• ×
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 | 12-02-2024

الدقائق الأولى في الساونا

0
0
 غرفة ضيقة كزنزانة، طقس يكتم الانفاس.. الثواني تمر بصعوبة بالغة.. كل شي ممنوع.. لا جوال ولا كتاب ولا قلم ولا ورقة ولا حتى ساعة ..
كدت أن أخرج قبل أن أكمل الدقيقة الأولى .. لولا أن رأيت صديقي الذي كان برفقتي وكان يبدو مهيأ لأن يبقى كامل المدة الافتراضية.

ولكن فيما بعد، عندما أكون وحيدا كيف أزيد صبري وكيف أحسب الوقت داخل هذه الغرفة..!
قال لي أحد زملائي أثناء لجنة الامتحان -بعدما رآني أنتظر بفارغ الصبر انتهاء الطلاب من الاختبار- أفضل طريقة للقضاء على مثل هذا الوقت الممل أن تستغفر وتسبّح أكثر عدد ممكن..
ومرة سألت صديقي الشاعر أحمد البوق -وكان يتهيأ لسفر بالسيارة- هل أعددت صوتيات تستأنس بها أثناء الطريق؟

أجاب؛ لا أحتاج ..عادة في الطريق أردد بعض القصائد التي أحفظها وذكر من ضمنها لامية العرب للشنفري..
منذ ذلك الحين وأنا استخدم تلك التقنية .. مع بعض التعديلات والتحديثات .. وتمنيت بعدئذ لو أن حافظتي تسعفني لأحفظ سورة طويلة كالبقرة.. أو قصيدة من مئة بيت على غرار قصيدة الشنفري وتكون لي خير معين لمثل هذا.. شيء آخر مهم في هذا، ألا وهو أنها حاسبة للوقت الذي تقضيه في غرفة الساونا أو البخار أو الجاكوزي وحتى في حوض السباحة..
لو قلت "استغفر الله" بشكل طبيعي ستأخذ منك ثانية واحدة .. ولو كررتها ١٠٠٠ مرة .. ستستغرق منك ربع ساعة أو تزيد قليلًا .. وهذا هو الوقت المناسب للبقاء في الساونا ..
وقِس عليها كم ستستغرق في تسميع تلك السورة أو ترديد تلك القصيدة..أو أذكار الصباح أو المساء.. شيء آخر متاح لك في مثل هذه الأماكن وهو التأمل؛ فماذا لو كان التأمل مقرونا بآيات تحفظها أو قصيدة أصيلة ترددها.. أو ذكر ودعاء تلهج به..

وللعودة لـ الساونا فاستخدامه المستمر كما يفترض يعد إنجاز.
هو يحتاج إلى تعوّد.. ويعوّد على الصبر وزيادة القدرة على التعامل مع الأوقات الصعبة..وقد تجعل منه مشروع اعتكاف صغير.. إضافة إلى الفوائد الصحية التي يجيبنا عنها أي محرك بحث..

نصيحة أخيرة قبل استخدام الساونا يجب أن تشرب الكفاية من الماء كي لاتصاب بالجفاف .. وبعد الانتهاء تحتاج إلى تفاحة واحدة على الأقل .