أماكن سياحية خلدها كبار الرسامين في أعمالهم
01-02-2019 04:23 مساءً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية_ دعاء الحربي تفيد الدراسات الأخيرة التي وضعتها منظمة السياحة العالمية بالتعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدني ، بأن المسافرين اليوم يتوزّعون على ثلاث مجموعات رئيسية :
_ أولئك الذين يسافرون في الإجازات للاستجمام وكسر الروتين اليومي باستكشاف بلدان جديدة
_ والمهاجرون الذين يعودون إلى مواطنهم الأصلية لزيارة الأهل والأقارب .
_ والذين تقتضي منهم الأعمال التنقّل من بلد لآخر .
_ ثم هناك مجموعة رابعة أقلّ عدداً بكثير تسعى البلدان السياحية الرئيسية إلى تنميتها وتحفيز الانضمام إليها :
_ إنها مجموعة السيّاح الثقافيين الذين تستهويهم مسارات الفنون والآداب ، فيسعون وراء مصادر إلهامها والمواطن التي تفتقّت فيها عبقرية الرسامين والكتّاب والشعراء وتراكم حاصل إنتاجهم إلى يومنا هذا .
جولتنا الأولى ستكون على بعض الأماكن والمشاهد الطبيعية التي ألهمت كبار الرسامين العالميين الذين خلّدوها في أعمالهم وذاعت شهرتها حتى بين من لم يزوروها أبداً .
عبقري عصر النهضة "ليوناردو دافنشي" كان يعتبر أن الطبيعة والتأمل في الطبيعة هما الرحم الذي تتولّد منه الفنون .
"بوتيتشلّي" الذي وضع أجمل لوحة في التاريخ عن الربيع ، يرى أن الرسم هو المرآة التي تعكس الصلة الحميمة بين الإنسان والطبيعة ، وأن الإنسان بحاجة إلى الانصهار في الطبيعة والتفاعل مع عناصرها كي يتسنى له فهمها وإدراك كنهها .
في القرن الرابع قبل الميلاد كانت المشاهد الطبيعية حاضرة في تقاليد الفنون الشرقية ، لكن رسم الطبيعة لم يتحوّل إلى مدرسة فنية قائمة بذاتها حتى عصر النهضة ، بلغت أوج تألقها إبّان العصر الذهبي الهولندي مطالع القرن السابع عشر على يد مجموعة من الرسّامين الذين تأثروا بفنّاني مدرستي فلورنسا وميلانو الإيطاليّتين .
والمدرسة الانطباعية التي هي الأكثر التصاقاً بالطبيعة ، والتي حظيت بأوسع الشهرة وأرفع التقدير ، ليست وحدها التي تدين للطبيعة بروائعها .
يروي كندينسكي ، كبير الرسّامين التجريديين ، أن لوحاته الأكثر غرابة وتعقيداً من حيث تركيبها ، هي أيضاً تولّدت من عناصر طبيعية خارجية ، وعندما انطلق بيكاسو في رحلته محلّقاً في فضاء الرسم التكعيبي، نهل من الطبيعة الجيّاشة حول مزرعة سان جوان في أرياف كاتالونيا، حيث يقوم اليوم مركز للدراسات الفنيّة يحمل اسمه .
في عام 1802غادر كبير الانطباعيين البريطاني جوزيف تورنير بلاده في جولة على القارة الأوروبية وعيناه جائعتان لرؤية المشاهد الطبيعية التي طالما حلم بها .
أما قرية جيفرني (Giverny) الواقعة في منطقة النورماندي الفرنسية فهي تختزل وحدها انطباعيّة كلود مونيه الذي استقرّ فيها منذ وصوله إليها عام 1883 مع عائلته وعاش فيها 43 عاماً حتى وفاته في منزل تحيط به حديقة غنّاء انصرف لرسم كل زواياها مستلهماً من ربيعها وخريفها نسغ لوحاته الخالدة .
بلدة آرلز (Arles) في الجنوب الفرنسي كانت ملهمة العبقري الهولندي فينسنت فان غوخ الذي حطّ رحاله المعذّبة تحت أضوائها وألوانها في شتاء العام 1888 وعاش فيها أخصب مراحله حيث وضع أكثر من 150 لوحة ومئات الرسوم ، وحيث باشر باستخدام الألوان الصفراء والخضراء والزرقاء الداكنة التي ميّزت أعماله وأطلقته إلى الشهرة العالمية بعد وفاته .
الجنوب الفرنسي كان أيضاً مهوى مشاعر بول سيزان الذي استقرّ في منزل له هناك عام 1880 أمام جبل سانت فيكتوار الذي رسمه من كل الزوايا الممكنة لشدّة انخطافه بجمال المشاهد المحيطة به .
وفي مقاطعة إكس أونبروفانس ، توجد اليوم طريق تحمل اسم سيزان طولها أربعة كيلومترات، يجول فيها الزائر على الأماكن والمشاهد الطبيعية التي ألهمت أحد عباقرة الرسم العالمي .
وفي العام 1930 عندما كان ماتيس في الستّين من عمره ومدفوعاً بإعجابه الشديد بأعمال بول غوغان ، صعد على متن باخرة في ميناء سان فرانسيسكو وتوجّه إلى جزر تاهيتي البعيدة ، حيث أمضى شهراً كاملاً، وضع خلاله بعضاً من أجمل لوحاته .
وفي اليابان ، حيث الطبيعة امتداد للروح البشرية وذاكرة يرسو الماضي في مينائها ليعيد بناء الذكريات ، كان جبل فوجي ، الأيقونة اليابانية المقدّسة ، والمصدر الوحيد الذي ألهم هوكوساي كبير رسّامي بلاد الشمس الطالعة الذي خلّده في 36 لوحة ما زالت إلى اليوم تعتبر الذخر الفنّي الوطني بامتياز .
الشرق الأوسط
_ أولئك الذين يسافرون في الإجازات للاستجمام وكسر الروتين اليومي باستكشاف بلدان جديدة
_ والمهاجرون الذين يعودون إلى مواطنهم الأصلية لزيارة الأهل والأقارب .
_ والذين تقتضي منهم الأعمال التنقّل من بلد لآخر .
_ ثم هناك مجموعة رابعة أقلّ عدداً بكثير تسعى البلدان السياحية الرئيسية إلى تنميتها وتحفيز الانضمام إليها :
_ إنها مجموعة السيّاح الثقافيين الذين تستهويهم مسارات الفنون والآداب ، فيسعون وراء مصادر إلهامها والمواطن التي تفتقّت فيها عبقرية الرسامين والكتّاب والشعراء وتراكم حاصل إنتاجهم إلى يومنا هذا .
جولتنا الأولى ستكون على بعض الأماكن والمشاهد الطبيعية التي ألهمت كبار الرسامين العالميين الذين خلّدوها في أعمالهم وذاعت شهرتها حتى بين من لم يزوروها أبداً .
عبقري عصر النهضة "ليوناردو دافنشي" كان يعتبر أن الطبيعة والتأمل في الطبيعة هما الرحم الذي تتولّد منه الفنون .
"بوتيتشلّي" الذي وضع أجمل لوحة في التاريخ عن الربيع ، يرى أن الرسم هو المرآة التي تعكس الصلة الحميمة بين الإنسان والطبيعة ، وأن الإنسان بحاجة إلى الانصهار في الطبيعة والتفاعل مع عناصرها كي يتسنى له فهمها وإدراك كنهها .
في القرن الرابع قبل الميلاد كانت المشاهد الطبيعية حاضرة في تقاليد الفنون الشرقية ، لكن رسم الطبيعة لم يتحوّل إلى مدرسة فنية قائمة بذاتها حتى عصر النهضة ، بلغت أوج تألقها إبّان العصر الذهبي الهولندي مطالع القرن السابع عشر على يد مجموعة من الرسّامين الذين تأثروا بفنّاني مدرستي فلورنسا وميلانو الإيطاليّتين .
والمدرسة الانطباعية التي هي الأكثر التصاقاً بالطبيعة ، والتي حظيت بأوسع الشهرة وأرفع التقدير ، ليست وحدها التي تدين للطبيعة بروائعها .
يروي كندينسكي ، كبير الرسّامين التجريديين ، أن لوحاته الأكثر غرابة وتعقيداً من حيث تركيبها ، هي أيضاً تولّدت من عناصر طبيعية خارجية ، وعندما انطلق بيكاسو في رحلته محلّقاً في فضاء الرسم التكعيبي، نهل من الطبيعة الجيّاشة حول مزرعة سان جوان في أرياف كاتالونيا، حيث يقوم اليوم مركز للدراسات الفنيّة يحمل اسمه .
في عام 1802غادر كبير الانطباعيين البريطاني جوزيف تورنير بلاده في جولة على القارة الأوروبية وعيناه جائعتان لرؤية المشاهد الطبيعية التي طالما حلم بها .
أما قرية جيفرني (Giverny) الواقعة في منطقة النورماندي الفرنسية فهي تختزل وحدها انطباعيّة كلود مونيه الذي استقرّ فيها منذ وصوله إليها عام 1883 مع عائلته وعاش فيها 43 عاماً حتى وفاته في منزل تحيط به حديقة غنّاء انصرف لرسم كل زواياها مستلهماً من ربيعها وخريفها نسغ لوحاته الخالدة .
بلدة آرلز (Arles) في الجنوب الفرنسي كانت ملهمة العبقري الهولندي فينسنت فان غوخ الذي حطّ رحاله المعذّبة تحت أضوائها وألوانها في شتاء العام 1888 وعاش فيها أخصب مراحله حيث وضع أكثر من 150 لوحة ومئات الرسوم ، وحيث باشر باستخدام الألوان الصفراء والخضراء والزرقاء الداكنة التي ميّزت أعماله وأطلقته إلى الشهرة العالمية بعد وفاته .
الجنوب الفرنسي كان أيضاً مهوى مشاعر بول سيزان الذي استقرّ في منزل له هناك عام 1880 أمام جبل سانت فيكتوار الذي رسمه من كل الزوايا الممكنة لشدّة انخطافه بجمال المشاهد المحيطة به .
وفي مقاطعة إكس أونبروفانس ، توجد اليوم طريق تحمل اسم سيزان طولها أربعة كيلومترات، يجول فيها الزائر على الأماكن والمشاهد الطبيعية التي ألهمت أحد عباقرة الرسم العالمي .
وفي العام 1930 عندما كان ماتيس في الستّين من عمره ومدفوعاً بإعجابه الشديد بأعمال بول غوغان ، صعد على متن باخرة في ميناء سان فرانسيسكو وتوجّه إلى جزر تاهيتي البعيدة ، حيث أمضى شهراً كاملاً، وضع خلاله بعضاً من أجمل لوحاته .
وفي اليابان ، حيث الطبيعة امتداد للروح البشرية وذاكرة يرسو الماضي في مينائها ليعيد بناء الذكريات ، كان جبل فوجي ، الأيقونة اليابانية المقدّسة ، والمصدر الوحيد الذي ألهم هوكوساي كبير رسّامي بلاد الشمس الطالعة الذي خلّده في 36 لوحة ما زالت إلى اليوم تعتبر الذخر الفنّي الوطني بامتياز .
الشرق الأوسط