• ×
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 | 12-02-2024

الحج شعيرة كونية كبرى , أكبر من أن تقحم في المعارك السياسية التافهة

0
0
 وصل في الأيام القريبة عدد ناهز المليوني حاج إلى مساحة لاتزيد عن356 ألف متر مربع , وتستعد هذه الحشود بعد أداء طواف القدوم في مساحة صحن الكعبة الذي لايزيد أيضاً عن 4000 متر مربع , لمسيرة يوم الغد في يوم التروية للتوجّه مسافة سبعة كيلومترات تقريباً إلى مشعر منى ومن هذا المشعر الى مشعر عرفة في اليوم التالي بإذن الله مسافة مايقارب عشرة كيلو مترات والنزول في سهل واسع مساحته تقريباً10.4 كم مربع .

يظل الحج رغم عادته السنوية أكبر تظاهرة عالمية تحدث , فليس هناك بلد على الاطلاق يستقبل في أيام معدودات من كل سنة حجاج أكثر من 160 دولة يحجون لمكة ومعارج طرقها الضيقة والتي تمتلىء بالبياض في مسيرات مليونية ضخمة .

منذ مايقارب القرن إلا قليلاً والمملكة العربية السعودية متمثلة بحكومتها المسؤولة والمتزنة هي من ترعى وتدير هذه الحشود الكبيرة وجموع طوائفها ومذاهبها المختلفة والمتنوعة بحذر وإحترام شديدين , حتى آخر حاج يقضي نسكه مغادراً وبسمة الرضا الروحاني لاتفارقه .

وقف نائب أمير منطقة مكة المكرمه على قدميه بالأمس القريب , الأمير الشاب عبدالله بن بندر بين ضيوف الرحمن في مطار جدة متابعاً ومقوّماً لبعض الأخطاء التي من الممكن أن تحدث , بلا برتوكولات أو أي دعاية لايحتاج إليها أحد في هذه الشعيرة السامية الكبرى , لا يحرّك هذا الأمير الشاب سوى روح المسؤولية والحذر من أن تكون خدمة ما منقوصة , بل هو يعلم أن الفشل في تنظيم شعائر الحج لايمكن أن يكون موجوداً وإن وجد فقد مضى على علاج أخطاءه زمن سحيق , فليس من الممكن أن وزارة الحج التي تأسست منذ مايزيد عن 73 عام لازالت تفكر كيف تدير هذه الحشود المباركة .

في مقابل ذلك . يأتي حج هذا العام 1438 للهجرة في ظروف مغايرة , إذ أن الصعيد العسكري في حدود الجنوب , والعدو هناك الذي إنكشفت نواياه المظلمة تجاه الاراضي المقدسة , إلى الصعيد السياسي في البيت الخليجي والذي يحتضر باقي أيامه , إلى تركة السنوات الست للعواصم العربية الملتهبة والتي تحولقت حول مكة مثل دائرة نار , بالرغم من كل هذه الظروف لهذه السنة , فإن بكّة التي تبك أعناق الجبابرة تأبى الا أن تكون برداً وسلاماً على ضيوفها وضيوف الرحمان , لا مجال في تسييس الحج , و أن يُقحم فيه مناوشات سياسية , رغم التاريخ الحافل بالمشاحنات في بطون أودية مكة , غير أن المملكة العربية السعودية لاتدخر جهداً في أن يخرج كل موسم للحج نقياً لاتشوبه الشعارات والدعايات السياسية , أو أن يستخدم فريضة و ركن من أركان الاسلام كأداة ضغط لمراهنات سياسية رخيصة .