• ×
الخميس 21 نوفمبر 2024 | 11-20-2024

وما أدراك ما الشهرة ..؟! رجولة مفقودة .. وأبوابٌ مفتوحة ..!

0
0
 بمجرد أن نذكر كلمة الشهرة هذه الأيام يتجه فكرنا ليستدعي عدداً كبيراً من مشاهير التواصل الاجتماعي ، فلان سافر فلان يتحدث عن كذا ، فلانة ترقص ، ترتدي ماركة كذا حتى الصحن والكوب كل الأشياء حولها مجموعة ماركات ، وأخرى تعرض تتوريال ، تعرض لوناً ، تعرض كل شيء ، كل صبغ وتلوين ، وهناك من تتنفس عطراً ، وأخرى تغرق نفسها وسط مجموعة ألوان ..
الكثير والأكثر بين طلاق ، زواج ، أسرار البيوت وكل الذي خلف الأبواب ، حكايات مخجلة وفضائح لانحتاج مشاهدتها أو معرفتها ، لاتضيف لنا سوى التراشق باللفظ والقيل والقال وأسرار وخصوصيات أصبحت على حبل الميديا للجميع ، تجذب اهتمام الصغار والتافهين ..!

هناك رجولة مفقودة ، هناك أجساد تتعرى تتلوى ، هناك كشف المستور في أقبح صورة ، والغريب في كل ذلك انعدام الحياء وانعدام الحقيقة ، أصبح كل شيء قشور وركض للشهرة ، على حساب القيم والأدب الاجتماعي وفقد فاضح للأخلاق وقدوة معيبة بل وصمة على جبين تواريخهم ، وبعضهم محسوب علينا ..

الأمر في ازدياد والتفصخ في ازدياد أيضاً ، وشركات الإعلانات تركض خلفهم وكأنها وقود بما تدفع من أموال ليخرج فريق آخر من المقلدين ممن ساروا على خطاهم ، يأتون بالجديد والأكثر قبحا وخروجاً عن المألوف ، أصبح التنافس في أعداد المتابعين لكسب المزيد من المال وزيادة الشهرة ، أصبح استقطاب المتابع بمن أكثر خلاعة ومجوناً ، أضف لذلك التراشق بالألسنة وتبادل الاتهامات ورمي بعضهم البعض ببذيء الوصف تلميحا وتصريحا ، وهناك من يجمع سماجة بعض الأغبياء ليجعل محتواه عنهم مع الإيحاء المعيب الخاص به ليختلف ولايعلم أنه مختلف كمثلهم ..!

أي مشاهير أولئك الذين يهتكون أستار بيوتهم ، أي مشاهير أولئك الذين يستعرضون النعم كمحدثيها الذين يتباهون بما حققته أجسادهم وأخبارهم وأسرارهم الأسرية ؟..
ألم يسألوا أنفسهم ماذا سيقولون عندما يتقدم بهم العمر ؟.. أم أنهم سيستمرون في شريط مستهلك حول بيوت لانوافذ لها ولاحرمات ؟!..
ماذا سيكون حال أبناءهم ذات زمن ؟! .. مثلهم وعلى شاكلتهم أم في العيادات والمصحات النفسية من عقد متراكمة ؟!
ماحال الطفولة التي أقحموها وأصبح الطفل يتحدث لغة أكبر من طفولته وألعابه وأقرانه وسعادة يومه وأخطاءه ؟!

فُضلة المداد :
أخشى يوما أن يصبحوا قدوة وتنسى الأجيال المشاهير الحقيقيين الذين اخترعوا وبنوا وكتبوا تاريخهم بأحرف من نور ، ومات كثيرهم فقراء وحقيقتهم ثراء موروث تركوه للعالم للبناء وليس للهدم .