مجموعة المسرح ثقافة - برنامج التأليف الحر .. غاده كمال تقدم ( القوى الناعمة في مواجهة الإرهاب )
10-04-2018 04:52 مساءً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية -سماء الشريف في برنامج التاليف الحر الذي قدمته مجموعة المسرح ثقافة الثلاثاء الماضي الموافق 2 أكتوبر أدارت الحوار الإعلامية غاده كمال وشاركت بمقال بعنوان "القوى الناعمة في مواجهة الإرهاب"
ليلك..ضحى ..
القوى الناعمة في مواجهة الإرهاب
مسرحية إماراتية من تأليف وإخراج المبدع الفلسطيني غنام غنام ، والتي جمعت بين مجموعة من النجوم من عدة دول ، الإمارات وسوريا وفلسطين والسعودية والعراق ، وناقشت قضية في غاية الخطورة ، في إطار قصة رومانسية ناعمة في مواجهة الأفكار المتطرفة .
تساءلت كثيرا قبل أن اشاهد العرض ، هل كان مقصودا تنوع جنسيات الأبطال ، خاصة وأن الإرهاب استهدف الدول العربية بأكملها ..؟!
ونحن الذين تعودنا من الكاتب غنام غنام أن يكون هناك رسالة في كل حرف وفي كل اختيار ، كما توقفت عند اختيار اسم ليلك ، هل كان يقصد ليلك أنت أم زهرة الليلك الناعمة ، التي تزين المكان ؟.
ذهبت كمتفرجة وأنا أعلم علم اليقين أن هذه المسرحية والتي تجولت في العديد من الإمارات ، ستطرح وجها جديدا للإبداع ، ستشرع أبوابا للتساؤلات .
كاتب يكتب بحرفية بالغة ، يحمل قضية ، وصاحب فكر فني غير تقليدي، وبساطة في استخدام مفردات الكلمات ، وفي ذات الوقت تحمل إسقاطات ورموز تحتاج الي الوقوف امامها كثيرا ..
تحكي المسرحية عن زوجين شابين ربطت بينهما قصة حب ناعمة ، واجهت في البداية رفض الأم حنة ، الفنانة العراقية آلاء شاكر ، صاحبة الصوت الرخيم المعبر ، لن أنسى قوتها وهي تحاول أن تتمسك بالرفض ، وكأنها كانت تشعر بما سيحدث لاحقا ، ثم يغلبها حبها لابنتها ورغبتها في سعادتها رغم لوعة ابتعادها عنها بعد الزواج ، وهي تقول للزوج الشاب : اختر لها بيتا صغيرا حتى تستطيع أن.تنظفة ، جملة بسيطة جدا ، تحمل في طياتها الكثير من المشاعر الفياضة ..!
يتزوج الشابان اللذان يشبهان العصافير وينتقلان إلى تل قمح ، واختيار اسم المدينة لم يأت من فراغ ، ولكنة.غنام الرمز ، الذي يوظف الكلمة لتحمل في طياتها قضية بأكملها ، تل قمح التي استوطنها المتأسلمون ، الذين يدّعون الدين ،
وهم أبعد مايكون عنه ، ويتخذون منه ستارا لنواياهم السيئة ، تهبط عليهم العروس الجديدة كنسمة هواء باردة في قيظ الصحراء ، ويتهامسون فيما بينهم عن أمنياتهم للنيل منها ، في إطار كوميدي موجع ، ينتزع البسمة في ظل ظروف عصيبة ، وتدور الأحداث ويحاول كل منهم أن يقيم معها علاقة في السر ، رغم أنهم يظهرون في صورة الذين ينفذون أوامر الله في العلن ، وعندما يفشلون يحيلون حياتهم إلى جحيم في الأرض ، يدفعهم للهرب ، ويساعدهم أحد أفراد الجماعة "حمود" الذي سبق و جردوه من.مشاعر الإنسانية وقتلوا أباه وأمه بادعاءات كاذبة، ويكتشفوا أن "حمود" الذي ساعدهم ، كان يعيش قصة حب مع فتاة رقيقة تشبه الزهرة الناعمة " فاطمة " وهي الفنانة السعودية حنين ، والتي كانت طالبة عند ليلك ، علمتها الفن والموسيقى ، وهنا جاء توظيف أغنية "نسم علينا الهوى" التي كانت تغنيها دوما لحمود ، جاء توظيفا مبهرا ّ، نقل المشاهد من الجزء الأول وهو "نسم علينا الهوى" إلى الجزء الثاني وهو كلمة فزعانة يا قلبي ، والتي رددتها الفتاة في المشاهد الحزينة ، وهي تظهر كملاك يرتدي اللون الأبيض بعد أن قتلها الإرهابيون إثر اكتشاف قصة الحب التي تربطها بحمود ، والذي تحول إلى عنترة ، تتشابك الأحداث وينقلنا الفنان غنام غنام بسلاسة يحسد عليها من حدث إلى آخر بمنتهى المتعة إلى أن نصل إلى نهاية الأحداث عندما يقرر ليلك وضحى الانتحار ، وتردد ليلك أنها تفضل أن يأكلها دود الأرض على أن ينهشها الإرهابيون ، وينتحران مع خلفية فاطمة الفتاة الرقيقه والتي تغني فزعانه يا قلبي ، والأم المكلومة التي تصيح عبر الهاتف الو .. ، ولا مجيب على الطرف الآخر .
وختمت الإعلامية غادة كمال مقالها بقولها :
اكتب رأيي كمشاهدة ظلت طوال الوقت تعيش التجربة وكأنها أحد أبطال العرض ، تتألم للوعة الأم والفتاة والزوجة وحمود ..
إنها عبقرية الكاتب والمخرج التي تجعل الحدث يعيش معك ، ويظل عالقا في ذهنك ، وتظل الجمل تطاردك ، وتستفز ذاكرتك .
كلمة أخيرة ، ولكنها لجمهور العرض الذي جاء قبل بداية العرض بوقت طويل ليحجز له مكانا وبعد أن امتلأت القاعة عن آخرها ، اصطفوا صفوفا طويلة على الجدران ، وأصبحوا يستوعبون كل وافد جديد بينهم وبفسحوا له مجالا لينضم إليهم ، بمنتهى الرقي ، الجمهور الذي طالب بعد انتهاء العرض بإعادته مرتين في الليلة الواحدة وهو يعلم علم اليقين أنه رغم تعب طاقم العمل إلا أن التصفيق الحاد يغمرهم بقوة إضافية للوقوف مجددا على خشبة المسرح لإعادة العرض مرة أخرى ،
أما المبدع غنام غنام كاتب ومخرج الرواية أقول كمشاهدة : توظيف كل حرف وكلمةوأداة من أدوات الديكور في كل حركة لفنان على خشبة المسرح خلق حالة إبداعية متناغمة ورائعة جعلت الجمهور يحلق معه في سلاسة غير عادية ، ليلة العرض عالقة في ذاكرة الجمهور وهذا سر نجاح العمل .
ليلك..ضحى ..
القوى الناعمة في مواجهة الإرهاب
مسرحية إماراتية من تأليف وإخراج المبدع الفلسطيني غنام غنام ، والتي جمعت بين مجموعة من النجوم من عدة دول ، الإمارات وسوريا وفلسطين والسعودية والعراق ، وناقشت قضية في غاية الخطورة ، في إطار قصة رومانسية ناعمة في مواجهة الأفكار المتطرفة .
تساءلت كثيرا قبل أن اشاهد العرض ، هل كان مقصودا تنوع جنسيات الأبطال ، خاصة وأن الإرهاب استهدف الدول العربية بأكملها ..؟!
ونحن الذين تعودنا من الكاتب غنام غنام أن يكون هناك رسالة في كل حرف وفي كل اختيار ، كما توقفت عند اختيار اسم ليلك ، هل كان يقصد ليلك أنت أم زهرة الليلك الناعمة ، التي تزين المكان ؟.
ذهبت كمتفرجة وأنا أعلم علم اليقين أن هذه المسرحية والتي تجولت في العديد من الإمارات ، ستطرح وجها جديدا للإبداع ، ستشرع أبوابا للتساؤلات .
كاتب يكتب بحرفية بالغة ، يحمل قضية ، وصاحب فكر فني غير تقليدي، وبساطة في استخدام مفردات الكلمات ، وفي ذات الوقت تحمل إسقاطات ورموز تحتاج الي الوقوف امامها كثيرا ..
تحكي المسرحية عن زوجين شابين ربطت بينهما قصة حب ناعمة ، واجهت في البداية رفض الأم حنة ، الفنانة العراقية آلاء شاكر ، صاحبة الصوت الرخيم المعبر ، لن أنسى قوتها وهي تحاول أن تتمسك بالرفض ، وكأنها كانت تشعر بما سيحدث لاحقا ، ثم يغلبها حبها لابنتها ورغبتها في سعادتها رغم لوعة ابتعادها عنها بعد الزواج ، وهي تقول للزوج الشاب : اختر لها بيتا صغيرا حتى تستطيع أن.تنظفة ، جملة بسيطة جدا ، تحمل في طياتها الكثير من المشاعر الفياضة ..!
يتزوج الشابان اللذان يشبهان العصافير وينتقلان إلى تل قمح ، واختيار اسم المدينة لم يأت من فراغ ، ولكنة.غنام الرمز ، الذي يوظف الكلمة لتحمل في طياتها قضية بأكملها ، تل قمح التي استوطنها المتأسلمون ، الذين يدّعون الدين ،
وهم أبعد مايكون عنه ، ويتخذون منه ستارا لنواياهم السيئة ، تهبط عليهم العروس الجديدة كنسمة هواء باردة في قيظ الصحراء ، ويتهامسون فيما بينهم عن أمنياتهم للنيل منها ، في إطار كوميدي موجع ، ينتزع البسمة في ظل ظروف عصيبة ، وتدور الأحداث ويحاول كل منهم أن يقيم معها علاقة في السر ، رغم أنهم يظهرون في صورة الذين ينفذون أوامر الله في العلن ، وعندما يفشلون يحيلون حياتهم إلى جحيم في الأرض ، يدفعهم للهرب ، ويساعدهم أحد أفراد الجماعة "حمود" الذي سبق و جردوه من.مشاعر الإنسانية وقتلوا أباه وأمه بادعاءات كاذبة، ويكتشفوا أن "حمود" الذي ساعدهم ، كان يعيش قصة حب مع فتاة رقيقة تشبه الزهرة الناعمة " فاطمة " وهي الفنانة السعودية حنين ، والتي كانت طالبة عند ليلك ، علمتها الفن والموسيقى ، وهنا جاء توظيف أغنية "نسم علينا الهوى" التي كانت تغنيها دوما لحمود ، جاء توظيفا مبهرا ّ، نقل المشاهد من الجزء الأول وهو "نسم علينا الهوى" إلى الجزء الثاني وهو كلمة فزعانة يا قلبي ، والتي رددتها الفتاة في المشاهد الحزينة ، وهي تظهر كملاك يرتدي اللون الأبيض بعد أن قتلها الإرهابيون إثر اكتشاف قصة الحب التي تربطها بحمود ، والذي تحول إلى عنترة ، تتشابك الأحداث وينقلنا الفنان غنام غنام بسلاسة يحسد عليها من حدث إلى آخر بمنتهى المتعة إلى أن نصل إلى نهاية الأحداث عندما يقرر ليلك وضحى الانتحار ، وتردد ليلك أنها تفضل أن يأكلها دود الأرض على أن ينهشها الإرهابيون ، وينتحران مع خلفية فاطمة الفتاة الرقيقه والتي تغني فزعانه يا قلبي ، والأم المكلومة التي تصيح عبر الهاتف الو .. ، ولا مجيب على الطرف الآخر .
وختمت الإعلامية غادة كمال مقالها بقولها :
اكتب رأيي كمشاهدة ظلت طوال الوقت تعيش التجربة وكأنها أحد أبطال العرض ، تتألم للوعة الأم والفتاة والزوجة وحمود ..
إنها عبقرية الكاتب والمخرج التي تجعل الحدث يعيش معك ، ويظل عالقا في ذهنك ، وتظل الجمل تطاردك ، وتستفز ذاكرتك .
كلمة أخيرة ، ولكنها لجمهور العرض الذي جاء قبل بداية العرض بوقت طويل ليحجز له مكانا وبعد أن امتلأت القاعة عن آخرها ، اصطفوا صفوفا طويلة على الجدران ، وأصبحوا يستوعبون كل وافد جديد بينهم وبفسحوا له مجالا لينضم إليهم ، بمنتهى الرقي ، الجمهور الذي طالب بعد انتهاء العرض بإعادته مرتين في الليلة الواحدة وهو يعلم علم اليقين أنه رغم تعب طاقم العمل إلا أن التصفيق الحاد يغمرهم بقوة إضافية للوقوف مجددا على خشبة المسرح لإعادة العرض مرة أخرى ،
أما المبدع غنام غنام كاتب ومخرج الرواية أقول كمشاهدة : توظيف كل حرف وكلمةوأداة من أدوات الديكور في كل حركة لفنان على خشبة المسرح خلق حالة إبداعية متناغمة ورائعة جعلت الجمهور يحلق معه في سلاسة غير عادية ، ليلة العرض عالقة في ذاكرة الجمهور وهذا سر نجاح العمل .