• ×
الخميس 21 نوفمبر 2024 | 11-20-2024

قراءات تاريخية

0
0
 —-
لابد أن يُقرأ التاريخ عبر سياق متصل (فأي حكاية لا تتضح معالمها إلا باتصال سياقها) ..
‏بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وخروج بريطانيا وفرنسا بخزينة فارغة طرحت أمريكا مشروع "مارشال" ، وهو أن تقوم الإدارة الأمريكية بدعمهما في مواجهة الإفلاس مقابل أن تتسلم ملفات الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا ، بعد ذلك شهدت الأربعينات تنافس بين أمريكا وبريطانيا استخباراتياً والمطّلع على الأحداث يعرف ذلك جيداً ،
ويتضح من خلال دعم الانقلابات ودعم الأحزاب السياسية : بعثي ، اشتراكي ، قومي ، ناصري ، اخوان ... الخ ، وصعود قوى حاكمة وسقوط أخرى .. !

بدأ التنافس فعلياً بحركة الضباط الأحرار عام ٥٢ وهو انقلاب على السياسة البريطانية في مصر . وتم اختيار جمال عبدالناصر الذي دُعم حتى استلم السلطة وماتلى ذلك من أحداث.ظاهرها عروبي قومي ، وباطنها يصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل ، وكذلك مقتل الملك فيصل بالعراق والوصي على العرش آنذاك عام ٥٨ واستلام السلطة من قبل عبدالكريم قاسم من مظاهر هذا التنافس . .
ثم قيام تحالف بين الحزب القومي بقيادة عبدالسلام عارف وحزب البعث بقيادة أحمد حسن البكر أدى إلى اغتيال عبدالكريم قاسم واستلام عبدالسلام عارف للسلطة لفترة قبل اغتياله بانفجار طائرة غامض ، بعدها قام حزب البعث بقيادة أحمد حسن البكر بانقلاب واستلم السلطة ومابعد ذلك من أحداث ادت إلى وصول صدام حسين إلى رئاسة الجمهورية .
‏نفس خطوات صعود جمال عبدالناصر .. فهل الداعم لهما هي جهة واحدة ؟ ..
‏(عند دراستي لشخصية صدام وربطها بالأحداث والمؤامرات التي أوصلته للحكم اكتشفت أن ذكائه ليس بالمستوى الذي يؤهله لهذا المتسوى من التخطيط ) .. !
‏ثم من دفع صدام إلى إعلان الحرب على إيران بعد أشهر من استلام الخميني للسلطة في ايران ؟ والمراقبون للأحداث يعلمون أنه يمكن إيقاف الحرب ببساطة .

ثم لماذا ظهرت امريكا على السطح بعد تفوّق الجانب الإيراني في الحرب بعد عام ٨٢م ؟..
وكيف قام ريجن بإرسال رئيس الـ CIA إلى العراق لتزويد صدام بصور للأقمار الصناعية عن تحركات القوات الإيرانية ؟..
‏علماً أن العلاقات الأمريكية العراقية كانت مقطوعة آنذاك .

في سوريا سلسلة من الأحداث والانقلابات
‏أوصلت حزب البعث للسلطة بقيادة حافظ من خلال سيناريو شبيه بأحداث العراق ومصر ،
‏وعند قراءتنا للأحداث ضمن سياق متصل منذ مابعد عام ١٩٤٤م إلى وقتنا الحالي
‏نجد أن هناك لاعب سياسي واحد فقط
‏أ وصل المنطقة إلى ماهي عليه الآن .

لاعب واحد .. لا يتوانى عن الكذب والخداع والتزوير والخيانة واستغلال العملاء واستنزاف ثروات الدول ودعم الانقلابات والثورات وإشعال الحروب .
‏من يحاسبه على ماجنت يداه ؟
‏وهل فقد هذا اللاعب زمام السيطرة ؟
‏وهل نشهد صعود منافس يعيد الأمور الى نصابها ؟ .. الأيام حُبلى .





سلطان بن عمّاش المطرفي
‏إعلامي و كاتب ⁦‪@5M5SS‬⁩
‏٢٨-٢-٢٠٢١ م