• ×
الأحد 24 نوفمبر 2024 | 11-23-2024

افتتاح معرض روائع آثار المملكة في متحف اللوفر بأبوظبي

افتتاح معرض روائع آثار المملكة في متحف اللوفر بأبوظبي
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وسموَّ الشيخِ عبدَالله بنَ زايدٍ آل نهيان وزيرَ الخارجيةِ بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، افتتح سموَّ الشيخِ حامدَ بنَ زايدٍ رئيس ديوان سمو ولي العهد نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، مساء اليوم، معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" في متحف اللوفر أبو ظبي.

وأكد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في كلمته خلال حفل افتتاح المعرض، أن المملكة بادرت منذ قيامها بالاهتمام بآثارها وتراثها الوطني، وتعزز هذا الاهتمام في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي عاصر قطاع الآثار منذ إنشائه قبل أكثر من 50 عامًا، وأصبحت المملكة الآن من الدول الرائدة عالميًا في مجال الكشوفات الأثرية، وتشهد مشاريع ضخمة في مجال المتاحف وحماية وتأهيل المواقع الأثرية والتراثية.

وقال سموه "يسعدنا هذا المساء أن نكون في أبو ظبي، التي لها ذكرياتٌ خاصة وجميلةٌ في نفسي، بدأت في الثمانينات الميلادية حينما تشرفتُ بمقابلة المؤسس الراحل الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله-، الذي كان وما يزال مدرسة لنا جميعًا في التعامل والأخلاق، وكان يؤكد في كل مناسبةٍ أهميةَ تعزيزِ التلاقي التاريخي والحضاري الذي تتميز به منطقتنا، وأهميةَ تعزيزِه بين شعوبها، ولعل (معرِض طرق التجارة في الجزيرة العربية- روائع من آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور) الذي يقام متزامناً مع "عام زايد"، في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، يأتي تحقيقاً لتطلعاته -رحمه الله-، وقادةِ دول المنطقة في تعزيز التكامل والتلاقي الثقافي بين شعوبها".

وأضاف سموه : "نحن نعيش الآن في عصر التلاقي البشري من خلال السفر والسياحة ووسائل التواصل الحديثة، التي تجعل هذا العالم متقاربًا أكثرَ من أي وقت مضى، ونعي اليوم أن التواصل الثقافي والحضاري بين الأمم هو من أهم الأمور التي يجب أن تُعنَى بها الدول، وأن إبراز الدول لحضاراتها من خلال استكشافها ومشاركة الآخرين في ذلك هو جزء لا يتجزأ من بناء الجسور بين الشعوب والثقافات.
ولفت سموه إلى أن الحضاراتِ التي مرت وتقاطعت على أرض الجزيرة العربية عبر تاريخها، عززت لدى شعوب هذه الأرض قدراتٍ أصيلةً متوارَثةً هيّأتهم لبناء دولٍ وممالكَ وبناءِ الاقتصادِ والازدهار عبر الزمنِ.

وقال: "نحن في دول مجلس التعاون الخليجي يجمعنا روابطُ تاريخيةٌ وجغرافيةٌ وحضاريةٌ وثيقةٌ، ويتوجّب علينا في هذا العصر أن تكون شعوبُ المنطقة واعيةً لهذه الروابط، وأن نشارك العالم في ذلك حيث أننا أمة لم تجتمع على بئر نفط، بل نحن أمة كانت وستظل - بإذن الله - ذاتَ تاريخ مجيد، ومساهماتٍ إنسانيةٍ وحضاريةٍ مهمة، تستند إلى منظومة من القيم الأخلاقية العظيمة التي تكونت عبر مراحل التاريخ، وعززها وأكدها الإسلام، وأن الحضاراتِ والأحداثَ التاريخيةَ المهمةَ التي مرت وتقاطعت على أرض الجزيرة العربية عبر تاريخها، والحَراكَ السياسيَّ والاقتصاديَّ والثقافيَّ الذي نتج عن ذلك عبر مخاض استمر آلاف السنين، إنما عزز لدى شعوب هذه الأرض قدراتٍ أصيلةً متوارَثةً هيّأتهم لبناء دولٍ وممالكَ عبر العصور، وتحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ، وبناءِ الاقتصادِ والازدهارِ، ومع أهمية اهتمامنا بتاريخنا وحضورنا التاريخي بين الحضارات، فمن المهم أن يكون لنا دورٌ أصيلٌ في صنع المستقبل، ونحن على قناعة أن الأمم التي لا تعرف تاريخها لا يمكن أن تساهم في بناء المستقبل، وأن التداخلَ الثقافيَّ والحضاريَّ بين دول وثقافات العالم يحتّم علينا أن نكون متفاعلين ومنفتحين، وإيجابيين ومرحبين بهذا الحَراك العالمي".
وأضاف: "إن ما تحمله شعوبُ هذه المنطقة من إرثٍ عظيمٍ يجعلهم مؤهَّلين لإثراء الحَراك المستقبلي الإنساني، متسلحين بالقيم والأخلاق الإنسانية النبيلة المتوارثة عبر الأجيال، كما نكون متفاعلين مع التطور العلمي والمادي المتسارع. ونحن أُمةٌ تجذّرت فيها الأخلاق وتأصّلت على مر العصور، وقد نزل القرآن الكريم على نبيٍّ من هذه الأمة في هذه الأرض المباركة وصفه الله جل وعلا بقوله الكريم: ( وإنك لعلى خلقٍ عظيم)، فنحن أبناء أرض القيم والأخلاق والتعامل النبيل الذي يحترم الإنسان والمكان، ولقد أكّد الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، على هدف مهمته النبوية بقوله: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن هذه المعارض العالمية المهمة ننظر إليها على أنها إحدى النوافذ التي يرى من خلالها شعوب المنطقة والعالم بعضَ شواهد هذا الحَراك الحضاري في منطقتنا، الذي استمر عبر آلاف السنين حتى تهيأت أرض الجزيرة العربية بشرياً، واقتصادياً، وثقافياً، وسياسياً، وتكونت عليها وحدة مباركة، هي وحدة قلوب ومصير قبل أن تكون وحدة جغرافية، وقد أسهمت القوافل التي قَدِمَتْ للحج والتجارة وتقاطعت على أرض الجزيرة العربية في بناء إنسانِ واقتصادِ وثقافةِ المنطقة، وفي نشوء الممالك والكيانات البشرية المتعاقبة، وأسهمت في توفير وسيلةٍ للتواصل البشري تحاكي إنترنت هذا العصر، وهو ما أسهم في تعزيز التداول الثقافي وتطور وانتشار اللغة العربية الراقية التي خرج بها القرآن الكريم في لحظة تاريخية غيّرت مستقبل الجزيرة العربية إلى الأبد.