علي الأقل تتلمذ علي رؤية أعماله .


صورة من مقالة لإحدى المجلات الإنجليزية عام ١٩٦٥ التي كتبت عن أحمد عبد الحليم
image
image