• ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024 | 12-26-2024

فهد رده حكاية لاتقبل الجمع .. فمتى نحظى بالمهرجان المسرحي الأول الذي يحمل اسمه ؟..

0
0
 
image

بداية :
فهد رده الحارثي ذلك الرجل الذي عرفناه قربا عندما قدم لنا دورة أساسيات المسرح ، كان يتحدث معنا ، يعرض بضاعة فكره ، يخبرنا عن المسرح وكأنه يرى شيئا أمامه ، شيء يعرفه جيدا ، شيء يجيده باقتدار ، ويتمكن من الحديث عنه بصورة مختلفة ، جعلنا ننظر من خلاله لعظمة المسرح ، أجمل لنا تجربته بصورة أنيقة ، أخذنا حيث المسرح بطريقة لايقدر عليها سوى فهد رده نفسه ..!

لا أبالغ إن قلت أن الوقت غادرنا سريعا ونحن نُحلق في عوالم العراب الحارثي ..

الأغرب من ذلك كان تأثيره على المكان وتفاعله مع الحضور ، وكأنه يعرف الجميع وكأنه يخاطب كل واحد فينا حتى لانبتعد عمايقدمه ويتحدث عنه ، فإن قرأ كان صمت المكان حديث ، كان كل شيء منصت ، يقرأ فنرى ماقرأه من خلال التلوين الصوتي الذي عانق خيالنا ، كأننا أمام صندوق مسرحه وهو المسرحي الذي يصول ويجول بفكرنا فنرى مايتحدث عنه بصوته الهاديء الرصين المنساب الذي يتسلل إلى فكرنا كما يشاء أن يفعل .

ذلك فهد رده الذي عرفته مع مجموعة من المتدربين والمتدربات في أدبي جدة قبل أعوام ، لتكون بداية اقترابنا من شخصية تمثل ثقلا كبيرا في عالم المسرح ، لايكفيك أن تسمع عنه أو تقرأ فكره أو تشاهد احدى مسرحياته التي كتبها ، ولكنك ترى كل ذلك حين تلتقيه ويجلس أمامك ويتحدث عن مسرحه عن المسرح الذي يحب .

وماذا بعد ذلك ؟!..
كان شغفا وأصبح حقيقة ، لم يعد يكفي أن تسمع عن فهد رده بل لابد أن تنتقل لمرحلة أخرى .. وقد حدث ..
كان لابد أن أتابع مسرحياته التي كتبها رغم صعوبة أن أجد جميعها لقلة التوثيق في العروض الحيّة ولكن وجدت العراب في كل مايكتب ، في مواقع التواصل ، في مؤلفاته ، في لقاءاته ، في مشاركاته ، فكره أسلوبه تفرده مفردته التي يقولبها واشتقاقه لها وتقليب المعاني ، هناك دلالات فلسفية وهناك عمق إنساني ، هناك مشروع وهناك قضية وهناك مجتمع ، هناك تمكن في اختيار الفكرة والسفر إلى عوالم بعيدة هناك خلق جديد للصورة والتراكيب ، هناك فهد رده بكل اقتدار وتمكن ..!

كان عراب المسرح فهد رده عالم آخر يختلف عن غيره ، لعلي أخبر القاريء الذي يعرف جيدا من هو فهد رده المسرحي الذي أصبح أيقونة عربية ورمزا يمثل تواجدا حقيقيا لكل من يسأل عن مكانة مسرحنا السعودي بين المسارح العربية العريقة ، كان زخما من الانشغال والتواجد والعمل في مشاريع كثيرة ، ورغم ذلك كنت كغيري أطمح أن أحظى بلقاء معه ، تجرأت وقلت : نحن في بداياتنا فهل تقبل أن تكون ضيفا على صفحاتنا الإلكترونية ، وبكل تواضع أجاب : يسعدني ذلك .. !

الحديث عن فهد رده يحتاج فصولاً وزمنا ويحتاج دراسة من جوانب كثيرة ، ولاغرابة أن يتم تكريمه محليا وعربيا ودوليا أيضا ، هو مدرسة نتمنى أن يُستفاد منها ، نتمنى من هيئة الثقافة من الأمير بدر الفرحان أن يسبق الزمن ونحن في هذا العهد الذي نقلتنا قيادتنا إلى مرحلة متقدمة جدا حضاريا وفكريا وثقافيا ، أن يكون هناك معهد عالٍ للفنون المسرحية يُدرس فيه فكر فهد رده الذي أصبح العالم العربي يتناقله ويقدمه من خلال مؤلفاته المسرحية لينشأ لدينا جيل مثقف مسرحيا قادر أن يكمل مسيرة هذا العراب حفظه الله .

فهد رده الحارثي تم تكريمه في أكثر من محفل ولكن أتمنى أن تُقام دورة المهرجان المسرحي السعودي الأولى -دورة فهد رده ، تكريما لدوره وتاريخه في رفع اسم المملكة في المهرجانات العربية المسرحية خارج الوطن .

فُضلة المداد :

شكرا فهد رده الإنسان ، الإعلامي ، المثقف ، المؤلف المسرحي .. شكرا لأننا نعيش في وطن واحد لتكون لنا فرصة أن نتعلم منك وأن نباهي بالمبدعين أمثالك في وطننا السعودية .
وتظل متفردا وجمعنا يعلم ..!