• ×
الإثنين 16 سبتمبر 2024 | 09-15-2024

هل أصبحت القبيلة مذمة عند من لايفقه ؟! ..

0
0
 —

القبيلة جماعة من الناس تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى أو اسم حلف قبلي يعدّ بمثابة جد، وتتكون من عدة بطون وعشائر ، وغالبًا ما يسكن أفراد القبيلة مكاناً مشتركاً ، ويتحدثون لهجة واحدة ، ولهم هوية وتاريخ وثقافة متجانسة ومشتركة .
مفهوم القبيلة هذا موجود ومعروف حيث تنتشر القبائل في كل قارات العالم، منها ما اندثر كما هو الحال مع بعض القبائل الأوروبية مثل الجرمانيين، ومنها ما كاد يندثر مثل قبائل الهنود الحمر في أمريكا الشمالية والجنوبية، ومنها ما ذاب في المجتمعات الحضرية المتاخمة كما هو الحال مع بعض قبائل جنوب غربي آسيا.

وهنا لست بصدد الحديث عن القبيلة كمكوّن موجود ومعروف ولكن أردت الإشارة إلى أنها صورة طبيعية موجودة داخل المجتمعات ولعل الذي يستوقفني في الحديث عنها سؤال عن السبب في محاولة بعضهم جلد صورة القبيلة استخفافا بها أو اتهاما لأبنائها بالتخلف والرجعية وعدم التحضّر أو العنصرية .. وقذفهم بصفات معيبة ، فهل يرجع ذلك لشيء من عدم المعرفة لاختلاف الأصول ، أو الجهل بهم ، أو أن ذلك لهدف وهوىً في نفس غير سوية تنال من غيرها ؟!

القبيلة عند أبناءها رمز للانتماء للموروث للقيم نوع من احترام وتقدير ، يحافظ أبناء القبيلة على كل ذلك في صدورهم حيث الحضارة في المدن وحتى لو سافروا وطالت غربتهم ، تظل عاداتهم هوية يرفضون التخلي عنها كونها تاريخهم وأجدادهم وموروثهم الذي يشعرهم بالاعتزاز حبا وتقديرا ، ولعلي لا أبالغ حين أقول تلك خصلة تجمع أبناء القبائل ويتميزون بها .
لو ابتعدنا قليلا من جانب آخر سنجد أن الانتماء الذي يسكن صدورهم للقبيلة تمتد جذوره للوطن لتاريخه لقادته فالجميع تاريخ واحد وأمجاد مؤثلة يجتمعون للدفاع عن وطنهم الرمز لكل القيم التي نشأوا عليها والانتماء والولاء الذي يعد من صميم صفاتهم التي ينخرطون للدفاع عنها أمام أي عدوان كيفما كان نوعه .
وببساطة ووضوح هذا لسان حال القبائل في المملكة العربية السعودية ، وهنا مربط الفرس هنا العقدة والشاهد ، فمما هو معروف أن هناك الكثير من المتربصين بهذا الوطن وتراثه وهويته وثرواته فكانت محاولات متعددة بائسة كإثارة الطائفية والمناطقية ، ومحاولات خطف الهوية أو انتقاصها والتقليل من شأن أبناء الوطن سخرية من لهجتهم وفكرهم ومحاولة انتقاص قدرهم بين تلميح وتصريح - من البعض القليل وليس غيرهم -وصولاً لمحاولة تفتيت الأسرة بزرع أفكار لاتتفق وطبيعة حياتنا ونشر الفكر النسوي المنحل وتحريض الفتيات على الهروب وتبنى أفكار إلحادية وانتقالا إلى اتهام أبناء الوطن بالعنصرية عند التصدي لكل تلك المحاولات ..!

فُضلة المداد :
بعضهم يحاول أن يجعل من القبيلة مذمة من خلال وصفها بالرجعية والتخلف متناسين أنها أنجبت من بنى تاريخ هذا الوطن والقبيلة أيضاً أخرجت أجدادنا العظام وصولاً إلى أننا أمام عقول تبني حضارة وطننا اليوم الذي أصبح حديث العالم برؤية هي مفخرة لجميعنا ..
لنخبر الأجيال أن هويتنا مفخرة وقبيلتنا اعتزاز ووطننا انتماء ، والمحافظة على مكتسباته وثرواته واجب ، ولقيادتنا ولاء على السمع والطاعة في المنشط والمكره .