حكايات وأسرار خلف صورة .. نقاش مجموعة (المسرح ثقافة ) هذا الأسبوع
09-20-2017 07:21 مساءً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية-سماء الشريف ناقشت مجموعه المسرح ثقافة في اجتماعها الأسبوعي ليوم الثلاثاء ٢٠١٧/٩/١٩ أسرار وحكايات "حول صورة " والتي تقدم فيها صورة جديدة يقدمها أحد الأعضاء ليدور النقاش حولها للتعرف على جماليات هذه الصورة .
صورة الأسبوع قدمها المسرحي السوري عبد الكريم حلاق .
وأدارت الحوار مشرفة المجموعة الإعلامية أ. غاده كمال .
المشاركون في الحوار :
- أ. عبدالكريم حلاق
- أ. سامي الزهراني
- أ. غنام غنام
- أ. عباس الحايك
- أ.عبدالكريم خالد
- أ. مرتضى منصوري
- أ. عبدالباقي البخيت
- أ. سهيل شلهوب
- أ. صلاح عبيد
والصوره كانت من مسرحية " انت يلي قتلت الوحش " تأليف علي سالم ، وإخراج المرحوم سمير الحكيم ،
وبطولة عدد من خيرة ممثلي حماه من المسرحيين الكبار : كمال الديري ، كاميليا بطرس ، ماجد الابيض ، عادل شكري ، غالب حلاق ، احمد عبيد ، محمود السبع ، فواز شنان ، محمد ذكيه ، وآخرين من الكومبارس .
تاريخ الصورة :
منذ عام 1985 حيث قدمت المسرحية في مهرجان الشبيبة القطري بدرعا وفازت بالمركز الثاني بعد مسرحية أيمن زيدان المهرجون ، جمععت الأقطاب الثلاثة : الملك ، الحكيم ، قائد الجند ، بينما غاب عنها محور الشر "اوالح" ، الذي عاث فساداً في الأرض ، وغيب عن الملك كل شروره وأوحى له أن الدنيا بخير إلى أن أتى يوم الهجوم على طيبه وهزم جيش كريون شر هزيمة ، في حين تناسى الجميع حكمة "تريزياس" وتحذيره واتهموه بالغباء والعمى .
المسرحيه : تنتقد مسيرة حكم جمال عبد الناصر آنذاك
عندما وضع خطط الإعمار والبناء وأهمل بناء الإنسان فكان "اوالح " يعبث بالناس ، وكان مصدر خوفهم ، فلا يستطيع أحدا أن ينتقد أو يرفع صوته منبهاً لما يجري فيدوسه "اوالح"
أما "تريزياس" : كان صوت ضمير الشعب ، لم يسكت ولكنه كان لايسمع ولايفهم ، حتى أن صوته ومعاني كلماته كانت تشوه وتصل للملك مخطئة .
واستمر ظلم "اوالح" حتى أتى اليوم الذي فقد فيه "اوديب" البصر وعرف من "تريزياس" كل شيء
دافع عن نفسه ولكن "تريزياس" ذكره بالأخطاء الكبيرة
قال الملك : أنا كنت مشغولاً بالبناء والاختراعات
حيث استفاد على سالم من الاسطوره وحملها هموم شعبه وبلده دون الاحتفاظ بمكنونات الاسطوره أو تسلسل روايتها إلا أنه زوج "اوديب" من الملك
كاتب المسرحية : علي سالم من أهم الكتاب المصريين المعاصرين في السبعينيات وله عدد كبير من النصوص مسرحيته المشهورة بعد حرب تشرين "أغنية على الممر"
والتي اشتغل بها عبدالكريم حلاق بدور منير .
يظهر في الصورة ان هناك وحدة لونية مدروسة للأزياء حيث أن اللباس الفرعوني للدلالة على أن العمل مصري المنشأ ويعالج حالة معاصرة مصرية .
إضافة إلى أن المسرحية تمثل نموذجاً للتعاون العربي الناجح...فالكاتب مصري....و فريق العمل سوري
حيث أن مضمون العمل يمكن إسقاطه على أي بلد
حتى وان شمل الوطن العربي بأكمله فكل العالم المحيط كان يعمل على الإنسان وحريته وبناء ديمقراطيته إلا الوطن العربي للأسف تراجع وركن إلى مشاكل لم يتخلص منها .
على أن فتره الستينيات شهدت تطوراً كبيراً في المسرح العربي في مصر والدول العربية والمسرحيون العرب لم يقصروا ولكنهم كانو بمثابة "تريزياس" من الملك لايفهم مايقولون ولايستفاد من حكمتهم ..
نجدهم لم يتركو ثغرة إلا صنعو لها عملاً مسرحياً وكانوا منارة الوطن العربي فكرياً وفنياً .
لكن للمسرح وبدل أن تنقد مفرزاته كان ينقد فعله وهذا من الخوف مما يقدم وذلك لأن الفترة كانت تواكب نهضة ثقافية وفنية غير عادية وأمور بالتيارات الفكرية .
في نهاية الستينات والسبعينات ازدهر المسرح في حماة فقدم المرحوم سمير الحكيم في (انتظار غودو) ومغامرة (المملوك جابر) و مسرحيات نضالية أمثال هذا العمل المشار إليه في الصورة ثم تراجع المسرح في هذا الزمن
ولعل السبب كون المسرح مؤسساتي ، والمؤسسة في تلك الفترة كانت مهتمة بالمسرح بشكل كبير وتموله تمويلاً جيداً إلى أن أتى اليوم الذي وقف فيه الدعم وأوقفت المهرجانات وأضعفت فكان من الطبيعي تراجع المسرح .
ويقيناً أن المسرح يحتاج إلى دعم مؤسسي بجانب جهود المسرحيين الفردية .
من جانب آخر تم التطرق إلى أحد أعمال الكاتب علي سالم ( مسرحية مدرسة المشاغبين ) وعن تقييمها والتحول الذي أحدثته في المسرح العربي ..
وكان الرأي أن هناك ظلم وقع على الكاتب لأن الفنان بإمكانه أن يشوه أجمل النصوص والعكس صحيح ، الممثل في المسرحية لعب على الشكل وذلك على حساب المضمون وعادل إمام شوه المسرحية فكان مفعولها عكسياً ، وكذلك ظلم الماغوط مع دريد لحام .
شطط الممثلين الزائد وارتجالاتهم غير المدروسة تؤثر في المشاهدين ولذلك : تقمص الطلبه أفعالهم وبدأوا يمارسونها في مدارسهم كما سمعوها !
وهناك من يرى أن هذا لا يعتبر شكلاً في المسرح لأن المسرحية مقتبسة عن فيلم بريطاني و لبست تأليفاً خالصاً .
بل يرى أن مخرجها عبد المنعم مدبولي هو المسؤول عن العمل و ليس عادل امام الذي لم يكن بوزن أن يتحكم بالعمل ، كما أن وجود علي سالم يجعله هو المسؤول عن هذا المضمون .
إضافة إلى رأي بعض التربويين من مناهج مختلفة و في أكثر من مناسبة اعتبروها عاملاً سلبياً في التربية بدل ما كان يجب أن تكون عليه .
ولكن المسرحيات التي كتبت وأخرجت في الستينيات والسبعينيات كانت منارة في الوطن العربي لم يقصر المبدع العربي أبدا بل كان أنشط من المسرحيين الأوربيين بكثير ، ولكن المشكله بالتلقي : المتلقي عاجز عن التغيير لذلك لم يكن للكلمة أي تاثير في المجتمع وهناك أسباب معروفة للجميع .
نصوص تلك الفترة كانت تعبر عن الحالة الاجتماعية والسياسية بشكل مباشر أو بالتوكأ على التاريخي ، إضافة إلى ذلك أن نصوصهم لم تكن مجرد نصوص عرض، بل كانت تتساوى مع الرواية والشعر في مستوى المقروئية .
كانت النصوص تطبع وتقرأ. وربما كان الكثير منها قادر على الحياة لو طاله التجديد في الوقت الحالي.
ولعل أبرز كتاب تلك المرحلة :
فرحان بلبل / ممدوح عدوان / محمد الماغوط/ سمير العيادي من تونس /يوسف القعيد من مصر / علي سالم / سعد الله ونوس/ محفوظ عبدالرحمن مصر / وليد اخلاصي / ومحمد العثيم من السعودية .
المسرح أبو الفنون فمن الصورة انبثقت الحكاية الإنسانية بأدق تفاصيلها المكانية والزمانية وبشخوصها المتعددة ،
صدق اللحظة والمعايشة والسرد كانت سمة النقاش والمداخلات .
والتعاون العربي المسرحي وتبادله يدل على وحدة القضية والمصير والمسرحي المثقف يتحمل مسئولية الأبوة في التعاطي مع مايهمه عربياً وربما هذه إشكالية يعاني منها المسرح العربي في ظل كثير من القيود .
صورة الأسبوع قدمها المسرحي السوري عبد الكريم حلاق .
وأدارت الحوار مشرفة المجموعة الإعلامية أ. غاده كمال .
المشاركون في الحوار :
- أ. عبدالكريم حلاق
- أ. سامي الزهراني
- أ. غنام غنام
- أ. عباس الحايك
- أ.عبدالكريم خالد
- أ. مرتضى منصوري
- أ. عبدالباقي البخيت
- أ. سهيل شلهوب
- أ. صلاح عبيد
والصوره كانت من مسرحية " انت يلي قتلت الوحش " تأليف علي سالم ، وإخراج المرحوم سمير الحكيم ،
وبطولة عدد من خيرة ممثلي حماه من المسرحيين الكبار : كمال الديري ، كاميليا بطرس ، ماجد الابيض ، عادل شكري ، غالب حلاق ، احمد عبيد ، محمود السبع ، فواز شنان ، محمد ذكيه ، وآخرين من الكومبارس .
تاريخ الصورة :
منذ عام 1985 حيث قدمت المسرحية في مهرجان الشبيبة القطري بدرعا وفازت بالمركز الثاني بعد مسرحية أيمن زيدان المهرجون ، جمععت الأقطاب الثلاثة : الملك ، الحكيم ، قائد الجند ، بينما غاب عنها محور الشر "اوالح" ، الذي عاث فساداً في الأرض ، وغيب عن الملك كل شروره وأوحى له أن الدنيا بخير إلى أن أتى يوم الهجوم على طيبه وهزم جيش كريون شر هزيمة ، في حين تناسى الجميع حكمة "تريزياس" وتحذيره واتهموه بالغباء والعمى .
المسرحيه : تنتقد مسيرة حكم جمال عبد الناصر آنذاك
عندما وضع خطط الإعمار والبناء وأهمل بناء الإنسان فكان "اوالح " يعبث بالناس ، وكان مصدر خوفهم ، فلا يستطيع أحدا أن ينتقد أو يرفع صوته منبهاً لما يجري فيدوسه "اوالح"
أما "تريزياس" : كان صوت ضمير الشعب ، لم يسكت ولكنه كان لايسمع ولايفهم ، حتى أن صوته ومعاني كلماته كانت تشوه وتصل للملك مخطئة .
واستمر ظلم "اوالح" حتى أتى اليوم الذي فقد فيه "اوديب" البصر وعرف من "تريزياس" كل شيء
دافع عن نفسه ولكن "تريزياس" ذكره بالأخطاء الكبيرة
قال الملك : أنا كنت مشغولاً بالبناء والاختراعات
حيث استفاد على سالم من الاسطوره وحملها هموم شعبه وبلده دون الاحتفاظ بمكنونات الاسطوره أو تسلسل روايتها إلا أنه زوج "اوديب" من الملك
كاتب المسرحية : علي سالم من أهم الكتاب المصريين المعاصرين في السبعينيات وله عدد كبير من النصوص مسرحيته المشهورة بعد حرب تشرين "أغنية على الممر"
والتي اشتغل بها عبدالكريم حلاق بدور منير .
يظهر في الصورة ان هناك وحدة لونية مدروسة للأزياء حيث أن اللباس الفرعوني للدلالة على أن العمل مصري المنشأ ويعالج حالة معاصرة مصرية .
إضافة إلى أن المسرحية تمثل نموذجاً للتعاون العربي الناجح...فالكاتب مصري....و فريق العمل سوري
حيث أن مضمون العمل يمكن إسقاطه على أي بلد
حتى وان شمل الوطن العربي بأكمله فكل العالم المحيط كان يعمل على الإنسان وحريته وبناء ديمقراطيته إلا الوطن العربي للأسف تراجع وركن إلى مشاكل لم يتخلص منها .
على أن فتره الستينيات شهدت تطوراً كبيراً في المسرح العربي في مصر والدول العربية والمسرحيون العرب لم يقصروا ولكنهم كانو بمثابة "تريزياس" من الملك لايفهم مايقولون ولايستفاد من حكمتهم ..
نجدهم لم يتركو ثغرة إلا صنعو لها عملاً مسرحياً وكانوا منارة الوطن العربي فكرياً وفنياً .
لكن للمسرح وبدل أن تنقد مفرزاته كان ينقد فعله وهذا من الخوف مما يقدم وذلك لأن الفترة كانت تواكب نهضة ثقافية وفنية غير عادية وأمور بالتيارات الفكرية .
في نهاية الستينات والسبعينات ازدهر المسرح في حماة فقدم المرحوم سمير الحكيم في (انتظار غودو) ومغامرة (المملوك جابر) و مسرحيات نضالية أمثال هذا العمل المشار إليه في الصورة ثم تراجع المسرح في هذا الزمن
ولعل السبب كون المسرح مؤسساتي ، والمؤسسة في تلك الفترة كانت مهتمة بالمسرح بشكل كبير وتموله تمويلاً جيداً إلى أن أتى اليوم الذي وقف فيه الدعم وأوقفت المهرجانات وأضعفت فكان من الطبيعي تراجع المسرح .
ويقيناً أن المسرح يحتاج إلى دعم مؤسسي بجانب جهود المسرحيين الفردية .
من جانب آخر تم التطرق إلى أحد أعمال الكاتب علي سالم ( مسرحية مدرسة المشاغبين ) وعن تقييمها والتحول الذي أحدثته في المسرح العربي ..
وكان الرأي أن هناك ظلم وقع على الكاتب لأن الفنان بإمكانه أن يشوه أجمل النصوص والعكس صحيح ، الممثل في المسرحية لعب على الشكل وذلك على حساب المضمون وعادل إمام شوه المسرحية فكان مفعولها عكسياً ، وكذلك ظلم الماغوط مع دريد لحام .
شطط الممثلين الزائد وارتجالاتهم غير المدروسة تؤثر في المشاهدين ولذلك : تقمص الطلبه أفعالهم وبدأوا يمارسونها في مدارسهم كما سمعوها !
وهناك من يرى أن هذا لا يعتبر شكلاً في المسرح لأن المسرحية مقتبسة عن فيلم بريطاني و لبست تأليفاً خالصاً .
بل يرى أن مخرجها عبد المنعم مدبولي هو المسؤول عن العمل و ليس عادل امام الذي لم يكن بوزن أن يتحكم بالعمل ، كما أن وجود علي سالم يجعله هو المسؤول عن هذا المضمون .
إضافة إلى رأي بعض التربويين من مناهج مختلفة و في أكثر من مناسبة اعتبروها عاملاً سلبياً في التربية بدل ما كان يجب أن تكون عليه .
ولكن المسرحيات التي كتبت وأخرجت في الستينيات والسبعينيات كانت منارة في الوطن العربي لم يقصر المبدع العربي أبدا بل كان أنشط من المسرحيين الأوربيين بكثير ، ولكن المشكله بالتلقي : المتلقي عاجز عن التغيير لذلك لم يكن للكلمة أي تاثير في المجتمع وهناك أسباب معروفة للجميع .
نصوص تلك الفترة كانت تعبر عن الحالة الاجتماعية والسياسية بشكل مباشر أو بالتوكأ على التاريخي ، إضافة إلى ذلك أن نصوصهم لم تكن مجرد نصوص عرض، بل كانت تتساوى مع الرواية والشعر في مستوى المقروئية .
كانت النصوص تطبع وتقرأ. وربما كان الكثير منها قادر على الحياة لو طاله التجديد في الوقت الحالي.
ولعل أبرز كتاب تلك المرحلة :
فرحان بلبل / ممدوح عدوان / محمد الماغوط/ سمير العيادي من تونس /يوسف القعيد من مصر / علي سالم / سعد الله ونوس/ محفوظ عبدالرحمن مصر / وليد اخلاصي / ومحمد العثيم من السعودية .
المسرح أبو الفنون فمن الصورة انبثقت الحكاية الإنسانية بأدق تفاصيلها المكانية والزمانية وبشخوصها المتعددة ،
صدق اللحظة والمعايشة والسرد كانت سمة النقاش والمداخلات .
والتعاون العربي المسرحي وتبادله يدل على وحدة القضية والمصير والمسرحي المثقف يتحمل مسئولية الأبوة في التعاطي مع مايهمه عربياً وربما هذه إشكالية يعاني منها المسرح العربي في ظل كثير من القيود .