• ×
الخميس 19 سبتمبر 2024 | 09-18-2024

الحقيقة التي غابت عن تسريباتهم ..!

0
0
 الصحافة الصفراء ، الصحافة المتصيدة ، أو لنقل تلك التي تقتات على الإثارة غير عابئة بالمهنية والبحث عن الحقيقة ، ينصب اهتمامها على خبر يستقطب القاريء ، هدفها أن تتصدر المشهد في كل حدث ، وعنوانها يستأثر باهتمام الجميع ليكون التركيز عليه بالدرجة الأولى ، مشتق من جواب لأسئلة الناس حوله ، ويعنيهم بالدرجة الأولى الوصول إليه للحصول على الإجابة أو إرضاء فضولهم بمعرفة أمر متداول .

الأمر يخلو من المهنية ، لايحتاج كثير وقت ، ولايحتاج بذل جهد لاقتناص الخبر ، الخبر متوفر ومتداول وهناك أسئلة مثارة وهناك اهتمام من الرأي العام حسب نوع الخبر الموضوع أو القضية ..
ولكنه يحتاج نوعا من الخبث والمكر في صياغة العنوان اللاقط أو الجاذب ومعرفة أحداث الساعة واهتمام الناس ونوع القضايا التي في محيطهم أو بالقرب منهم وربما تكون حدثا عالميا .

نتفق بداية أن هذا النوع من الصحافة بعيد عن المهنية يعمل لزيادة أعداد المبيعات في الصحف الورقية ، وفي العالم الرقمي حدث مايشبه ذلك ليكون الهدف زيادة أعداد القراء ، ويدخل فيها الجانب المادي في بعض الدول أيضا .

إذا هي لاتهتم لمصداقية الخبر الذي تنشره تقوم على الانحياز وتعتمد بالدرجة الأولى على المبالغة لتكون قوتها في عامل الجذب فقط .

بدأ هذا النوع من الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية حين أنشأها الناشر والصحفي ويليام راندولف هيرست (1863- 1951) وكانت على ورق أصفر زهيد الثمن ، نشر من خلالها أخبار الفضائح والجرائم معتمدا على الإثارة .

ذكرني بهذا النوع من الأخبار مارأيته خلال شهر أكتوبر المنصرم وحتى يومنا ، مما قامت به بعض الصحف العالمية وعدد من وكالات الأنباء التي عُرفت بتاريخها وأخبارها لتتحول فيما قدمته من أخبار إلى صحافة شبيهة جدا بل تكاد أن تكون مطابقة لأخبار الصحف الصفراء التي ذكرتها .

مقتل الصحفي جمال خاشقجي أمر سعودي بكل تفاصيله ومعطياته التي عرفها العالم حتى اللحظة
جعلته بعض الصحف الدولية والعالمية المتحولة عن مهنيتها إلى صحافة صفراء فكان شغلها الشاغل بعيدا عن المهنية والاحترافية في نقل الخبر أو توثيقه
بدأت أخبارها منذ الدقائق الأولى في إبراز الحدث بأكثر من قصة معتمدة على التسريبات والتلميحات والتكرار .

كانت إثارة قصة مقتل جمال خاشقجي نموذجا حيا ماثلا للعيان قالت فيه الصحافة الصفراء كلمتها بكل الألوان الباهتة والضبابية في سباق مثير حول الأحداث والشخوص والزمن ، تم الحديث عن الخطف والقتل قبل معرفة الحقيقة بأيام ، تم تسريب سيناريوهات حركت خيال تلك الصحف والقنوات لصنع إثارة خاطبت المجتمع الدولي كاملا ..!

تمكنت تلك الصحف من ضخ أخبارها المثيرة بقوة بصورة متواصلة حتى تظل مسيطرة على ذهن المتتبع للخبر ، تمكنت من إحداث صدمة للجميع وعتادها وعدتها مصادر غير معروفة وتسريبات مبتورة لامصداقية لها ، ولأنها انتهجت نهجا أصفرا تمكنت من إحداث نوع من الفوضى في نشر أخبار متلاحقة متداخلة تتحرك بين تكرار وحذف وإعادة، حتى أصبح بعضها لايحمل من الخبر سوى العنوان فقط ، وتستكمل المتن من أخبار متعددة منشورة عمدت إلى جعلها كسلسلة لتتكون مادتها الفقيرة .

منذ الثاني من أكتوبر وتلك الصحف والوكالات واحدى القنوات الهابطة انشغلت وتفرغت لملاحقة نشر مسرحية حول مقتل خاشقجي ، لاتتوقف عن ضخ تفاصيلها المسربة لتحافظ على إثارة القاريء بأخبارها الزائفة ليصدق ويتقبل الأمر وكأنه الحقيقة التي قدمتها له .

استمر ذلك والقضية قيد التحقيق في أيد سعودية تتابع العمل ، تكونت بأمر خادم الحرمين -حفظه الله-ولازالت تجمع الأدلة وتستكمل العمل ..

بدأ العالم يتنبه من صدمته وزخم الأخبار المتواصلة لتتولد لديه أسئلة يبحث عنها ، ولّدت لديه استيعابا لما تم نشره ، وبدأ يسأل ويبحث عن الحقيقة رافضا الزيف المقدم له ، وطرحت القضية على مواقع التواصل ليتأكد أكثر الوعي الذي تكّون والرفض الواضح للأخبار المختلقة .

الحقيقة التي غابت عن تسريباتهم وافتعال الإثارة لن تنفع معها الصحف الصفراء ومن يدعمها .ومن يقف خلفها ..!
الحقيقة ستعلنها السعودية بعد جمع كافة الأدلة وبعد الانتهاء من التحقيقات كاملة ليصدر الحكم فيها بعيدا عن ضجيج ألوانهم وإثارتهم .

فُضلة المداد :
أراد بعض الحاقدين النيل من المملكة واستغلال مقتل جمال خاشقجي واستخدموا الضخ الإعلامي وافتعلوا الإثارة وجندوا الكثير من قوى الشر ، إلا أن الله غالب أمره ..
السعودية راسخة ثابتة لاتهزها المواقف تحت ظل قيادة حكيمة وشعب عظيم .