في اليوم العالمي للمعلم..وجود معلم مؤهل.. يضمن مجتمع أفضل!
10-04-2018 09:56 صباحاً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) سنويًا باليوم العالمي للمعلمين، و خصصت الخامس من أكتوبر من كل عام يومًا استطاع فيه المعلمون والمعلمات أن يحققوا مكسبًا عظيمًا بإقراره يومًا عالميًا للاحتفال بالمعلم والاعتراف بأهميته في إنشاء مجتمعات التعلم والمعلومات والمعرفة.
ويتجسد في هذا التاريخ المبادرة التي تبنتها اليونسكو لتقدير عمل المعلمين وتقييم وتحسين أوضاعهم، ويتضمن الاحتفال الذي يقام في مقرها في العاصمة الفرنسية (باريس)، تنظيم عدد من الفعاليات المختلفة احتفاء بالمعلمين باعتبارهم أهم الموارد التعليمية، كما يتخلله مناقشة العقبات التي تحول دون تحسين جودة التعليم، ودور المعلمين في إعداد مواطنين عالميين.
ويأتي احتفال المنظمة لهذا العام 2018 والذي حمل شعار «الحق بوجود معلمين مؤهلين»، إدراكًا منها للرسالة السامية التي يحملها المعلم والجهود الكبيرة التي يبذلها في سبيل تربية الناشئة.
كما يجيء هذا الاحتفال عرفانًا بدورهم في توفير تعليم وتدريب عالي الجودة، وإعداد مواطنين صالحين، إضافة إلى لفت الانتباه إلى أوضاعهم الوظيفية والظروف التي يعملون فيها في مختلف بلدان العالم، حيث إنه من المستغرب أن المعلمين الذين يزاولون إحدى أهم المهن بالنسبة إلى المجتمع لا يحظون في بعض الدول للأسف بما يستحقونه من احترام.
اليوم العالمي " قصة للتاريخ"
يرجع تاريخ الاحتفال باليوم العالمي للمعلم إلى عام 1966، الذي تحققت فيه خطوة هامة وعظيمة لصالح المعلمين عندما عقدت منظمة اليونسكو مؤتمرًا دوليًا حكوميًا خاصًا في باريس بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، وتبنى المؤتمر ما يسمى بـ«التوصية المشتركة بين اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن أوضاع المدرسين»، ويعود الفضل في الانتشار السريع والوعي العالمي بهذا اليوم إلى منظمة إديوكشن إنترناشونال.
وبدأ الاحتفال سنويًا بهذا اليوم منذ عام 1994م في الخامس من أكتوبر، الموافق ذكرى توقيع التوصية المشتركة بين منظمة اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية حيال بعض الجوانب المتعلقة بالمعلمين.
وحددت تلك التوصية حقوق وواجبات المعلمين، والمعايير الدولية المتعلقة بالإعداد الأولي للمعلمين وتوظيفهم وظروف التعليم والتعلم. واشتملت التوصية أيضًا على كيفية مشاركة المعلمين في اتخاذ القرارات التعليمية والسياسات التربوية والبرامج التعليمية، وذلك من خلال التشاور والتفاوض مع راسمي السياسات التعليمية.
ومنذ اعتمادها، اُعتبرت تلك التوصية مجموعة هامة من المبادئ التوجيهية الرامية إلى تعزيز مكانة وأوضاع المعلمين بما يخدم ويضمن جودة التعليم، علاوة على ذلك، كما يصادف يوم الخامس من أكتوبر اعتماد المؤتمر العام لليونسكو في عام 1997 لتوصية اليونسكو الخاصة بأوضاع هيئات التدريس في مجال التعليم العالي.
100 دولة تحتفل
يشكل اليوم العالمي للمعلمين امتدادًا طبيعيًا للأنشطة التي تضطلع بها منظمة اليونسكو بشكل دؤوب طوال العام للارتقاء بالمعلمين، وضمان أن تكون هذه المهنة الهامة، التي تُعد ركيزة أساسية في بناء مجتمع سليم، هي نفسها عملية ترتكز على أسس سليمة، ويعتبر المعلمون في ضوء هذه المهمة مؤشرًا مرجعيًا عن صحة المجتمع.
وتهتم منظمة اليونسكو بتوجيه المجتمعات لكيفية معالجة المشكلات والأوضاع والظروف التي يعمل فيها المعلمون، واحتياجات البلدان التي لا تواكب فيها عملية توظيف المعلمين الارتفاع الحادث في معدلات قيد الطلاب.
معظم الدول في جميع أنحاء العالم تحتفل بهذا اليوم، حيث يتم الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين في أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم، ويشارك في أنشطة اليوم العالمي للمعلمين فريق يضم ممثلين للجهات التي وقعت الرسالة الخاصة باليوم العالمي للمعلمين، وهي الاتحاد الدولي للمعلمين ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونسكو.
المملكة تحتفل
تعتبر المملكة العربية السعودية من بين دول العالم التي تحتفل باليوم العالمي للمعلم، حيث دعت وزارة التعليم إلى مشاركة كافة إدارات التربية والتعليم بمناطق ومحافظات المملكة ببعض المناشط والبرامج تقديرًا لدورهم الريادي في العملية التربوية والتعليمية، واعترافًا بسمو الرسالة التي يحملها المعلمون والمعلمات، وتعزيزًا لمكانتهم وحفاظًا على كرامتهم ووفاءً بحقوقهم.
تدريب المعلمين التحدي الأهم
وكان تقرير عالمي لرصد التعليم للجميع أعده معهد اليونسكو للإحصاء ذكر أنّ تحدي تدريب المعلّمين الموجودين أكبر من تحدي تعيين معلّمين جدد في حوالي ثلث البلدان، مبينًا أن هذه المنطقة تعاني من النقص الأكبر في عدد المعلّمين، إذ تحتاج إلى ثلثي المعلّمين الجدد الضروري توفيرهم بحلول عام 2030.
ودعا التقرير إلى الحرص على أن يكون جميع المرشحين الجدد لتبوّؤ مناصب تعليمية قد أكملوا التعليم الثانوي على أقل تقدير، مبينًا أنّ عدد أولئك الذين يتمتعون بهذه المؤهلات ضئيل، لافتًا إلى أنه يتوجّب تعيين 5 في المئة من خريجي مدارسها الثانوية على الأقل في القوة التعليميّة بحلول عام 2020.
وأوضح التقرير أنه ستصل تكاليف تسديد أجور المعلّمين الإضافيين في تلك البلدان الذين يتعيّن توفيرهم بحلول عام 2020 إلى 5.2 مليارات دولار أمريكي إضافي في السنة، وفقًا لتوقّعات معهد اليونسكو للإحصاء، وذلك قبل احتساب التدريب والمواد التعلّمية والمباني المدرسية.
وأشار التقرير إلى أن الخبر السار يكمن في أنّ أغلبية البلدان ستكون قادرة على تحمّل تكاليف تعيين معلّمين إضافيين إذا استمرّت في زيادة الاستثمارات في التعليم على نحو مطرد، حيث شهدت الميزانيات المخصصة للتعليم خلال العقد الماضي نموًا بنسبة 7 في المئة من حيث القيمة الحقيقية، الأمر الذي عكس الالتزام بتوفير المزيد من المعلّمين والأطفال في الصفوف.
المشكلة والحل
من جهة أخرى، أفادت الدراسة التي أعدّها معهد اليونسكو للإحصاء والفريق المعني بإعداد التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، بمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين بأن المشكلة تزداد تفاقمًا بسبب الزيادة المطردة في أعداد السكان في سن التعليم. وطبقًا لبيانات اليونسكو فإن ثلث الدول التي دُرست كان لديها أقل من 75% من مدرسي المدارس الابتدائية المدربين وفقًا للمعايير الوطنية.
وإضافة إلى تحدي نقص أعداد المعلمين، لفتت الدراسة إلى أن ثمة تحديًا آخر يتعلق بالجودة، ففي كثير من الأحيان، يعمل المعلمون دون أن تتوافر لهم الموارد اللازمة أو التدريب المناسب، وهنا تتفاقم حدة المخاطر، لأننا نواجه اليوم أزمة عالمية في مجال التعليم، إذ إن 250 مليون طفل محرومون من المهارات الأساسية المتعلقة بالقراءة والكتابة، وأوضحت الدراسة أنه بما أن البلدان تتقدم بوتيرة متسارعة صوب عام 2020، وأنه يجري تشكيل خطة إنمائية جديدة، فمن المهم أن يظل المعلمون يحظون بالأولوية.
وأكدت الدراسة أن المشاورة المواضيعية العالمية بشأن التعليم والمتعلقة بخطة التنمية لما بعد عام 2020 من شأنها إرساء دعائم من شأنها دعم فعالية المعلمين، وذلك من خلال تهيئة ظروف جيدة للعمل، بما في ذلك توفير عقود ورواتب مناسبة، فضلاً عن إتاحة آفاق للتقدم الوظيفي والترقيات؛ إلى جانب تهيئة ظروف جيدة في بيئات العمل، استنادًا إلى إنشاء سياقات تعليمية تكون مؤاتيه لعملية التدريس؛ علاوة على توفير تدريب رفيع الجودة قبل وأثناء الخدمة للمعلمين، استناداً إلى احترام حقوق الإنسان ومبادئ التعليم الشامل؛ إضافة إلى إتاحة إدارة فعالة تشمل توظيف المعلمين ونشرهم.
وشددت الدراسة على ضرورة أن يقف المجتمع الدولي والحكومات صفًا واحدًا لدعم المعلمين والتعليم الجيد في جميع أرجاء العالم، ولاسيما في البلدان التي تزداد فيها أعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس زيادة بالغة داعية الجميع للإسهام في نشر رسالة مفادها أن الاستثمار في المعلمين هو المفتاح، مؤكدة أن أي نظام تعليمي لن يتسم بالجودة ما لم يتوافر له معلمون جيدون.
"المعلمون" بوصلة المستقبل
وتتضمن احتفالات اليونسكو لهذا العام وضع شعار بعنوان: « الحق بوجود معلمين مؤهلين»، إذ تشمل تنظيم فعاليات مختلفة احتفاء بالمعلمين باعتبارهم أهم الموارد التعليمية على الإطلاق لأنه لا يمكن توفير التعليم الجيد من دونهم، إقرارًا منهم بجهود المعلمين في مجتمع يتميز بتزايد التقنيات المعقدة وتعدد الثقافات، حيث تعمل اليونسكو وشركاؤها على توفير معلمين مؤهلين ومدربين مهنيًا ومتحمسين يحظون بالدعم الجيد لجميع الدارسين.
وأشارت اليونسكو إلى أن المعلمين يشكلون استثمارًا لمستقبل البلدان، مبينة أنه لا يمكن التنبؤ بما سيواجهه أطفال اليوم عندما يكبرون، ومن ثم فإن معلمي اليوم والغد يحتاجون إلى المهارات والمعارف والدعم التي تمكنهم من تلبية مختلف الاحتياجات التعليمية.
ودعت اليونسكو الحكومات والجهات المانحة إلى اعطاء جودة التعليم الأولوية من خلال الاستثمار في المعلمين، مشددة على ضرورة أن يقف المجتمع الدولي والحكومات صفًا واحدًا لدعم المعلمين والتعليم الجيد في جميع أرجاء العالم، ولاسيما في البلدان التي تزداد فيها أعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس.
مؤهل متقدم لحماية كافيه
تجدر الإشارة إلى أن التوصية الخاصة بأوضاع المعلمين كما وضعتها منظمة اليونسكو أكدت أن التقدم في التعليم يتوقف على مؤهلات القائمين بالتدريس وعلى قدراتهم وصفاتهم الإنسانية والتربوية والمهنية، وأن التدريس مهنة تتطلب معارف متعمقة ومهارات متخصصة، وشعورًا بالمسؤولية الشخصية والجماعية عن تعليم التلاميذ الذين في عهدة المعلم والعمل على ما فيه خيرهم وصالحهم، وأن هدف التعليم ينبغي أن يكون تنمية شخصية الطالب وتعزيز تقدم المجتمع في المجالات الروحية والأخلاقية والثقافية والاقتصادية، وأن الاستقرار والأمن الوظيفي شرطان جوهريان لمصلحة التعليم والمعلم على حد سواء.
وفي السياق ذاته، شددت التوصية على ضرورة توفر الحماية الكافية للمعلمين ضد الإجراءات التعسفية التي تؤثر في أوضاعهم المهنية، وأن تعكس مرتباتهم الأهمية المعطاة لوظيفة التدريس ومكانتها في المجتمع، وتشجيع التعاون بين المدرسة والبيت، وضرورة حماية المعلمين من تدخل الأهل المبالغ فيه أو غير المبرر في الأمور التي تدخل في صميم اختصاصات المعلمين المهنية وغيرها من المبادئ التوجيهية التي إذا ما نفذت سترتقي بأداء المعلمين المهني وتحسن مخرجات النظم التعليمية.
تمكين المعلم
ويكمن العامل الحاسم والوحيد في تحسين جودة التعليم في المعلم وأنه العامل المؤثر الأكثر أهمية في التحصيل الدراسي للطلاب، لذا اعتبرت منظمة اليونسكو إعداد المعلم استراتيجية لمواجهة أزمة التعليم في عالمنا المعاصر لذلك فإن تعميق مهنة التعليم وتطويرها لصالحه تتطلب إعداده إعدادًا متكاملًا، أكاديميًا ومهنيًا وثقافيًا كما تستلزم تنميته تربويًا لتمكينه من التفاعل المبدع مع متطلبات تخصصه ومستجدات العصر التقنية. وتبعًا لذلك فقد احتلت مسألة إعداد المعلمين ومساندتهم في نموهم المهني والمادي مكانة مميزة في عمليات التخطيط التربوي لوزارة التربية والتعليم في كل دول العالم، حتى تحولت عمليات تدريب المعلمين والإداريين إلى تنمية مهنية مستدامة.
ويتجسد في هذا التاريخ المبادرة التي تبنتها اليونسكو لتقدير عمل المعلمين وتقييم وتحسين أوضاعهم، ويتضمن الاحتفال الذي يقام في مقرها في العاصمة الفرنسية (باريس)، تنظيم عدد من الفعاليات المختلفة احتفاء بالمعلمين باعتبارهم أهم الموارد التعليمية، كما يتخلله مناقشة العقبات التي تحول دون تحسين جودة التعليم، ودور المعلمين في إعداد مواطنين عالميين.
ويأتي احتفال المنظمة لهذا العام 2018 والذي حمل شعار «الحق بوجود معلمين مؤهلين»، إدراكًا منها للرسالة السامية التي يحملها المعلم والجهود الكبيرة التي يبذلها في سبيل تربية الناشئة.
كما يجيء هذا الاحتفال عرفانًا بدورهم في توفير تعليم وتدريب عالي الجودة، وإعداد مواطنين صالحين، إضافة إلى لفت الانتباه إلى أوضاعهم الوظيفية والظروف التي يعملون فيها في مختلف بلدان العالم، حيث إنه من المستغرب أن المعلمين الذين يزاولون إحدى أهم المهن بالنسبة إلى المجتمع لا يحظون في بعض الدول للأسف بما يستحقونه من احترام.
اليوم العالمي " قصة للتاريخ"
يرجع تاريخ الاحتفال باليوم العالمي للمعلم إلى عام 1966، الذي تحققت فيه خطوة هامة وعظيمة لصالح المعلمين عندما عقدت منظمة اليونسكو مؤتمرًا دوليًا حكوميًا خاصًا في باريس بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، وتبنى المؤتمر ما يسمى بـ«التوصية المشتركة بين اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن أوضاع المدرسين»، ويعود الفضل في الانتشار السريع والوعي العالمي بهذا اليوم إلى منظمة إديوكشن إنترناشونال.
وبدأ الاحتفال سنويًا بهذا اليوم منذ عام 1994م في الخامس من أكتوبر، الموافق ذكرى توقيع التوصية المشتركة بين منظمة اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية حيال بعض الجوانب المتعلقة بالمعلمين.
وحددت تلك التوصية حقوق وواجبات المعلمين، والمعايير الدولية المتعلقة بالإعداد الأولي للمعلمين وتوظيفهم وظروف التعليم والتعلم. واشتملت التوصية أيضًا على كيفية مشاركة المعلمين في اتخاذ القرارات التعليمية والسياسات التربوية والبرامج التعليمية، وذلك من خلال التشاور والتفاوض مع راسمي السياسات التعليمية.
ومنذ اعتمادها، اُعتبرت تلك التوصية مجموعة هامة من المبادئ التوجيهية الرامية إلى تعزيز مكانة وأوضاع المعلمين بما يخدم ويضمن جودة التعليم، علاوة على ذلك، كما يصادف يوم الخامس من أكتوبر اعتماد المؤتمر العام لليونسكو في عام 1997 لتوصية اليونسكو الخاصة بأوضاع هيئات التدريس في مجال التعليم العالي.
100 دولة تحتفل
يشكل اليوم العالمي للمعلمين امتدادًا طبيعيًا للأنشطة التي تضطلع بها منظمة اليونسكو بشكل دؤوب طوال العام للارتقاء بالمعلمين، وضمان أن تكون هذه المهنة الهامة، التي تُعد ركيزة أساسية في بناء مجتمع سليم، هي نفسها عملية ترتكز على أسس سليمة، ويعتبر المعلمون في ضوء هذه المهمة مؤشرًا مرجعيًا عن صحة المجتمع.
وتهتم منظمة اليونسكو بتوجيه المجتمعات لكيفية معالجة المشكلات والأوضاع والظروف التي يعمل فيها المعلمون، واحتياجات البلدان التي لا تواكب فيها عملية توظيف المعلمين الارتفاع الحادث في معدلات قيد الطلاب.
معظم الدول في جميع أنحاء العالم تحتفل بهذا اليوم، حيث يتم الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين في أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم، ويشارك في أنشطة اليوم العالمي للمعلمين فريق يضم ممثلين للجهات التي وقعت الرسالة الخاصة باليوم العالمي للمعلمين، وهي الاتحاد الدولي للمعلمين ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونسكو.
المملكة تحتفل
تعتبر المملكة العربية السعودية من بين دول العالم التي تحتفل باليوم العالمي للمعلم، حيث دعت وزارة التعليم إلى مشاركة كافة إدارات التربية والتعليم بمناطق ومحافظات المملكة ببعض المناشط والبرامج تقديرًا لدورهم الريادي في العملية التربوية والتعليمية، واعترافًا بسمو الرسالة التي يحملها المعلمون والمعلمات، وتعزيزًا لمكانتهم وحفاظًا على كرامتهم ووفاءً بحقوقهم.
تدريب المعلمين التحدي الأهم
وكان تقرير عالمي لرصد التعليم للجميع أعده معهد اليونسكو للإحصاء ذكر أنّ تحدي تدريب المعلّمين الموجودين أكبر من تحدي تعيين معلّمين جدد في حوالي ثلث البلدان، مبينًا أن هذه المنطقة تعاني من النقص الأكبر في عدد المعلّمين، إذ تحتاج إلى ثلثي المعلّمين الجدد الضروري توفيرهم بحلول عام 2030.
ودعا التقرير إلى الحرص على أن يكون جميع المرشحين الجدد لتبوّؤ مناصب تعليمية قد أكملوا التعليم الثانوي على أقل تقدير، مبينًا أنّ عدد أولئك الذين يتمتعون بهذه المؤهلات ضئيل، لافتًا إلى أنه يتوجّب تعيين 5 في المئة من خريجي مدارسها الثانوية على الأقل في القوة التعليميّة بحلول عام 2020.
وأوضح التقرير أنه ستصل تكاليف تسديد أجور المعلّمين الإضافيين في تلك البلدان الذين يتعيّن توفيرهم بحلول عام 2020 إلى 5.2 مليارات دولار أمريكي إضافي في السنة، وفقًا لتوقّعات معهد اليونسكو للإحصاء، وذلك قبل احتساب التدريب والمواد التعلّمية والمباني المدرسية.
وأشار التقرير إلى أن الخبر السار يكمن في أنّ أغلبية البلدان ستكون قادرة على تحمّل تكاليف تعيين معلّمين إضافيين إذا استمرّت في زيادة الاستثمارات في التعليم على نحو مطرد، حيث شهدت الميزانيات المخصصة للتعليم خلال العقد الماضي نموًا بنسبة 7 في المئة من حيث القيمة الحقيقية، الأمر الذي عكس الالتزام بتوفير المزيد من المعلّمين والأطفال في الصفوف.
المشكلة والحل
من جهة أخرى، أفادت الدراسة التي أعدّها معهد اليونسكو للإحصاء والفريق المعني بإعداد التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، بمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين بأن المشكلة تزداد تفاقمًا بسبب الزيادة المطردة في أعداد السكان في سن التعليم. وطبقًا لبيانات اليونسكو فإن ثلث الدول التي دُرست كان لديها أقل من 75% من مدرسي المدارس الابتدائية المدربين وفقًا للمعايير الوطنية.
وإضافة إلى تحدي نقص أعداد المعلمين، لفتت الدراسة إلى أن ثمة تحديًا آخر يتعلق بالجودة، ففي كثير من الأحيان، يعمل المعلمون دون أن تتوافر لهم الموارد اللازمة أو التدريب المناسب، وهنا تتفاقم حدة المخاطر، لأننا نواجه اليوم أزمة عالمية في مجال التعليم، إذ إن 250 مليون طفل محرومون من المهارات الأساسية المتعلقة بالقراءة والكتابة، وأوضحت الدراسة أنه بما أن البلدان تتقدم بوتيرة متسارعة صوب عام 2020، وأنه يجري تشكيل خطة إنمائية جديدة، فمن المهم أن يظل المعلمون يحظون بالأولوية.
وأكدت الدراسة أن المشاورة المواضيعية العالمية بشأن التعليم والمتعلقة بخطة التنمية لما بعد عام 2020 من شأنها إرساء دعائم من شأنها دعم فعالية المعلمين، وذلك من خلال تهيئة ظروف جيدة للعمل، بما في ذلك توفير عقود ورواتب مناسبة، فضلاً عن إتاحة آفاق للتقدم الوظيفي والترقيات؛ إلى جانب تهيئة ظروف جيدة في بيئات العمل، استنادًا إلى إنشاء سياقات تعليمية تكون مؤاتيه لعملية التدريس؛ علاوة على توفير تدريب رفيع الجودة قبل وأثناء الخدمة للمعلمين، استناداً إلى احترام حقوق الإنسان ومبادئ التعليم الشامل؛ إضافة إلى إتاحة إدارة فعالة تشمل توظيف المعلمين ونشرهم.
وشددت الدراسة على ضرورة أن يقف المجتمع الدولي والحكومات صفًا واحدًا لدعم المعلمين والتعليم الجيد في جميع أرجاء العالم، ولاسيما في البلدان التي تزداد فيها أعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس زيادة بالغة داعية الجميع للإسهام في نشر رسالة مفادها أن الاستثمار في المعلمين هو المفتاح، مؤكدة أن أي نظام تعليمي لن يتسم بالجودة ما لم يتوافر له معلمون جيدون.
"المعلمون" بوصلة المستقبل
وتتضمن احتفالات اليونسكو لهذا العام وضع شعار بعنوان: « الحق بوجود معلمين مؤهلين»، إذ تشمل تنظيم فعاليات مختلفة احتفاء بالمعلمين باعتبارهم أهم الموارد التعليمية على الإطلاق لأنه لا يمكن توفير التعليم الجيد من دونهم، إقرارًا منهم بجهود المعلمين في مجتمع يتميز بتزايد التقنيات المعقدة وتعدد الثقافات، حيث تعمل اليونسكو وشركاؤها على توفير معلمين مؤهلين ومدربين مهنيًا ومتحمسين يحظون بالدعم الجيد لجميع الدارسين.
وأشارت اليونسكو إلى أن المعلمين يشكلون استثمارًا لمستقبل البلدان، مبينة أنه لا يمكن التنبؤ بما سيواجهه أطفال اليوم عندما يكبرون، ومن ثم فإن معلمي اليوم والغد يحتاجون إلى المهارات والمعارف والدعم التي تمكنهم من تلبية مختلف الاحتياجات التعليمية.
ودعت اليونسكو الحكومات والجهات المانحة إلى اعطاء جودة التعليم الأولوية من خلال الاستثمار في المعلمين، مشددة على ضرورة أن يقف المجتمع الدولي والحكومات صفًا واحدًا لدعم المعلمين والتعليم الجيد في جميع أرجاء العالم، ولاسيما في البلدان التي تزداد فيها أعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس.
مؤهل متقدم لحماية كافيه
تجدر الإشارة إلى أن التوصية الخاصة بأوضاع المعلمين كما وضعتها منظمة اليونسكو أكدت أن التقدم في التعليم يتوقف على مؤهلات القائمين بالتدريس وعلى قدراتهم وصفاتهم الإنسانية والتربوية والمهنية، وأن التدريس مهنة تتطلب معارف متعمقة ومهارات متخصصة، وشعورًا بالمسؤولية الشخصية والجماعية عن تعليم التلاميذ الذين في عهدة المعلم والعمل على ما فيه خيرهم وصالحهم، وأن هدف التعليم ينبغي أن يكون تنمية شخصية الطالب وتعزيز تقدم المجتمع في المجالات الروحية والأخلاقية والثقافية والاقتصادية، وأن الاستقرار والأمن الوظيفي شرطان جوهريان لمصلحة التعليم والمعلم على حد سواء.
وفي السياق ذاته، شددت التوصية على ضرورة توفر الحماية الكافية للمعلمين ضد الإجراءات التعسفية التي تؤثر في أوضاعهم المهنية، وأن تعكس مرتباتهم الأهمية المعطاة لوظيفة التدريس ومكانتها في المجتمع، وتشجيع التعاون بين المدرسة والبيت، وضرورة حماية المعلمين من تدخل الأهل المبالغ فيه أو غير المبرر في الأمور التي تدخل في صميم اختصاصات المعلمين المهنية وغيرها من المبادئ التوجيهية التي إذا ما نفذت سترتقي بأداء المعلمين المهني وتحسن مخرجات النظم التعليمية.
تمكين المعلم
ويكمن العامل الحاسم والوحيد في تحسين جودة التعليم في المعلم وأنه العامل المؤثر الأكثر أهمية في التحصيل الدراسي للطلاب، لذا اعتبرت منظمة اليونسكو إعداد المعلم استراتيجية لمواجهة أزمة التعليم في عالمنا المعاصر لذلك فإن تعميق مهنة التعليم وتطويرها لصالحه تتطلب إعداده إعدادًا متكاملًا، أكاديميًا ومهنيًا وثقافيًا كما تستلزم تنميته تربويًا لتمكينه من التفاعل المبدع مع متطلبات تخصصه ومستجدات العصر التقنية. وتبعًا لذلك فقد احتلت مسألة إعداد المعلمين ومساندتهم في نموهم المهني والمادي مكانة مميزة في عمليات التخطيط التربوي لوزارة التربية والتعليم في كل دول العالم، حتى تحولت عمليات تدريب المعلمين والإداريين إلى تنمية مهنية مستدامة.