كيف يجعلك الاختلاف مع الآخرين أكثر ذكاءا ..!
09-15-2018 05:07 صباحاً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية لا يختلف اثنان في أن البشر بشكل عام ينزعون إلى تجنب الصدامات والمواجهات مع الآخرين، لكن بعض الباحثين يرون أن الاختلاف مع الآخرين في الرأي له فوائده.
تقول ليز ستوكو، أستاذة تحليل المحادثات بجامعة لوفبره بالمملكة المتحدة: "نحن نحاول في معظم الأحيان أن نبقى على وفاق مع الأخرين". وحتى إذا ما اختلفنا معهم في الرأي، سنحاول أن نظهر لهم، سواء بالكلمات أو لغة الجسد، أو حتى بالعبارات البلاغية، أننا نريد أن نحافظ على المودة والصداقة فيما بيننا.
وتضيف ستوكو: "نحن نسعى لاسترضاء الآخرين. ولهذا ننتقي كلماتنا بعناية عند التحدث إليهم خشية أن يصدر عنا ما قد يغضبهم أو يجعلهم يختلفون معنا في الرأي".
ويكون هذا السلوك أكثر وضوحا في مكان العمل، فمن منا يرغب في معاداة شخص يجلس إلى جواره ثماني ساعات يوميا؟ وإذا كان ذلك الشخص هو رئيسك في العمل، فستكون أكثر حذرا من إثارة خلاف معه.
لكن أيمي إي غالو، التي كتبت مقالة عن أساليب التعامل مع الصراعات في أماكن العمل بمجلة "هارفارد بيزنس ريفيو"، تقول إن الحرص الدائم على تجنب الصدامات مع الأخرين قد يكون إسلوبا خاطئا.
وتقول غالو: "كل منا يرغب في أن يعمل في عالم مثالي يسوده الوئام والانسجام، ولكن في الحقيقة، لولا اختلافنا في الرأي، لما أتقنا عملنا. فالاختلاف في الرأي أمر لا مفر منه". وذلك لأن الخلافات هي النتيجة الحتمية لتنوع الآراء.
وتقول غالو: "شاهدت بنفسي مؤسسات تشيد بمزايا تنوع وجهات النظر وبيئات العمل التي تتيح الفرص للجميع، على اختلاف توجهاتهم وأعراقهم، ولكنهم يرفضون وجود الخلافات والنزاعات داخل مؤسساتهم، وكأنهم برفضهم هذا يقولون ' إننا لا نريد أن نستمع لآراء مخالفة لأرائنا'. مع أن الخلافات ما هي إلا وسيلة مهمة للتعبير عن وجهات النظر المختلفة، وبالتالي الارتقاء بمستوى العمل في الشركة".
ولو نظرنا إلى المجال العلمي، على سبيل المثال، سنجد أن التجارب وحدها لا تكفي لإثبات صحة النظريات الجديدة، بل يفحصها أيضا باحثون آخرون في المجال ويقدمون الحجج لإبطالها أو إثباتها.
ويرى ستيوارت فيرستاين الأستاذ بجامعة كولومبيا، أن تساؤلات واعتراضات الباحثين الآخرين لا غنى عنها لإثبات صحة النظرية الجديدة وجدواها، حتى لو كانوا يعترضون على أبحاثه شخصيا.
ويقول فيرستاين: "قدمنا مسودة لبحث أعددناه في معملي وكانت معدة للنشر، ثم رصد أحد المراجعين من الباحثين بعض الأخطاء الفادحة فيها. ولولا أن نبهنا هذا المراجع للأخطاء، لكنا مضينا ونشرنا البحث دون أن نتداركها، وكنا سنقع في موقف حرج أمام الجمهور. وقد ظلت حماقتي سرا بيني وبين المراجع".
ويقول فيريستاين: "إن العلوم هي نظام يهدف إلى السماح بالاختلاف في الرأي. وأتذكر أنني كنت أحضر اجتماعات تحولت إلى مشادات كلامية عنيفة بين الحاضرين، ولكن بمجرد ما ينفض الاجتماع يلتقون معا في الحانة ويحتسون المشروبات، وهذه هي الطريقة المثالية التي من المفترض أن نتعامل بها عند الاختلاف. فمهما اشتد الخلاف مع الأخرين، ينبغي أن نحافظ على الاحترام المتبادل بيننا".
قد يبدو لك الأمر صعبا، وربما تظن أنك قد تغضب وتتأثر وتعجز عن تحمل ما ينطوي عليه الجدال مع الأخرين من تحديات دائمة. ولكن أحدا لا يحب أن يكون مخطئا، مهما بلغ حرصه على تحقيق أهداف من وراء اختلاف الرأي، مثل الخروج بأفكار خلاقة أو حلول أفضل للمشكلات أو البحث عن الحقائق المطلقة على الصعيد العلمي.
أولا، سيساعدك اختلاف الرأي في تقييم مدى صحة آرائك مقارنة بتلك المخالفة لها. وتؤكد كلير فوكس من "أكاديمية الأفكار" بالمملكة المتحدة على أهمية هذا الجانب.
وتقول فوكس: "سيسهم الجدل في تقوية حجتك، لأنك ستحاول أن تقارع الحجة بحجة أفضل منها، وهذا سيحفزك على البحث عن أفضل الأدلة التي تؤيد صحة آرائك في مواجهة الآراء المخالفة لها. ومن يدري، لعل الآخر يقنعك ويحملك على تغيير رأيك".
ثانيا، قد يساعدك الاختلاف في الرأي في الاستفادة من الاعتداد بالنفس وحب الذات، بدلا من محاولة إنكارها. ويقول الكاتب جوناثان روش: "إن التحيز والتعصب والعناد، هي بواعث تدفع المرء للخروج بأفضل الأفكار. فأنت لا تريد أن تجلس إلى طاولة اجتماعات مع أناس غير مقتعنين تماما بأفكارهم. بل كل ما تريده هو أن يعرضوا آراءهم على الآخرين لمناقشتها. ثم تستغل الطاقة الناتجة عن قناعاتهم وتحيزاتهم وخلافاتهم في الإثراء الفكري".
ثالثا، ربما تكتشف مزايا غير متوقعة لبعض السمات البشرية غير المعتادة التي قد تُصنف كخلل معرفي، مثل ما يعرف بالانحياز المعرفي، أو الميل للبحث الدؤوب عن أدلة تؤكد تحيزاتنا وآراءنا المسبقة.
ويقول هيوغو ميرسيير، عالم النفس المعرفي: "إذا كنت تفكر بمفردك أو كنت لا تتحدث إلا مع أشخاص يوافقونك الرأي، فأغلب الظن أنك ستجمع الكثير من الأدلة التي لا تؤيد إلا رأيك، وقد يفضي ذلك إلى فرط الثقة بالنفس والاستقطاب".
وقد ألف ميرسيير بمشاركة الأستاذ الجامعي دان سبيربر كتاب "لغز الاستدلال العقلي"، ذكرا فيه أن مواطن الضعف في الاستدلال العقلي قد تصبح مواطن قوة عندما نجادل الآخرين ونفند آراءهم. فإن تقييمنا لآراء الآخرين أفضل من تقييمنا لآرائنا، لأنه مبني على أسس موضوعية.
ويقول ميرسيير: "إذا دار بينك وبين أشخاص ينتمون إلى الطيف السياسي المعارض نقاش ودي، سيدحضون حجتك الضعيفة، وستستمع إلى حججهم التي ترجح كفة التيارات السياسية التي ينتمون لها، وينبغي أن تنتهي الأمور بسلام". ويرى كل من ميرسيير وسبيربر أن الجدال هو مصدر ثراء الفكر الإنساني.
وذلك لأن العقل البشري إن لم يجد ما يحفزه، قد يركن بسهولة إلى الكسل فلا يبحث إلا عن الأدلة التي تؤيد تحيزاته. ولكنك لن تتأكد من صحة أفكارك إلا إذا تهيأت لإقناع الآخرين وإضعاف حججهم والسماح لهم باستخراج مواطن الضعف في حججك وآرائك.
ولهذا أنصحك بأن تدخل في نقاش قوي مع الغير مرة يوميا على الأقل، ليس لمصلحتك فقط، بل أيضا لمصلحة زملائك في العمل والمجتمع ككل.
وأعني بكلمة "قوي" أن يكون منطقيا ولا يتجاوز حدود الاحترام. وكما تقول غالو: "لا يشترط أن يتطاول الناس على الآخرين عند الاختلاف معهم، ولا يشترط أن يوجهوا إليهم إهانة أو إساءة. فقد تختلف مع الآخرين بود ولطف، دون أن تؤذي مشاعرهم".
وكالات
تقول ليز ستوكو، أستاذة تحليل المحادثات بجامعة لوفبره بالمملكة المتحدة: "نحن نحاول في معظم الأحيان أن نبقى على وفاق مع الأخرين". وحتى إذا ما اختلفنا معهم في الرأي، سنحاول أن نظهر لهم، سواء بالكلمات أو لغة الجسد، أو حتى بالعبارات البلاغية، أننا نريد أن نحافظ على المودة والصداقة فيما بيننا.
وتضيف ستوكو: "نحن نسعى لاسترضاء الآخرين. ولهذا ننتقي كلماتنا بعناية عند التحدث إليهم خشية أن يصدر عنا ما قد يغضبهم أو يجعلهم يختلفون معنا في الرأي".
ويكون هذا السلوك أكثر وضوحا في مكان العمل، فمن منا يرغب في معاداة شخص يجلس إلى جواره ثماني ساعات يوميا؟ وإذا كان ذلك الشخص هو رئيسك في العمل، فستكون أكثر حذرا من إثارة خلاف معه.
لكن أيمي إي غالو، التي كتبت مقالة عن أساليب التعامل مع الصراعات في أماكن العمل بمجلة "هارفارد بيزنس ريفيو"، تقول إن الحرص الدائم على تجنب الصدامات مع الأخرين قد يكون إسلوبا خاطئا.
وتقول غالو: "كل منا يرغب في أن يعمل في عالم مثالي يسوده الوئام والانسجام، ولكن في الحقيقة، لولا اختلافنا في الرأي، لما أتقنا عملنا. فالاختلاف في الرأي أمر لا مفر منه". وذلك لأن الخلافات هي النتيجة الحتمية لتنوع الآراء.
وتقول غالو: "شاهدت بنفسي مؤسسات تشيد بمزايا تنوع وجهات النظر وبيئات العمل التي تتيح الفرص للجميع، على اختلاف توجهاتهم وأعراقهم، ولكنهم يرفضون وجود الخلافات والنزاعات داخل مؤسساتهم، وكأنهم برفضهم هذا يقولون ' إننا لا نريد أن نستمع لآراء مخالفة لأرائنا'. مع أن الخلافات ما هي إلا وسيلة مهمة للتعبير عن وجهات النظر المختلفة، وبالتالي الارتقاء بمستوى العمل في الشركة".
ولو نظرنا إلى المجال العلمي، على سبيل المثال، سنجد أن التجارب وحدها لا تكفي لإثبات صحة النظريات الجديدة، بل يفحصها أيضا باحثون آخرون في المجال ويقدمون الحجج لإبطالها أو إثباتها.
ويرى ستيوارت فيرستاين الأستاذ بجامعة كولومبيا، أن تساؤلات واعتراضات الباحثين الآخرين لا غنى عنها لإثبات صحة النظرية الجديدة وجدواها، حتى لو كانوا يعترضون على أبحاثه شخصيا.
ويقول فيرستاين: "قدمنا مسودة لبحث أعددناه في معملي وكانت معدة للنشر، ثم رصد أحد المراجعين من الباحثين بعض الأخطاء الفادحة فيها. ولولا أن نبهنا هذا المراجع للأخطاء، لكنا مضينا ونشرنا البحث دون أن نتداركها، وكنا سنقع في موقف حرج أمام الجمهور. وقد ظلت حماقتي سرا بيني وبين المراجع".
ويقول فيريستاين: "إن العلوم هي نظام يهدف إلى السماح بالاختلاف في الرأي. وأتذكر أنني كنت أحضر اجتماعات تحولت إلى مشادات كلامية عنيفة بين الحاضرين، ولكن بمجرد ما ينفض الاجتماع يلتقون معا في الحانة ويحتسون المشروبات، وهذه هي الطريقة المثالية التي من المفترض أن نتعامل بها عند الاختلاف. فمهما اشتد الخلاف مع الأخرين، ينبغي أن نحافظ على الاحترام المتبادل بيننا".
قد يبدو لك الأمر صعبا، وربما تظن أنك قد تغضب وتتأثر وتعجز عن تحمل ما ينطوي عليه الجدال مع الأخرين من تحديات دائمة. ولكن أحدا لا يحب أن يكون مخطئا، مهما بلغ حرصه على تحقيق أهداف من وراء اختلاف الرأي، مثل الخروج بأفكار خلاقة أو حلول أفضل للمشكلات أو البحث عن الحقائق المطلقة على الصعيد العلمي.
أولا، سيساعدك اختلاف الرأي في تقييم مدى صحة آرائك مقارنة بتلك المخالفة لها. وتؤكد كلير فوكس من "أكاديمية الأفكار" بالمملكة المتحدة على أهمية هذا الجانب.
وتقول فوكس: "سيسهم الجدل في تقوية حجتك، لأنك ستحاول أن تقارع الحجة بحجة أفضل منها، وهذا سيحفزك على البحث عن أفضل الأدلة التي تؤيد صحة آرائك في مواجهة الآراء المخالفة لها. ومن يدري، لعل الآخر يقنعك ويحملك على تغيير رأيك".
ثانيا، قد يساعدك الاختلاف في الرأي في الاستفادة من الاعتداد بالنفس وحب الذات، بدلا من محاولة إنكارها. ويقول الكاتب جوناثان روش: "إن التحيز والتعصب والعناد، هي بواعث تدفع المرء للخروج بأفضل الأفكار. فأنت لا تريد أن تجلس إلى طاولة اجتماعات مع أناس غير مقتعنين تماما بأفكارهم. بل كل ما تريده هو أن يعرضوا آراءهم على الآخرين لمناقشتها. ثم تستغل الطاقة الناتجة عن قناعاتهم وتحيزاتهم وخلافاتهم في الإثراء الفكري".
ثالثا، ربما تكتشف مزايا غير متوقعة لبعض السمات البشرية غير المعتادة التي قد تُصنف كخلل معرفي، مثل ما يعرف بالانحياز المعرفي، أو الميل للبحث الدؤوب عن أدلة تؤكد تحيزاتنا وآراءنا المسبقة.
ويقول هيوغو ميرسيير، عالم النفس المعرفي: "إذا كنت تفكر بمفردك أو كنت لا تتحدث إلا مع أشخاص يوافقونك الرأي، فأغلب الظن أنك ستجمع الكثير من الأدلة التي لا تؤيد إلا رأيك، وقد يفضي ذلك إلى فرط الثقة بالنفس والاستقطاب".
وقد ألف ميرسيير بمشاركة الأستاذ الجامعي دان سبيربر كتاب "لغز الاستدلال العقلي"، ذكرا فيه أن مواطن الضعف في الاستدلال العقلي قد تصبح مواطن قوة عندما نجادل الآخرين ونفند آراءهم. فإن تقييمنا لآراء الآخرين أفضل من تقييمنا لآرائنا، لأنه مبني على أسس موضوعية.
ويقول ميرسيير: "إذا دار بينك وبين أشخاص ينتمون إلى الطيف السياسي المعارض نقاش ودي، سيدحضون حجتك الضعيفة، وستستمع إلى حججهم التي ترجح كفة التيارات السياسية التي ينتمون لها، وينبغي أن تنتهي الأمور بسلام". ويرى كل من ميرسيير وسبيربر أن الجدال هو مصدر ثراء الفكر الإنساني.
وذلك لأن العقل البشري إن لم يجد ما يحفزه، قد يركن بسهولة إلى الكسل فلا يبحث إلا عن الأدلة التي تؤيد تحيزاته. ولكنك لن تتأكد من صحة أفكارك إلا إذا تهيأت لإقناع الآخرين وإضعاف حججهم والسماح لهم باستخراج مواطن الضعف في حججك وآرائك.
ولهذا أنصحك بأن تدخل في نقاش قوي مع الغير مرة يوميا على الأقل، ليس لمصلحتك فقط، بل أيضا لمصلحة زملائك في العمل والمجتمع ككل.
وأعني بكلمة "قوي" أن يكون منطقيا ولا يتجاوز حدود الاحترام. وكما تقول غالو: "لا يشترط أن يتطاول الناس على الآخرين عند الاختلاف معهم، ولا يشترط أن يوجهوا إليهم إهانة أو إساءة. فقد تختلف مع الآخرين بود ولطف، دون أن تؤذي مشاعرهم".
وكالات