• ×
الخميس 19 سبتمبر 2024 | 09-18-2024

اليتيمُ قائدٌ فذ

0
0
 نحنٌ نعيشُ في موطنِ توحيدٍ وسلام ، ووحدةٍ واجتماع صف ، والأملُ الجميل ، والحُلمُ الكبير ، يحدُّونَا جميعًا ويحثُ أقدَامَنا للمحافظة على نجاحاتنا وأمجادنا ، وأن نرقى أكثر فأكثر في سُلَّمِ العلم والعمل والتقدم ، واجتماعِ الصف ، ونبذ ودحرِ كُلِّ خلاف ، وأن نحافظ على ثوابتنا الوطنية ، وهويتنا الإسلامية ، فبلادنا بحمد الله تستمد نظامها ومنهجها من كتابِ اللهِ وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهي تحرص دائمًا على نفع ودعم شعبها في جميع مجالاته ، حتى يكون شعباً متقدماً في كُلِّ شؤونه ، متميزاً في جميع علومه ، وفي أولهم ومقدمتهم ذلك الشبل الناضج ، والعقل البارع ، والمفكر والمخترع العظيم : اليتيم ، القائد الفذ ، باني الأجيال ، والساعي بالخير والوصال ، فاليتيم دائمًا لسان حاله أن يكون ممتطياً صهوةَ العزِّ والمجد والسُؤْدَد ، والعلم والعمل ، فهو هدفه المنشود ، وسبيله المعهود ، وغايته في بناء وطنه ، والسير به على طريق الآباء والأجداد الكرام ، وفي هذا المقام يقول الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرَّقُوا) ، ليؤكد سبحانه بأن الأصلِ العظيمِ الداعي إلى وجوبِ الاعتصامِ به وعدمِ التفرق، هو حبله المتين ، الذي به تتحقق رسالة الأجيال القادمة ، والعقول الزاخرة ، والأشبال الفاهمة ، ويكونوا عاملَ بناءٍ لهذا الوطن المعطاء ، مسخرين عقولهم وذواتهم ، وما نرفلُ فيه من نعمةٍ وتطورٍ وخيرٍ وارف لخدمة دينهم ووطنهم ، شِعَارُهم مجدٌ عظيمٌ ، وبناءُ عقل وفكر سليم ، متنوّرين بنور الوحيين ، فالرسالة الحقيقية أيها السادة توجَهُ ابتداءً إلى الدعاة والمربين ، والمصلحين والمرشدين ، والمثقفين وقادة العلم والفكر والقلم والبيان ، والقائمين على اليتامى وشؤونهم ، وأن يقوموا بالدور المناط بهم في تربية الأجيال القادمة على حبِّ الدين ، والتمسك بكتاب الله وسنته ، وحب الوطن ، والتضحية من أجله ، وزرع روح العمل والإبداعِ في كلِّ شؤونِهم ، عن طريق التنشئة والرعاية والتعزيز وتوضيح الطريق الصحيح المُعتدل ، لنصل إلى النجاحِ الحقيقي بإذن الله تعالى ، فرسولنا صلى الله عليه وسلم ربى الأجيال المحيطة به على أن يكونوا أجيالاً متميزةً وفريدةً لقيادةِ البشريةِ إلى ما فيه صلاحُهُم وتميُزُهُم ، وبذلك أصبحُوا منارَ حضارةٍ ونهضةٍ شعَ نُورُها في جميعِ أصقاعِ المعمورةِ ، فالمهمة كبيرة ، والرسالة شريفة ، والأمانة عظيمة ، وأخيراً نسأل الله أن يُديم على بلادنا كلَّ خيرٍ وتوفيقٍ وسداد.

بقلم / رائد آل مالح القحطاني
مشرف تربوي - محكم معتمد