• ×
السبت 23 نوفمبر 2024 | 11-22-2024

جدة منبع الفرح

0
0
 جدة أم الرخا والشدة.. في عز فرحنا نسيناها.. نسينا أنها كانت منبع الفرح.. ارضها وجمهورها.. لاعبها وجوهرتها المشعة.. عمّ الفرح كل شبر في الوطن.. وكل مواطن في أقصى الدنيا.. غنى ورقص.. حب الوطن فطرة.. لايوجد عدو للوطن. ربما هناك متظاهرين بأن الفرحة لاتهمهم .. ولكن دواخلهم تنتشي طربا.. أكذب عبارة : (الوطن وثن) في الخارج يرفعون رؤوسهم عندما يسألهم كائن: من أين أنتم؟!
المتظاهرون بعدم حب الوطن كالمزايدين تمامًا.. يتشابهون، فقط يريدون أن يقولوا (نحن هنا) ولكن بطريقة سمجة..

نعود لجدة، كانت عندما تمطر أو تهب عاصفتها يقولون (من عمايل أهلها).. يوزعون الأقدار وكأنهم ملائكة وغيرهم شياطين.!
مرة وفي طريقي مع أحد الأصدقاء .. قلت لصديقي قرأت منشورا في الفيس بوك يقول أن الرياض تعرضت لعواصف رملية .. رد ساخرًا: ( من عمايلهم) .. جاريته قليلا.. أيدنا بعضنا، كلمة من عندي وكلمة من عنده وتراكمت كم من السخرية ..

كان طقسنا حينها خلاب وجميل .. ولكن فجأة انقلب.. هبّت العواصف وتزايد الغبار وتغير الطقس الجميل بآخر رديء .. نظرت إلى صديقي ونظر إليّ مكتئبا ... ثم قلت بابتسامه؛ يبدو أن عمايلنا متشابه..
نعود للمنتخب .. الفرحة المنتظرة من سنين .. لم أشاهد المباراة سوى بعض مقاطع من خلال الجوال.. كنت حينها مع اصدقاء لم أرهم من عشرين عاما .. من أيام الدراسة الجامعية .. عندما كنا نتشارك فرحة أيام انتصارات المنتخب.. أما في هذه المباراة كان الحلم ضئيلاً .. ولكن فهد (الشقي الأسمر) هز الشباك اليابانية .. ارتفعت اصواتنا فرحًا .. وفي نهاية المباراة تغيّرت كل احاديثنا الدينية والسياسية والاجتماعية .. تحولنا إلى رياضيين منتشين وفرحين .. ثم بدأنا نغني بصوت عال.. (الله الله يامنتخبنا....) وتعالت الأصوات في كل انحاء الغابة .. نساء ورجال كبار وصغار.. حتى أشجار العرعر كان يردد معنا (جمهورك وراك.. يهتفوا ويهللوا ) .. الحق رجعنا عشرين عاما للوراء.