• ×
السبت 23 نوفمبر 2024 | 11-22-2024

فلسطينية من غزة تستخدم البهارات في لوحات فنية مميزة

فلسطينية من غزة تستخدم البهارات في لوحات فنية مميزة
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية -غاليه القحطاني تستخدم شابة فلسطينية من قطاع غزة بهارات طهي الطعام بشكل غير تقليدي كأدوات لرسم لوحات فنية بشكل متقن ومثير للاهتمام.

وتعد تجربة الفنانة التشكيلية ولاء أبو العيش (24 عاما) غير مسبوقة لا سيما أنها طورت مهاراتها بفضل البحث على الانترنت بعد تخرجها من كلية الفنون الجميلة من جامعة محلية في غزة.
وتقول ولاء، التي تعيش مع والديها وأخوتها التسعة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها أتقنت موهبة الرسم منذ صغرها وعملت على تطوير مهاراتها دائما.
وتضيف "تعلمت الكثير وأنجزت الكثير من اللوحات التي رسمتها بجميع الألوان الزيتية والمائية والفحم، واستخدمت كل أدوات الرسم والفن".

وسعت إلى وضع بصمة خاصة لها في مجال اللوحات الفنية، وتشرح ذلك "حدث معي الأمر في البداية بالصدفة عندما عانيت من إخراج بقعة عصير رمان من ملابسي فقمت باستخراج اللون من الرمان ورسمت فيه وظهر الأمر جميلا".

ولاحقا بحثت عبر الانترنت عن الرسم باستخدام المواد الطبيعية والفواكه، قبل أن تجد في بهارات الطعام ضالتها التي تستخدمها جيداً في ألوان الرسم.
وتوضح أنها في بداية استخدام البهارات في الرسم جذبها رائحتها النفاذة "التي كانت تعطي لمسة فنية مميزة للوحة، فقد كانت تحتفظ اللوحة برائحتها حتى بعد فترة من رسمها".
وباستخدامها بهارات مثل الكمون والقرفة والرمان، تستبدل أبو العيش المواد مرتفعة الثمن التي تحتاج إليها في إنجاز أعمالها الفنية بمواد أوفر وأرخص سعراً.
وتشير إلى أنها "استخدمت البهارات لاستبدال الألوان العادية بها لأنها نوعاً ما تكلفتها عالية، فالحصار الإسرائيلي منع كثيراً من الأشياء وأدوات الرسم من النادر وجودها".

وتقول "كل أداة ونوع ألوان يختلف عن الآخر بطريقة الاستخدام والورق أو القماش المستخدم للرسم عليه، كذلك البهارات تحتاج ورق خاص للرسم عليها حتى يمتصها لتبقى فترة أطول وتثبت".

وتضيف "بعد محاولات وتجارب كثيرة وصلت للرسم على ورق البسكوت، والذي أعطى ملمسا طبيعيا للرسم، ومع الوقت احتفظت اللوحة برائحة البهارات المستخدمة وهو ما ميز اللوحات الفنية عن غيرها".
ورسمت أبو العيش شخصيات فلسطينية بارزة ولوحات فنية تحمل رسائل تتعلق بالقضية الفلسطينية والاهتمامات الوطنية والاجتماعية.

وفي هذا الصدد، سبق أن حصدت المركز الأول في معرض محلي بمناسبة يوم الأرض.
كما شاركت في عدد من المعارض المحلية تتعلق بمناسبات وطنية مثل النكبة الفلسطينية وأخرى عن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة المفروض منذ منتصف العام 2007.
كذلك نجحت بنقل لوحات لها إلى الضفة الغربية ودول مثل الأردن ومصر والإمارات.
وأخيراً، بدأت في الاتجاه إلى النجارة، والتي كانت من أكثر المواضيع التي درستها في الجامعة وجذبتها لإنجاز لوحات فنية بطريقة مختلفة.
وبدأت ولاء أبو العيش في داخل منزل عائلتها بإنتاج أعمال خشبية بسيطة وتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي أتاح لها لاحقا فرصة عمل في مؤسسة محلية كمدربة نجارة.
واستغلت مكان عملها المجهز باحتياجاتها من الأدوات لتطوير موهبتها بإنتاج لوحات فنية تجمع الخشب والتطريز.
لكن لم يعد طريق ولاء أبو العيش مفروشا بالورود بالنظر إلى عدة مصاعب اجتماعية واجهتها تتعلق بنظرة المجتمع لعملها في مجال النجارة المقتصر على الذكور تقليديا.
وعن ذلك تقول "أثبت جدارتي مما حول النظرة الاجتماعية السيئة إلى نظرة إعجاب".
كما تتعامل ولاء أبو العيش مع آلات خطرة في مجال النجارة ما يتطلب منها حذرا مضاعفا.
رغم ذلك تبدي سعادتها بقدرة على اثبات ذاتها وتوفير فرصة عمل تدر عليها دخلا ماليا في ظل واقع قطاع غزة الذي يعاني من معدلات قياسية من البطالة.