الحجة الأولى
08-30-2017 12:20 مساءً
0
0
الوقت ليلة عرفة.. الزمن قبل ربع قرن.. أصبحت جدة شبه فارغة، الكثير ذهب إلى الحج.. سألت الشيخ؛ (هل يمديني على الحج؟) أجاب بالإيجاب واستدل بـ "الحج عرفة". لملمت عدتي وعتادي وفِي صباح اليوم التالي .. اتّجهت إلى مكة، أوقفت سيارتي في المواقف المعدة، ثم حملني الباص مع عددٍ من المرتدين ملابس الإحرام..تعرّفت على بعضهم، الكثير كان ذاهب لأداء العمرة، وبقينا أربعة نفر نقصد الحج.. كنّا ثلاثة عرب وهندي.. أقترح علينا أحدهم أن نكوّن فريق ونختار أحدنا أميرا.. أخترنا بالإجماع صاحب الإقتراح.. وصلنا إلى عرفة قبل العصر .. صلينا جمع وقصر .. وعند الغروب نفرنا إلى مزدلفة مشيًا على الأقدام.. هكذا قرّر أمير جماعتنا رغم بعض المعارضات .. في الطريق شعر الهندي بالمشقة وبدأ يتذمر .. بداية اشتكى لي سرًا بأنه ليس راض عن الوضع ثم أعلن اعتراضه.. قال: لو ركبنا سيارة والسيارة تمشي ونحن جالسين ثم نصل إلى مزدلفة مرتاحين.. ( كان يفكر بصوت عال) ثم يضيف.. ياسلام؛ وكأنه رأى حلمه يتحقّق..
حاولنا أن ننام بمزدلفة، ربما نام بعضنا قليلا ولكن لم يداعب النعاس اجفاني.. في الصباح التقطنا الجمرات ثم غادرنا إلى منى.. أيضا مشيا..
قال لي الأمير بأنه سينزل جدة نهارا كي يذبح أضحيته ويقضي أغراض عائلته ويعود..( وكأنه يلمّح لي بأنه سيستخلفني من بعده) راقت لي فكرة قضاء النهارات في جدة وطبقتها فيما بعد..
وصلنا إلى منى . وهناك وصل الخلاف ذروته وخاصة من جانب الهندي وأمير الجماعة .. ثم تفرعت الخلافات إلى أمور أخرى غير قضية السيارة والمشي ..
في منى كانت هناك شاحنة توزع مياة مجانية .. انضمينا مع المتزاحمين .. حصلنا على الماء ولكن ضاع الفريق.. فقدتهم في زحمة الناس.. الحقيقة لم أعد وأبحث عنهم.
فكرة جدة مغرية لشخص لم ينم .. أديّت المناسك وعدت إلى جدة .. ثمّ عدت مساء إلى منى.. جلست بجوار مجموعة أخرى مكونة من سعوديين ومصريين .. استأذنتهم في الجلوس وجلست.. كانت أرواحهم عذبة وطريقتهم تضحكني.. كانوا تارة يتواعظون وتارة يشعلون سجائرهم وتارة يتخاصمون ولكن بقلوب بيضاء وبطريقة فكاهية .. وجدت متعة في رفقتهم واصبحت أنزل جدة وأعود كل ليلة إلى مجلسهم الذي كان في الهواء الطلق..
في الليلة الأخيرة رآني أحد الأخوة المصريين أنظر إليه وهو يسحب نفس عميق من سيجارته .. فسألني: ( برضو النهار ده نزلت جدة؟) أجبته: نعم. هز رأسه بطريقة عادل إمام قائلا (آه)؛ لسان حاله وكأنه يقول ( حج إيه اللي أنت جاي تقول عليه).
الحمدلله، أكملت جميع مناسك الحج ثم قيل لي لا بأس من تكرارها.. وقد فعلت .. ولكن ظلّ سحر ومتعة تلك الحجة العشوائية حتى اليوم .
حاولنا أن ننام بمزدلفة، ربما نام بعضنا قليلا ولكن لم يداعب النعاس اجفاني.. في الصباح التقطنا الجمرات ثم غادرنا إلى منى.. أيضا مشيا..
قال لي الأمير بأنه سينزل جدة نهارا كي يذبح أضحيته ويقضي أغراض عائلته ويعود..( وكأنه يلمّح لي بأنه سيستخلفني من بعده) راقت لي فكرة قضاء النهارات في جدة وطبقتها فيما بعد..
وصلنا إلى منى . وهناك وصل الخلاف ذروته وخاصة من جانب الهندي وأمير الجماعة .. ثم تفرعت الخلافات إلى أمور أخرى غير قضية السيارة والمشي ..
في منى كانت هناك شاحنة توزع مياة مجانية .. انضمينا مع المتزاحمين .. حصلنا على الماء ولكن ضاع الفريق.. فقدتهم في زحمة الناس.. الحقيقة لم أعد وأبحث عنهم.
فكرة جدة مغرية لشخص لم ينم .. أديّت المناسك وعدت إلى جدة .. ثمّ عدت مساء إلى منى.. جلست بجوار مجموعة أخرى مكونة من سعوديين ومصريين .. استأذنتهم في الجلوس وجلست.. كانت أرواحهم عذبة وطريقتهم تضحكني.. كانوا تارة يتواعظون وتارة يشعلون سجائرهم وتارة يتخاصمون ولكن بقلوب بيضاء وبطريقة فكاهية .. وجدت متعة في رفقتهم واصبحت أنزل جدة وأعود كل ليلة إلى مجلسهم الذي كان في الهواء الطلق..
في الليلة الأخيرة رآني أحد الأخوة المصريين أنظر إليه وهو يسحب نفس عميق من سيجارته .. فسألني: ( برضو النهار ده نزلت جدة؟) أجبته: نعم. هز رأسه بطريقة عادل إمام قائلا (آه)؛ لسان حاله وكأنه يقول ( حج إيه اللي أنت جاي تقول عليه).
الحمدلله، أكملت جميع مناسك الحج ثم قيل لي لا بأس من تكرارها.. وقد فعلت .. ولكن ظلّ سحر ومتعة تلك الحجة العشوائية حتى اليوم .