ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي يتابع مناقشاته
04-23-2019 08:30 صباحاً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية
إشكاليات الرواية الرقمية لتفاعلية العربية و أشكال التجريب السردي والسرد*البوليسي في الرواية العربية .
من القاهرة متابعة / منى صابر*
استمرارا لفاعليات اليوم الثالث من ملتقي القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي، والذي يقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم وينظمة المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري، أقيم يوم أمس عدد من الجلسات العلمية ناقشت عدة محاور من أهمها: إشكاليات الرواية التفاعلية العربية وأشكال التجريب السردي والسرد البوليسي في الرواية العربية.
وتحدث الدكتور بهاء الدين طود الكاتب بفرع اتحاد الكتاب بالمغرب، موضحا مفهوم الرواية الرقمية ، فهي الرواية التي تستخدم الأشكال الجديدة التي ينتجها العصر الرقمي، ولها أنواع عدة منها:
*رواية الهايبرتكست التي تستخدم الروابط المتشعبة ومؤثرات المالتيميديا المختلفة ويقوم بكتابتها شخص واحد يتحكم في مساراتها.
الرواية التفاعلية وهي رواية تستخدم الروابط المتشعبة أيضا وبقية المؤثرات الرقمية الأخري مثلها مثل النوع الأول، لكنها تختلف في كون كاتبها أكثر من واحد ويشترك في كتابتها عدة مؤلفين، وربما تكون مفتوحة لمشاركة القراء في كتابتها.
الرواية الواقعية الرقمية وهي الرواية التي تستخدم الأشكال الجديدة التي أنتجها العصر الرقمي لتعبر عن العصر الرقمي والإنسان المعاصر والإنسان الرقمي الافتراضي.
ثم أوضح أن هناك ظهور عديد من التجارب الروائية التفاعلية الجديدة التي أثارت ردود فعل متباينة من قبل المختصين، فكما قوبلت بالرفض من قبل المتمسكين بالرواية الورقية ممن يمكن نعتهم بحراس المعبد، إلا أنها سوف تزول لصالح الأدب الورقي الأصيل حيث لا يصح إلا الصحيح.
وأنهى ورقته البحثية يسأل : هل سنستعد للإعلان عن موت النص السردي الورقي ومعه تراث أكثر من قرن من الإبداع الروائي الذي أضفى على الأدب العربي المعاصر هويته المميزة؟ ..
وأجاب لا شك أن التفكير فيها يشكل مدخلا للتأصيل لفهم متقدم لموقع الرواية العربية الحديثة داخل حقل تلقي الفنون والآداب والمعارف.
فيما تحدث الدكتور حمزة قريرة الناقد والكاتب الجزائري، حول "الرواية التفاعلية العربية: إشكالية البناء الدرامي وأزمة التلقي"، وأثني على اختيار موضوع التفاعل كمادة حوار يطرح للناقش في هذه الجلسة العلمية ، لأن مصطلح التفاعل يقصد به الأدب الذي يُقرأ عبر الجهاز وهو لا يتداخل نهائيا مع الأدب أو الشعر العباسي على سبيل المثال ، وكون أن يتحول الأدب إلى النظام الرقمي 0101 فإن هذا يوقعنا في لبس كبير خاصة عندما يقرأ القاريء رواية في صيغة PDF فيظن أنها بهذا تصبح رواية تفاعلية وهو ليس بصحيح فالرواية التفاعلية مرتبطة بعدة تغييرات.
وأضاف أننا أمام تطور هائل لوسائل الاتصال والبرماجيات واندثار لفكرة الحدود الفاصلة بين حضارات العالم والأمم، وبحلول الألفية الثالثة التي تعد تجسيدا أكثر واقعية لهذا الانفجار الذي لم يعرف حدودا بعد، ظهرت أولى المحاولات العربية في مجال الرواية التفاعلية / الرقمية ونقصد بهذا رواية الكاتب محمد سناجلة بعنوان "ظلال الواحد" عام 2001، وبعدها بدأ التسارع فى الانتاج التفاعلي فظهرت عدة إشكالات فيما يخص الرواية التفاعلية بعضها على مستوى البناء وبعضها على مستوى التلقي العربي الضعيف ورقيا.
ثم أخد في عرض محاولاته من أجل إنشاء موقع يكون متخصصا للرواية التفاعلية بكل أنواعها ولكنه قابل الفشل في البداية ثم انتهى به الأمر إلى عمل مدونة وضع عليها أولى رواياته التفاعلية بعنوان "زنزانة رقم 6".
ثم انتقل الحديث إلى الدكتور شريف الجيار الأستاذ بجامعة بنى سويف ووكيل كلية الألسن الأسبق، متحدثا حول "الرواية التفاعلية: عولمة النسق، وسلطة التلقي، رواية "المتشرد" للكاتب المغربي عبد الواحد أستيتو نموذجا، مؤكدا على أن العولمة وتداعياتها التكنولوجية المعاصرة تمكنت من طرح خطاب أدبي هجينا ونمطا إبداعيا مغامرا يفيد كلا من فنّية الأدب وعلمية الواقع الرقمي الجديد، ووفق هذا المفهوم تأتي دراسة رواية المتشرد من أجل تحليل جماليات الرواية التفاعلية في وسيطها الرقمي نكتشف من خلاله واقعية الكتابة الروائية الرقمية التفاعلية وانفتاحها التقني وتعدد مساراتها في التلقي والقضايا الاجتماعية التي يتناولها الكاتب، من حيث النظرة إلى الفضاء الفيسبوك التفاعلي الذي يراه كثيرون بأنه فضاء استهلاكي يشكل خطرا على الإبداع بل ربما يكون السبب الرئيسي الذي جعل أستيتو يتخذ من فضاء الفيسبوك مشروعا إبداعيا.
ثم أكد على أن الرواية التفاعلية بالإضافة إلى جمالياتها التقنية التي استوحتها من الوسيط الرقمي وأدت إلى تغيير جذري في مفهوم النص، تنطوي على أبعاد أيديولوجية خاصة ، تختلف باختلاف الرؤى التأليفية وعلاقتها بالفضاء الرقمي.
*أما فيما يخص المحور الثاني أشكال التجريب السردي والسرد البوليسي في الرواية العربية فتحدثت الدكتورة أماني فؤاد أستاذ مساعد بأكاديمية الفنون، بكلمة تحت عنوان "فنيات تقاطع خطوط سردية متعددة في بنية النص الروائي"، حيث أوضحت أنه تحت محور ملامح التجريب في الرواية العربية الحديثة تتشكل بعض النصوص الروائية ما بعد الحداثية تحت استراتيجية خطابية تتضمن أكثر من خيط سردي في البنية فتتعدد القصص المحكية داخل الرواية، وغالبا ما يكون أحد الخيوط السردية الحديثة والمعاصرة من جهة وتاريخيا من جهة أخري بحيث يتقاطعان في فكرة محورية ظاهرة أو مستترة، وبعد رصد عدد من سمات البنية السردية لبعض الروايات التي تعتمد بنيتها على هذا المنحى المتداخل نرصد عددا من الخصائص مثل: التعامل مع التاريخ من منظور فني بحيث يبتعد الروائي عن إنتاج الواقع بل نجده يخلق وظيفة إيحائية لبعض انتقاءاته من الماضي يستعيد فيها الرؤية الطازجة لوقائع التاريخ، كذا يتم تحطيم ونقض أعراف الرواية الكلاسيكية *حيث يحرص الراوي على الاستهانة بالسرد التقليدي وتقديم صورة مغايرة للرواية.
وأضافت أن هناك بعض النصوص التي تحتاج إلى تأكيد لتغيير مفاهيم معرفية وتفكيكها واستبدال أطروحات جديدة بها، فيصبح من شأن هذه النصوص الروائية ذات الخيوط السردية المتعددة أن تتسع بمفاهيم الحياة والمراقبة لأوجه الواقع.
ثم تحدثت الدكتورة آمنة بلعلي أستاذ التعليم العالي بجامعة مولود معمري الجزائرية، حول "السرد البوليسي في الرواية العربية المعاصرة: المقاصد والإمكانيات"، مؤكدة أن الروائيين العرب اليوم قد وجدوا أنفسهم في موضع لا يكتفي بالإصغاء إلى ما تملية هذه المواجهات من بدائل في كتابة الرواية وذلك في ظل مواجهات تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتفاعل الثقافات، من أجل أن يستأنفوا نوعا من الكتابة الروائية كنا نظنها ليست من ضمن خصائص الكتابة العربية ألا وهو السرد البوليسي الذي من خلاله نجد أنفسنا أمام تجارب روائية في الكتابة الروائية العربية حيث تحاول أن تستثمر في هذه الثقافة العالمية الجديدة لتؤسس من جديد الكتابة الروائية البوليسية.
ثم أوضحت مدى الخصوصية التى تملكها الرواية العربية التي يشتغل بها أصحابها في هذا النوع من التجريب وبخاصة المرأة العربية التي انخرطت في هذا النوع من الكتابات ، وإلى أى مدى تم الاستجابة إلى آليات التجريب لحاجيات الأمة العربية النفسية والسوسيوثقافية.
وفي الختام تحدث الأستاذ أحمد الصغير الناقد الأدبي والأكاديمي، بكلمة تحت عنوان "أشكال التجريب السردي في رواية ما بعد الحداثة قراءة في حذاء فيلليني للروائي وحيد الطويلة"، شارحا كيف تنوعت أشكال التجريب السردي في الرواية العربية الجديدة آخذة منه أرضية سردية واسعة، حيث نجد أن رواية ما بعد الحداثة قد أضافت إلى هذا التجريب مناطق أخري توغلت في الغموض والعبث السردي، وبناء على هذا تأتي ورقتنا البحثية لتطرح صور المخاتلة الفنية داخل رواية وحيد الطويلة حيث نجده متمسكا بمجموعة من أحجار التجريب السردي التي ترج المياه الراكدة مكونة حولها حلقات سردية مخاتلة ومناقشات علمية تحتضن الفن الروائي .
مضيفا أن الطويلة في روايته هذه قد احتفى بتقديم سرود نوعية مخترقة حواجز الحداثة وما بعدها ومرتبطة أيضا بغياهب التعذيب في السجون والمعتقلات بالإضافة إلى الظلم الاجتماعي بين طبقات المجتمع العربي عامة، وقد قدّم الطويلة العديد من الروايات التي من خلالها نجد أنه في كل نص سردي يقوم بالاعتماد على مراكز استشعار سردية تجريبية بل أنه يقف أيضا في منطقة عليا ما بين الشعرية والسردية حافرا بذلك ندوبا عميقة في وجدان المتلقي العربي.
إشكاليات الرواية الرقمية لتفاعلية العربية و أشكال التجريب السردي والسرد*البوليسي في الرواية العربية .
من القاهرة متابعة / منى صابر*
استمرارا لفاعليات اليوم الثالث من ملتقي القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي، والذي يقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم وينظمة المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري، أقيم يوم أمس عدد من الجلسات العلمية ناقشت عدة محاور من أهمها: إشكاليات الرواية التفاعلية العربية وأشكال التجريب السردي والسرد البوليسي في الرواية العربية.
وتحدث الدكتور بهاء الدين طود الكاتب بفرع اتحاد الكتاب بالمغرب، موضحا مفهوم الرواية الرقمية ، فهي الرواية التي تستخدم الأشكال الجديدة التي ينتجها العصر الرقمي، ولها أنواع عدة منها:
*رواية الهايبرتكست التي تستخدم الروابط المتشعبة ومؤثرات المالتيميديا المختلفة ويقوم بكتابتها شخص واحد يتحكم في مساراتها.
الرواية التفاعلية وهي رواية تستخدم الروابط المتشعبة أيضا وبقية المؤثرات الرقمية الأخري مثلها مثل النوع الأول، لكنها تختلف في كون كاتبها أكثر من واحد ويشترك في كتابتها عدة مؤلفين، وربما تكون مفتوحة لمشاركة القراء في كتابتها.
الرواية الواقعية الرقمية وهي الرواية التي تستخدم الأشكال الجديدة التي أنتجها العصر الرقمي لتعبر عن العصر الرقمي والإنسان المعاصر والإنسان الرقمي الافتراضي.
ثم أوضح أن هناك ظهور عديد من التجارب الروائية التفاعلية الجديدة التي أثارت ردود فعل متباينة من قبل المختصين، فكما قوبلت بالرفض من قبل المتمسكين بالرواية الورقية ممن يمكن نعتهم بحراس المعبد، إلا أنها سوف تزول لصالح الأدب الورقي الأصيل حيث لا يصح إلا الصحيح.
وأنهى ورقته البحثية يسأل : هل سنستعد للإعلان عن موت النص السردي الورقي ومعه تراث أكثر من قرن من الإبداع الروائي الذي أضفى على الأدب العربي المعاصر هويته المميزة؟ ..
وأجاب لا شك أن التفكير فيها يشكل مدخلا للتأصيل لفهم متقدم لموقع الرواية العربية الحديثة داخل حقل تلقي الفنون والآداب والمعارف.
فيما تحدث الدكتور حمزة قريرة الناقد والكاتب الجزائري، حول "الرواية التفاعلية العربية: إشكالية البناء الدرامي وأزمة التلقي"، وأثني على اختيار موضوع التفاعل كمادة حوار يطرح للناقش في هذه الجلسة العلمية ، لأن مصطلح التفاعل يقصد به الأدب الذي يُقرأ عبر الجهاز وهو لا يتداخل نهائيا مع الأدب أو الشعر العباسي على سبيل المثال ، وكون أن يتحول الأدب إلى النظام الرقمي 0101 فإن هذا يوقعنا في لبس كبير خاصة عندما يقرأ القاريء رواية في صيغة PDF فيظن أنها بهذا تصبح رواية تفاعلية وهو ليس بصحيح فالرواية التفاعلية مرتبطة بعدة تغييرات.
وأضاف أننا أمام تطور هائل لوسائل الاتصال والبرماجيات واندثار لفكرة الحدود الفاصلة بين حضارات العالم والأمم، وبحلول الألفية الثالثة التي تعد تجسيدا أكثر واقعية لهذا الانفجار الذي لم يعرف حدودا بعد، ظهرت أولى المحاولات العربية في مجال الرواية التفاعلية / الرقمية ونقصد بهذا رواية الكاتب محمد سناجلة بعنوان "ظلال الواحد" عام 2001، وبعدها بدأ التسارع فى الانتاج التفاعلي فظهرت عدة إشكالات فيما يخص الرواية التفاعلية بعضها على مستوى البناء وبعضها على مستوى التلقي العربي الضعيف ورقيا.
ثم أخد في عرض محاولاته من أجل إنشاء موقع يكون متخصصا للرواية التفاعلية بكل أنواعها ولكنه قابل الفشل في البداية ثم انتهى به الأمر إلى عمل مدونة وضع عليها أولى رواياته التفاعلية بعنوان "زنزانة رقم 6".
ثم انتقل الحديث إلى الدكتور شريف الجيار الأستاذ بجامعة بنى سويف ووكيل كلية الألسن الأسبق، متحدثا حول "الرواية التفاعلية: عولمة النسق، وسلطة التلقي، رواية "المتشرد" للكاتب المغربي عبد الواحد أستيتو نموذجا، مؤكدا على أن العولمة وتداعياتها التكنولوجية المعاصرة تمكنت من طرح خطاب أدبي هجينا ونمطا إبداعيا مغامرا يفيد كلا من فنّية الأدب وعلمية الواقع الرقمي الجديد، ووفق هذا المفهوم تأتي دراسة رواية المتشرد من أجل تحليل جماليات الرواية التفاعلية في وسيطها الرقمي نكتشف من خلاله واقعية الكتابة الروائية الرقمية التفاعلية وانفتاحها التقني وتعدد مساراتها في التلقي والقضايا الاجتماعية التي يتناولها الكاتب، من حيث النظرة إلى الفضاء الفيسبوك التفاعلي الذي يراه كثيرون بأنه فضاء استهلاكي يشكل خطرا على الإبداع بل ربما يكون السبب الرئيسي الذي جعل أستيتو يتخذ من فضاء الفيسبوك مشروعا إبداعيا.
ثم أكد على أن الرواية التفاعلية بالإضافة إلى جمالياتها التقنية التي استوحتها من الوسيط الرقمي وأدت إلى تغيير جذري في مفهوم النص، تنطوي على أبعاد أيديولوجية خاصة ، تختلف باختلاف الرؤى التأليفية وعلاقتها بالفضاء الرقمي.
*أما فيما يخص المحور الثاني أشكال التجريب السردي والسرد البوليسي في الرواية العربية فتحدثت الدكتورة أماني فؤاد أستاذ مساعد بأكاديمية الفنون، بكلمة تحت عنوان "فنيات تقاطع خطوط سردية متعددة في بنية النص الروائي"، حيث أوضحت أنه تحت محور ملامح التجريب في الرواية العربية الحديثة تتشكل بعض النصوص الروائية ما بعد الحداثية تحت استراتيجية خطابية تتضمن أكثر من خيط سردي في البنية فتتعدد القصص المحكية داخل الرواية، وغالبا ما يكون أحد الخيوط السردية الحديثة والمعاصرة من جهة وتاريخيا من جهة أخري بحيث يتقاطعان في فكرة محورية ظاهرة أو مستترة، وبعد رصد عدد من سمات البنية السردية لبعض الروايات التي تعتمد بنيتها على هذا المنحى المتداخل نرصد عددا من الخصائص مثل: التعامل مع التاريخ من منظور فني بحيث يبتعد الروائي عن إنتاج الواقع بل نجده يخلق وظيفة إيحائية لبعض انتقاءاته من الماضي يستعيد فيها الرؤية الطازجة لوقائع التاريخ، كذا يتم تحطيم ونقض أعراف الرواية الكلاسيكية *حيث يحرص الراوي على الاستهانة بالسرد التقليدي وتقديم صورة مغايرة للرواية.
وأضافت أن هناك بعض النصوص التي تحتاج إلى تأكيد لتغيير مفاهيم معرفية وتفكيكها واستبدال أطروحات جديدة بها، فيصبح من شأن هذه النصوص الروائية ذات الخيوط السردية المتعددة أن تتسع بمفاهيم الحياة والمراقبة لأوجه الواقع.
ثم تحدثت الدكتورة آمنة بلعلي أستاذ التعليم العالي بجامعة مولود معمري الجزائرية، حول "السرد البوليسي في الرواية العربية المعاصرة: المقاصد والإمكانيات"، مؤكدة أن الروائيين العرب اليوم قد وجدوا أنفسهم في موضع لا يكتفي بالإصغاء إلى ما تملية هذه المواجهات من بدائل في كتابة الرواية وذلك في ظل مواجهات تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتفاعل الثقافات، من أجل أن يستأنفوا نوعا من الكتابة الروائية كنا نظنها ليست من ضمن خصائص الكتابة العربية ألا وهو السرد البوليسي الذي من خلاله نجد أنفسنا أمام تجارب روائية في الكتابة الروائية العربية حيث تحاول أن تستثمر في هذه الثقافة العالمية الجديدة لتؤسس من جديد الكتابة الروائية البوليسية.
ثم أوضحت مدى الخصوصية التى تملكها الرواية العربية التي يشتغل بها أصحابها في هذا النوع من التجريب وبخاصة المرأة العربية التي انخرطت في هذا النوع من الكتابات ، وإلى أى مدى تم الاستجابة إلى آليات التجريب لحاجيات الأمة العربية النفسية والسوسيوثقافية.
وفي الختام تحدث الأستاذ أحمد الصغير الناقد الأدبي والأكاديمي، بكلمة تحت عنوان "أشكال التجريب السردي في رواية ما بعد الحداثة قراءة في حذاء فيلليني للروائي وحيد الطويلة"، شارحا كيف تنوعت أشكال التجريب السردي في الرواية العربية الجديدة آخذة منه أرضية سردية واسعة، حيث نجد أن رواية ما بعد الحداثة قد أضافت إلى هذا التجريب مناطق أخري توغلت في الغموض والعبث السردي، وبناء على هذا تأتي ورقتنا البحثية لتطرح صور المخاتلة الفنية داخل رواية وحيد الطويلة حيث نجده متمسكا بمجموعة من أحجار التجريب السردي التي ترج المياه الراكدة مكونة حولها حلقات سردية مخاتلة ومناقشات علمية تحتضن الفن الروائي .
مضيفا أن الطويلة في روايته هذه قد احتفى بتقديم سرود نوعية مخترقة حواجز الحداثة وما بعدها ومرتبطة أيضا بغياهب التعذيب في السجون والمعتقلات بالإضافة إلى الظلم الاجتماعي بين طبقات المجتمع العربي عامة، وقد قدّم الطويلة العديد من الروايات التي من خلالها نجد أنه في كل نص سردي يقوم بالاعتماد على مراكز استشعار سردية تجريبية بل أنه يقف أيضا في منطقة عليا ما بين الشعرية والسردية حافرا بذلك ندوبا عميقة في وجدان المتلقي العربي.