• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

تشابك أو تشظي ... التقاطة من جدار : د. عبدالعزيز الطلحي على الفيسبوك

تشابك أو تشظي ... التقاطة من جدار : د. عبدالعزيز الطلحي على الفيسبوك
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية مسرحية " تشابك" التي فازت قبل أيام في مسرح الجنادرية ٣١ بالطائف لم تكن الجائزة الأولى للنص أو للمؤلف وطاقم العمل كاملاً ولكنها كانت الجائزة رقم (١١) والتي قال عنها مؤلفها أ.فهد رده الحارثي :
"تشابك عمل أحبه ويحبني ، مبارك لأصدقائي في العمل حصدهم لجوائز أفضل عرض ، جائزة النص المسرحي ، جائزة الإخراج المسرحي ، جائزة ممثل دور أول ، جائزة الديكور ، في مسابقة الإبداع المسرحي لمهرجان سوق عكاظ ، ومازال لتشابك بقية ." .

وفعلاً تشابك لها بقية وآخرها مسرح الجنادرية ٣١ .. ويقيناً لازال هناك الأكثر .

لازالت تشابك تستوقف الكثير وتغري المثقف بالكتابة عنها ولاتسمح له أن يتجاوزها دون ذلك ..

وقد كان د. عبدالعزيز الطلحي ممن نشر على جداره في الفيسبوك إضاءة جميلة عن تشابك تستحق النشر كتب فيها :

تشابك .. أو تشظي ..

مدخل
تشابك عنوان المسرحية التي كتبها عراب المسرح فهد رده الحارثي ، وأخرجها المبدع أحمد الأحمري وحظيت بقبول وحصدت الجوائز الرئيسة في الشارقة وسوق عكاظ 11ومهرجان الجنادرية 31 .

1 )
وتشابك في حقيقتها ذات متشظية تنقسم من داخلها انقسام الخلية التي تنتج تؤاما متشابها ، لكل منهما قلقه وصراعه الوجودي في الوقت الذي عليه أن يمضي معه في تشظي الذات ، وتشابك عوالهما من حيث هي حالات ومواقف لها كينونتها الاختيارية ، وعليها التماهي مع عالم يتطلب مواقف تضاد الاختيار في كثير من أحايينها .

2 )
إنها ذات ( متشظية ) ولكنها متشابكة من حيث حقيقة مستويات التشظي الذي لا يسمح بالانفصال الكلي للذوات المتشظية بدءا بـ :
- القلق الذاتي ( الحقيبتان واللعبة بل اللعب )
- القلق الاجتماعي ( الفساد والأخبار الكئيبة )
- القلق العاطفي ( اجتماعي بوجه ما ) حالة الحب والبوح .
- القلق اللغوي / الوجود اللغوي ( الحقيبة التي فيها أشياؤنا هي اللغة ) .

3 ) تقنية المرآة :
أنجز فهد ردة باللغة نصا يتحرك على الورق أو اللسان، وكأن الذات المتشظية أمام صورتها ، فإذا كانت اليد اليمنى تُرى يسرى في المرآة فإن الكلام يصبح مقلوبا في النص بين اثنين هما واحد في الأصل ؛ كما جاء في المقدمة في أفعال الآخر المسندة للذات : أحتويني / أضمني / أدثرني .. وعبارات أخرى مثلها عبر النص )
أو عبارتي ( لم نرحل من يوم خرجنا / لم نخرج من يوم رحلنا) بين الذاتين ، ومثل : ( تلك التي في يدك حقيبتي / وهذه التي في يدي حقيبتك ) ويكون للمؤلف لقصود دلالية حين لا يكرر الجملة بنفس ترتيبها و إسناد ضميري المتكلم والخطاب ) ، أو حوار الذات : ( أنت هنا / هنا وأنت ( المعية أو الحالية المنتقلة ) وعلى نحو فني عريض في لعبة المحقق والمتهم ، تلك اللعبة ذات الأدوار المتشابهة ( ضع لكل جواب سؤالا مثلا )

4 ) تقنية التكرار
تكررت عبارة ( الأشياء تبدأ كالألعاب ثم تتحول لحقائق / الحقائق هي ما يقود البشر للنهايات ) وهل اللغة إلا لعبة نصدقها ، اللغة التي نوجد بها الوجود ونستحضر العالم ، وتحدث في أنفسنا وفي العالم أثرا ، اللغة تخرجنا وتشظينا وتعيد جماع أمر ذواتنا )
( .. لكي تكون حقيقتك يجب أن تكون لغتك )

ومثلها عبارة
( الحب المرتبك كالريح لا يقين له
الحب يقين
الحب المرتبك لا يعرف اليقين
الحب المرتبك لا يقين له
الحب اليقين لا يعرف الشك )

5 ) شعرية النص
مقاطع كثيرة من النص كانت شعرية الصياغة خاصة لما توسلت الذات بالحب والبوح والشعرية الذي بشر به الكاتب على لسان إحدى الذاتين ، حين قال في مقطع متقدم : (أطفيء بالكلمات جمرة انتظاري وعذابات ذكريات مللت استرجاعها كلما خنقتي انتظار غائب قد يأتي وقد لا يأتي ) وحديث الانتظار الذي ظهر في هذا الاقتباس ،هو الذي مهد لتشابك حالة البوح والحب في الربع الأخير من النص .
وحين استبدت الذاتان بالبوح عن الحب :
‏‎"ممثل 1 / ضاربات الودع ، زاهيات النظر ،يقصصن حكايات جمعت منذ الف عام ، حيث الحب موسوم على أسوار المقابر ، مصلوب على جدران عتيقة ، أغمضت عينيها وتمتمت بحديث لم استبين حروفه ثم استدارت وجمعت شعرها لها "

‏‎"ممثل 2 / طفلان كبيران كنا نملك عناد الريح وسطوة الجبال ، كان لنا نفس النسيج ، نسجنا من أسطورة لنا بيتاً من التاريخ للتاريخ ، لم تهدأ الريح ولم يتحرك الجبل ، عاصف وأنت ساكن ، ساكن وأنت عاصف ، وبينا ألف وردة ومساحة من اليقين "
( وحالة التشابك تتجلى في تلقي النسبة بين عناد الريح وسطوة الجبال ) تماهيا مع الكاتب ، أو تسأولا عن انحراف مضمر يطرح تساؤلا لم ليست ( سطوة الريح وعناد الجبال )

6 ) علو الشعر
فهد ردة يمسك بخطام بوحه جيدا إذا لامس الشعر إنشاء وإيقاعا ، ولذلك يكسر ولا يتمادى ، يرتد ولايمضي مع إيقاع ظاهر هو الوزن إلى إيقاع مخبوء في اللعب باللغة والصور والتكرار ، يقول في مقاطع من المسرحية :

هنا ضاربات الودع
زاهيات النظر

ثم ينصرف

للوقت بوصلة الطريق
ولنا الذل والمسكنة

ثم ينصرف

لكم الويل من قارئات الودع
قارئات الفناجين
يضعن ( خطا ) في الأرض للحب
لوهم طويل

ويغادر الإيقاع الظاهر بتقديم ( خطا )

ليس من شيء يقال
كلما قلنا جديدا
هبت الريح فطار

6 ) التناص

من منزع متلقٍ حين قرأت :

هذا الرصيف البعيد القريب تداعى لي قول الثبيتي :
مسّه الضر هذا القريب البعيد
المسجى بأجنحة الطير

وحين قرأت :
للوقت بوصلة الطريق
ولنا الذل والمسكنة

تداعى لي إيقاعا قول الثبيتي :

من يقاسمني الجوع والشعر والصعلكهْ
من يقاسمني نشوة التهلكهْ ؟؟
أنت اسطورة أثخنتها المجاعاتُ
قل لي :
متى تثخن الخيل والليل والمعركهْ .