• ×
الخميس 21 نوفمبر 2024 | 11-20-2024

الدكتور سعيد السريحي يُنصف المعري في أولى فعاليات الملتقى الثقافي.

الدكتور سعيد السريحي يُنصف المعري في أولى فعاليات الملتقى الثقافي.
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية -جدة قدم الدكتور سعيد السريحي خلال الملتقى الثقافي والذي تنظمه الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع جدة ورقة عنوانها " قلق اللغة والأسئلة المصيرية، قراءة في رسالة الملائكة للمعري" ، والتي أدارها الدكتور سعد البازعي وسط حضور نوعي ضم العديد من المثقفين والأدباء والمهتمين.

وقد جاء في الورقة والتي دشن بها الدكتور سعيد السريحي اولى فعاليات الملتقى إدعاء المعري لتواضعه حيال علم اللغة في الوقت الذي يتصدى لرجال أمثال سيبويه والفراء والفارسي "والذي يتطلب منا أن نُعيد ذلك التواضع إلى موقعه من الرسالة ، وأن نعيد الرسالة نفسها إلى موقعها من تجربة المعري"

وأضاف السريحي" السياقان يتقاطعان، وينفتح أحدهما على الآخر، ذلك أن أبا العلاء اتبع تواضعه ذلك بالإشارة إلى أنه بلغ سن الأشياخ، وأن الظعن في الآخرة قريب، وأن العلم الذي أحسن سائله الظن به عندما سأله عن بعض مسائله لايتجاوز أن يكون في حقيقته هذيانا لا يُجديه في مواجهة المصير الذي ينتظره".

ويرى صاحب " غواية الاسم ، سيرة القهوة وخطاب التحريم" أن سخرية المعري واضحة في تواضعه ، وهو يعلم أن المتلقي يُدرك قيمة المعري ومكانته " إنما يسخر من عدم أخذه للمكانة المستحقة اجتماعيا وماديا و تحدث عن ذلك ، والتواضع مثل تقديم عمل ما حيلة نفسية ناجحة" مشيرا إلى السائل عن المسائل الصرفية " عالم صرف معروف لم يكن في حاجة لسؤال المعري الأديب والشاعر" ، متسائلا في ثنايا ذلك " لم كانت الرسالة؟ ولم يحتاج في رسائله لسائل؟

وبين الدكتور سعيد السريحي بعد ان استدل بعدة امثلة جاء بها من كتاب المعري ( رسائل الملائكة) "أن قيمة الرسالة كما تحدّث النقاد فعلا في المقدمة الحوارية من خلال الحوارات التي تنتهي برفض الملائكة لتلك الاعمال التي لن تٌعيد في الآخرة، فهل يريد أن يقول لعلماء اللغة والصرف أن اللغة لا تحتاج لهذه الأثقال بتلك القواعد النحوية والصرفية بشهادة الملائكة" مؤكدا على علمية الرسالة البحتة في مجملها، وهي في ذلك مغايرة لرسالة الغفران بطبيعتها النقدية والادبية.

وكانت الأمسية نوعية بما حظيت به من مداخلات بدأها استاذ النقد الحديث المشارك الدكتور عادل الزهراني بثنائه على نشاط الجمعية برئيسها النشيط المثقف محمد ال صبيح الذي يسعى مع فريق عمله على ردم الهوة بين الثقافة والفنون في المملكة، مُعبرا في حديثه "عن إيمانه بأن خير ما يفتتح به الملتقى الثقافي حضور علمين فارعين في سماء الوطن وثقافته، المسكونين بالهم الثقافي وتطوير منهجية الطرح والتفكير ليواكب المستجدات العصرية"

وحول تعليقه قال " اللغة هي التي تجمعنا اليوم، واللغة منارة تطوف حولها البشرية، وهو أمر انطلق منه المعري في تعامله مع اللغة ليسأل أسئلة الوجود وصراعه مع الفناء، وهو ما يجعلني أكرر التفكير في الأسباب التي دعت المعري إلى أن يتخذ موقفاً شائكاً في رسالتيه (الغفران، والملائكة) يستحضر فيه عوالم غيبية يبني خلالها مسرحه المكتظ بالغرابة والالتفاف على مسائل اللغة والنقد الأدبي، ويقودني هذا للسؤال لماذا لم يختر المعري الطريقة التقليدية وهو العالم باللغة والأدب ليكون مثل باقي العلماء اللغويين الذين تعاملوا مع القضية بطريق مباشرة؟!
لماذ اختار أن يحوم حول حمى القضايا بهذه الطرق الشائكة؟" .

وختم الزهراني بقوله " لعل المعري أراد أن يسأل سؤال الموقف، وأن يثير قضايا تنطلق من اللغة لتسأل أسئلة الوجود الكبرى، من هنا تحتشد أعماله بهواجس الجنة والنار والموت وحساب القبر وآفاق المجهول الغامض".

وبدورها علقت الدكتورة خديجة صبان بقولها " القلق في الواقع ليس قلق اللغة ، بل هو قلق أبي العلا الذي قد يكون ناتجًا عن تركيبة نفسية خاصة ونزعاتٍ عُرفَ بها أبو العتاهية وأزمات عايشها، وانعكستْ في معظم ما كتبه".

وأضافتْ "ومع ذلك فإنّ نسبة القلق إلى اللغة، وهو لمستخدمها مستقيم، من جهة قواعد اللغة؛ لوجود ملابسة تسمح بنسبة ما لأحدهما إلى الآخر".
وتلاها عدة مداخلات من الدكتور عبدالله الخطيب، والدكتورة ابتهال البار، والكاتب عبدالرحمن مرشود.

الجدير بالذكر : هذه الفعالية والتي دشنها الدكتور سعد البازعي هي أولى فعاليات الملتقى الثقافي ويتبعها فعاليات أخرى جرى الاتفاق عليها.