تقنية النانو .. حُلمٌ بلا ذراعين
07-19-2018 05:17 مساءً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية تقنية النانو التي لا حدود لها إلاّ في أفكارنا»، كانت هذه هي الجملة الافتتاحية من حلقة البرنامج التلفزيوني العلمي ديسكفري نيوز في العام 2009م، عندما كنت أشاهدها بعد قضاء يوم طويل في مدرستي المتوسطة، أثارت الحلقة فضولي حيال تقنية النانو وقدرتها على تحسين حياتنا، إذ كان لهذه الجملة وقعٌ كبير عليّ وأطلقت العنان لاهتمامي المتزايد بهذا المجال.
زاد شغفي بتقنية النانو مع تقدمي في المراحل الدراسية، وكان جهاز الكمبيوتر بفضائه الواسع، هو الطريقة الوحيدة لإشباع فضولي حول ما بدا لي كالسحر. خضت تحديًا خلال محاولتي لأروي عطشي الدائم للمعرفة في مجال تقنية النانو والمجهول، حتى التقيت بالدكتور زين يماني، المدير المؤسس لمركز التميّز البحثي لتقنية النانو بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عندما كنت في الأول الثانوي.
فكان الدكتور يماني هو من دعمني وحفزني على متابعة شغفي ومعرفة مزيد عن تقنية النانو، سواءً كان في المختبر أم في المكتب، حينها تعلمت أن العقبات التي تحول بين نمو ونجاح أي تقنية، تعتمد إلى حد كبير على توفر المواد، وبما أن كل فرع من فروع الهندسة يعتمد على عجائب علوم المواد بطريقة أو بأخرى، فقد بت مقتنعًا بتركيز دراستي الجامعية على مواد العلوم والهندسة.
وبعد تخرجي في مدرسة الظهران الثانوية عام 2013م، التحقت ببرنامج الابتعاث الجامعي لغير الموظفين في أرامكو السعودية، من أجل الحصول على شهادة البكالوريوس من الخارج، وتم قبولي لدراسة هندسة البترول. فكانت رغبتي في الانضمام إلى أرامكو السعودية إلى جانب شغفي بتقنية النانو هما من رسما مساري الوظيفي، الذي تمثل في ترك بصمتي في صناعة البترول من خلال هندسة مواد نانو جديدة وتحسين المواد الموجودة حاليًا.
كنت أبحث عن الفرصة لربط الواقع الغريب لمواد النانو، مع احتياجات البحث والتطوير في صناعة البترول. وعندما تحدثت للمرة الأولى مع مدير إدارة مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة آنذاك، حول تغيير تخصصي من هندسة البترول إلى علوم وهندسة المواد، وافق على طلبي دون أي ترّدد.
وكما تجذب تقنية النانو اهتمامي بشكل كبير، يجذبني كذلك واقع أننا نعيش في عصر أصبح فيه الخيال العلمي جزءًا من حياتنا اليومية. ولقد عملت في جامعة ولاية بنسلفانيا على برنامج بحثي، لتحسين أجهزة الاستشعار الدقيقة الحجم لقياس ورصد تلوث الهواء، أعطتني هذه المحاولة لمحة بوجود وضع أكثر استقلالية من الدراسة، ونظرة خاصة لما يُسمى بعالم النانو. وشاركت في مسابقة لحل أحد التحديات الكبرى في القرن الحادي والعشرين، حيث كنت جزءًا من فريق من الطلاب ينافسون فرقًا أخرى حول مشروع بحثي لمدة أربعة أشهر. كان مشروع فريقي هو تصميم مواد ثنائية الأبعاد متخصصة في الخلايا الشمسية، لجعل مشاريع الفضاء الشمسية مجدية ماديًا، وهذا المشروع له صلة بالأبحاث الجارية الممولة من وكالة ناسا. وقد تلقى مشروعنا ردود فعل إيجابية جدًا ونجاحًا كبيرًا، وتمكنت كذلك من استكشاف النمذجة والمواد الحاسوبية وتطبيقها على المشاريع الهندسية في العالم الحقيقي.
وازداد شغفي بتقنية النانو والإيمان بقدرتها على تحويل صناعة البترول بشكل كبير، عند انضمامي لفريق تقنية هندسة المكامن في مركز إكسبك للأبحاث المتقدّمة، من خلال مهمة عمل صيفية في يونيو 2017م، وخلال هذه المهمة، التحقت بفريق التدخل والاستشعار الموضعي في مشروع يهدف إلى تعزيز استخلاص النفط باستخدام تقنية النانو داخل الشركة، تسمى نانوسيرفاكتانتس. وقد أعددت مجموعة من تركيبات نانوسيرفاكتانت في مياه البحر، لاختبار ومقارنة أدائها تحت ظروف المكامن، بهدف تحديد أكثر الصيغ كفاءةً وأداءً كعامل للتخفيف بمياه البحر.
وقد حالفني الحظ بالعمل جنبًا إلى جنب مع الخبراء الفنيين، واكتساب الخبرة المباشرة من العلماء ذوي المكانة العالمية، ومرافق البحوث الحديثة في وطني. وساعدني هؤلاء الخبراء بكل محبة على تطوير مهاراتي ووجهات نظري بشكل ملموس، وأصبح بإمكاني تعلم مهارات والتعرف على أدوات وتقنيات جديدة، وخوض تحديات جديدة. وفي نهاية المهمة، زاد فضولي بتقنية النانو أكثر من أي وقت مضى، حيث شهدت بشكل مباشر كيفية توسيعها لأدوات هندسة البترول ومعارفها وممارساتها المتاحة حاليًا في أرامكو السعودية.
ويقول الكاتب الأمريكي روبرت فروست: «أعطتني المساحة التي أحتاج»، عندما سُئل عن سبب تفضيله لكتابة قصائده على كراسي من دون ذارعين، وأظن أن فروست كان بحاجة إلى مساحة كافية لنظم قصائده، كما احتجت أنا إلى البيئة المناسبة لتطوير وتطبيق علم المواد النانوية التي بدأت أتعلمها منذ أن وعيت عليها، وليس هناك أفضل من مركز إكسبك للأبحاث المتقدّمة كبيئة مثالية لتحقيق ذلك، «ذلك الكرسي عديم الذراعين» هو ملهمي لتطوير وتوسيع نطاق شغفي بتقنية النانو. ولقد عقدت العزم على إحداث فرق في صناعة البترول من خلال الإسهام بفاعلية في الابتكار والتطورات التقنية في هذا المجال الرائع للبحث للسنوات المقبلة.
متابعات
زاد شغفي بتقنية النانو مع تقدمي في المراحل الدراسية، وكان جهاز الكمبيوتر بفضائه الواسع، هو الطريقة الوحيدة لإشباع فضولي حول ما بدا لي كالسحر. خضت تحديًا خلال محاولتي لأروي عطشي الدائم للمعرفة في مجال تقنية النانو والمجهول، حتى التقيت بالدكتور زين يماني، المدير المؤسس لمركز التميّز البحثي لتقنية النانو بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عندما كنت في الأول الثانوي.
فكان الدكتور يماني هو من دعمني وحفزني على متابعة شغفي ومعرفة مزيد عن تقنية النانو، سواءً كان في المختبر أم في المكتب، حينها تعلمت أن العقبات التي تحول بين نمو ونجاح أي تقنية، تعتمد إلى حد كبير على توفر المواد، وبما أن كل فرع من فروع الهندسة يعتمد على عجائب علوم المواد بطريقة أو بأخرى، فقد بت مقتنعًا بتركيز دراستي الجامعية على مواد العلوم والهندسة.
وبعد تخرجي في مدرسة الظهران الثانوية عام 2013م، التحقت ببرنامج الابتعاث الجامعي لغير الموظفين في أرامكو السعودية، من أجل الحصول على شهادة البكالوريوس من الخارج، وتم قبولي لدراسة هندسة البترول. فكانت رغبتي في الانضمام إلى أرامكو السعودية إلى جانب شغفي بتقنية النانو هما من رسما مساري الوظيفي، الذي تمثل في ترك بصمتي في صناعة البترول من خلال هندسة مواد نانو جديدة وتحسين المواد الموجودة حاليًا.
كنت أبحث عن الفرصة لربط الواقع الغريب لمواد النانو، مع احتياجات البحث والتطوير في صناعة البترول. وعندما تحدثت للمرة الأولى مع مدير إدارة مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة آنذاك، حول تغيير تخصصي من هندسة البترول إلى علوم وهندسة المواد، وافق على طلبي دون أي ترّدد.
وكما تجذب تقنية النانو اهتمامي بشكل كبير، يجذبني كذلك واقع أننا نعيش في عصر أصبح فيه الخيال العلمي جزءًا من حياتنا اليومية. ولقد عملت في جامعة ولاية بنسلفانيا على برنامج بحثي، لتحسين أجهزة الاستشعار الدقيقة الحجم لقياس ورصد تلوث الهواء، أعطتني هذه المحاولة لمحة بوجود وضع أكثر استقلالية من الدراسة، ونظرة خاصة لما يُسمى بعالم النانو. وشاركت في مسابقة لحل أحد التحديات الكبرى في القرن الحادي والعشرين، حيث كنت جزءًا من فريق من الطلاب ينافسون فرقًا أخرى حول مشروع بحثي لمدة أربعة أشهر. كان مشروع فريقي هو تصميم مواد ثنائية الأبعاد متخصصة في الخلايا الشمسية، لجعل مشاريع الفضاء الشمسية مجدية ماديًا، وهذا المشروع له صلة بالأبحاث الجارية الممولة من وكالة ناسا. وقد تلقى مشروعنا ردود فعل إيجابية جدًا ونجاحًا كبيرًا، وتمكنت كذلك من استكشاف النمذجة والمواد الحاسوبية وتطبيقها على المشاريع الهندسية في العالم الحقيقي.
وازداد شغفي بتقنية النانو والإيمان بقدرتها على تحويل صناعة البترول بشكل كبير، عند انضمامي لفريق تقنية هندسة المكامن في مركز إكسبك للأبحاث المتقدّمة، من خلال مهمة عمل صيفية في يونيو 2017م، وخلال هذه المهمة، التحقت بفريق التدخل والاستشعار الموضعي في مشروع يهدف إلى تعزيز استخلاص النفط باستخدام تقنية النانو داخل الشركة، تسمى نانوسيرفاكتانتس. وقد أعددت مجموعة من تركيبات نانوسيرفاكتانت في مياه البحر، لاختبار ومقارنة أدائها تحت ظروف المكامن، بهدف تحديد أكثر الصيغ كفاءةً وأداءً كعامل للتخفيف بمياه البحر.
وقد حالفني الحظ بالعمل جنبًا إلى جنب مع الخبراء الفنيين، واكتساب الخبرة المباشرة من العلماء ذوي المكانة العالمية، ومرافق البحوث الحديثة في وطني. وساعدني هؤلاء الخبراء بكل محبة على تطوير مهاراتي ووجهات نظري بشكل ملموس، وأصبح بإمكاني تعلم مهارات والتعرف على أدوات وتقنيات جديدة، وخوض تحديات جديدة. وفي نهاية المهمة، زاد فضولي بتقنية النانو أكثر من أي وقت مضى، حيث شهدت بشكل مباشر كيفية توسيعها لأدوات هندسة البترول ومعارفها وممارساتها المتاحة حاليًا في أرامكو السعودية.
ويقول الكاتب الأمريكي روبرت فروست: «أعطتني المساحة التي أحتاج»، عندما سُئل عن سبب تفضيله لكتابة قصائده على كراسي من دون ذارعين، وأظن أن فروست كان بحاجة إلى مساحة كافية لنظم قصائده، كما احتجت أنا إلى البيئة المناسبة لتطوير وتطبيق علم المواد النانوية التي بدأت أتعلمها منذ أن وعيت عليها، وليس هناك أفضل من مركز إكسبك للأبحاث المتقدّمة كبيئة مثالية لتحقيق ذلك، «ذلك الكرسي عديم الذراعين» هو ملهمي لتطوير وتوسيع نطاق شغفي بتقنية النانو. ولقد عقدت العزم على إحداث فرق في صناعة البترول من خلال الإسهام بفاعلية في الابتكار والتطورات التقنية في هذا المجال الرائع للبحث للسنوات المقبلة.
متابعات